علي جمعة: ثورة 30 يونيو لعبت دورا حاسما في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب - تحقيقات وملفات


أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو لحظة تاريخية ستبقى خالدة فى الذاكرة لأنها انتصار للديمقراطية واحتجاج سلمى أظهر للعالم قوة الشعب، وساهمت فى صنع المستقبل وزرعت أمل استعادة الوطن من جديد فى نفوس المصريين.

وقال «جمعة»، فى حوار لـ«الوطن» إن الحفاظ على الهوية المصرية كان أحد أهم أهداف الثورة، والشعب رفض الفاشية والتطرف الدينى وإعادة تأسيس المشهد الثقافى والسياسى فى خطوة تاريخية، والثورة لعبت دوراً حاسماً فى تعزيز مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب فى مصر، وكشفت عن وجه الجماعات المتأسلمة وحطمت مآربها السياسية المدمرة.

وأضاف أنه توقع سقوط الإخوان عن عرش مصر قبل الثورة بـ6 أشهر، مشيراً إلى أنه أنشأ مع مجموعة من الوطنيين المخلصين تيار «مصر بلدى»، ونجحوا فى تكوين رأى عام منع وصول مصر إلى نموذج دول الجوار فى الاقتتال والحرب الأهلية، وصولاً إلى 30 يونيو، وهى الثورة التى تحولت إلى منصة لتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية.. وإلى نص الحوار:

كيف تتذكر ثورة 30 يونيو؟

- فى هذه الأيام نستعيد الذكريات ونتذكر الشعور بالفخر والانتصار الذى بدا واضحاً فى شوارع مصر على وجوه المواطنين وهم يبدون إصرارهم على إعادة بناء وطنهم القائم على العدالة والحرية والكرامة الوطنية، هذه الأيام التى عاشتها مصر وشعبها فى 2013 لم تكن سوى فصل جديد ومشرق فى تاريخ هذا البلد العظيم، وكانت ثورة 30 يونيو لحظة تاريخية حاسمة ساهمت فى صنع مستقبل بناء وزرع الأمل فى نفوس الملايين من المصريين.

عضو بالكونجرس سألنى «كم يستمر حكم الإخوان؟».. فأجبته «6 أشهر» وشعر بالصدمة لأنه كان يريد استمرارهم

كيف ترى مشاركة واتحاد كل الجبهات المعارضة لحكم الجماعة الإرهابية؟

- أتذكر أنه فى أوائل سنة 2013 كنت فى زيارة للولايات المتحدة وزرت الكونجرس الأمريكى وسألنى أحدهم، وكان يبدو فى عينيه حب بقاء الإخوان، باعتبارهم عملاء الأمريكان يبيعون بلادهم من أجل الحكم، عن حال مصر وهل حكم الإخوان حكم يرضى عنه الشعب المصرى، فقلت له: أظن أنهم لن يدوموا فى الحكم بالطريقة التى يتصرفون بها وسألنى آخر، وكأنه ساخر: لِمَ هذا؟! ومتى سينتهى حكمهم؟ قلت له: فى حدود 6 أشهر وقوبلت إجابتى بشىء من الاستخفاف.

ولماذا توقعت سقوط حكم الإخوان خلال ٦ أشهر؟

- قلت لهم: إننا إذا أعطينا سيارة مليئة بالركاب لشخص لا يعرف القيادة فبالطبع سيقوم بارتكاب حادث مروع، ونحن كنا نسير فى سيارة مع القيادات السابقة بسرعة بطيئة لكننا كنا نسير، لأنه يتقن القيادة ولا يريد أن ننطلق، بينما الإخوان ليسوا ممن يتقنون القيادة، وليسوا من رجال الدولة، وليس فيهم شىء من صفات رجال الدولة.

شكلتم تكتلاً وطنياً بعد ثورة ٣٠ يونيو تحت مسمى «مصر بلدى».. ماذا قدم؟

- بعد أن قامت ثورة 30 يونيو أنشأنا مع مجموعة من الوطنيين المخلصين تياراً -لم يكن حزباً سياسياً وإنما تيار وطنى- اسمه «مصر بلدى»، وفى مصر بلدى كان معنا وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين والمحافظ السابق صلاح المعداوى والصحفى مصطفى بكرى ومجموعة من الوطنيين الذين انضموا إلى هذا التيار وشرفونى برئاسته، وقام هذا التيار الوطنى على ثلاثة أشياء: أولاً كتابة الدستور، وثانياً رئاسة الجمهورية، وثالثاً مجلس النواب، فإذا ما أتممنا هذا فإننا ننسحب من الساحة لأننا لا نلعب سياسة حزبية وإنما نحن نلعب السياسة بمعنى رعاية شئون الأمة فى الداخل والخارج.

ونجح تيار مصر بلدى نجاحاً هائلاً وكوّن رأياً عاماً هو الذى كان وراء النجاح الباهر فى التفاف الشعب المصرى حول قضاياه وعدم الوصول إلى النموذج السورى والليبى والسودانى واليمنى والعراقى فى الاقتتال والحرب الأهلية والدماء التى أراد أولئك المخربون أن يغرقوا مصر فيها، والحمد لله كان توفيقاً من الله فى هذا المجال.

هل ما زلت رئيساً لها التيار؟

- بعدما أتم الله لنا النعمة بتولى رئيس الجمهورية عدلى منصور شأن البلاد طبقاً لمقتضيات الدستور وبعد أن تحقق استقرار الرئاسة وكتابة الدستور وعمل مجلس النواب، أعلنت انسحابى من هذا التيار الوطنى الذى أدى مهمته، وقد كان هناك اتجاه لأن يصير حزباً سياسياً ولكن ذلك لم يتم.

وماذا عن أهمية استعادة الأمن والاستقرار بعد 30 يونيو؟

- بالفعل، عملت الثورة على إزالة العديد من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى كانت تمر بها مصر، فقد أدت الأزمات السياسية والاقتصادية إلى تدهور اقتصاد البلاد فى الفترة من 2011 إلى 2013.

ما أهم مكتسبات ثورة ٣٠ يونيو؟

- أظهرت تماسك الدولة المصرية الوطنية وتأكيد موقعها كقوة محورية فى المنطقة، حيث نجحت هذه الثورة فى الحفاظ على استقلال مصر واستقرارها، ومنعت تكرار سيناريو دول الجوار بل أصبحت نموذجاً ملهماً للدول الأخرى فى رفض حكم الجماعة الإرهابية، وفضحت أجندة جماعة الإخوان الإرهابية التى حاولت اختطاف الدولة والتلاعب بمصير شعبها، وكشفت عن الخسائر الفادحة والنزيف الاقتصادى الحاد الذى تسبب به حكم الإخوان، فقد بلغ مستوى البطالة 13%، بالإضافة إلى تفشى الفقر بنسبة 25% فى المدن و50% فى منطقة الصعيد.

وساهمت هذه الثورة فى رفع الوعى الإيجابى داخل المجتمع المصرى بشكل كبير، فمن خلال الثقافة السياسية المتجددة، استطاع الشعب المصرى أن يتخلص من التهديدات التى كانت تواجه هوية وثقافة البلاد، بالإضافة إلى ذلك أصبحت الفنون تعكس القضايا المهمة التى تشغل الجمهور وتهتم بتناول موضوعات جديدة، وتمكنت الأعمال الوطنية من تحقيق نجاح كبير ونسب مشاهدة عالية تعزز الوعى والإحساس بالهوية الوطنية.

وما دور 30 يونيو فى التصدى لسعى الإخوان للقضاء على الهوية الوطنية؟

- يعد الحفاظ على الهوية المصرية أحد أهم أهداف الثورة، فقد تمكن الشعب المصرى من رفض الفاشية والتطرف الدينى وإعادة تأسيس المشهد الثقافى والسياسى الوطنى وانتصرت الثقافة الوطنية بهذه الخطوة التاريخية، وبات المواطنون يتطلعون لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.

ولعبت الثورة دوراً حاسماً فى تعزيز مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب فى مصر، وأدت إلى الكشف عن وجه الجماعات المتأسلمة وتحطيم مآربها السياسية المدمرة، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة اتخذت مصر سلسلة من الخطوات المهمة للقضاء على التطرف والإرهاب محلياً وإقليمياً، وخرجت مصر من قائمة الدول الأكثر تعرضاً للتطرف والإرهاب، وتعتبر هذه المواجهة نقطة تألق للثورة وتأكيداً على أهميتها.

انتصار الديمقراطية

كانت الثورة لحظة تاريخية لمصر ستبقى إلى الأبد فى الذاكرة على أنها انتصار للديمقراطية واحتجاج سلمى أظهر للعالم قوة الشعب عندما يجتمع للمطالبة بالتغيير، ومثلت نهاية لنظام قمعى وفتحت الباب أمام مستقبل أكثر إشراقاً لمصر، وأظهر شعب مصر شجاعة وتصميماً هائلين، وألهمت جهودهم الآخرين للنضال من أجل حقوقهم وحريتهم.

وعندما نفكر فى 30 يونيو، علينا أن نتذكر التضحيات التى تم تقديمها وشجاعة أولئك الذين دافعوا عن ما آمنوا به ويجب علينا تكريم إرثهم من خلال الاستمرار فى العمل من أجل مستقبل أفضل لمصر.

تاريخ الخبر: 2023-06-03 00:20:21
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية