تعيش الثانوية الإعدادية محمود درويش، الكائنة بدوار أولاد بلعيد، جماعة عامر الشمالية، إقليم سيدي سليمان، منذ شهور عديدة بلا كهرباء، بعد قطع المكتب الوطني للكهرباء، التيارَ عن ساكنة الدوار، بحجة أن بعض المنازل، عليهم مستحقات، وجب استخلاصها.
ورغم أن المؤسسة التعليمية المذكورة، تؤدي ما عليها من واجبات، فإنها ومنازل أخرى من الدوار، تعرضوا لما بشبه “عقابا جماعيا”، حرمهم النور لمدة ليست بالقصيرة. الأمر الذي يطرح سؤال المسؤولية حول متخذي هذا القرار “الغريب” في مغرب 2023، والذي بموجبه يُحرم التلاميذ من الكهرباء في مؤسستهم، وما يصاحب ذلك من حرمان من استعمال وسائل التعلم الحديثة، كما يحرمون من الكهرباء بمنازلهم، وهو ما يتعذر معه قيامهم بواجباتهم وتمارينهم.
في هذا الصدد، قال سمير بومدين، مدير الثانوية الإعدادية محمود درويش، إنه “منذ شهر مارس الماضي، والتيار منقطع بشكل كامل عن المؤسسة، التي أصبحت تعيش حالة مزرية إلى حدود اليوم”.
وأكد بومدين، في تصريح خص به “الأيام24″، إن “جل الخدمات التي تقدمها المؤسسة، التي يدرس بها أزيد من 840 تلميذ، معطلة”، مشيرا أن هذا الأمر يؤثر على إنجاز “شواهد مدرسية، ومراسلات إدارية التي أحيانا تكون مستعجلة، وعملية مسك غياب التلاميذ التي لها علاقة بالدعم الاجتماعي تيسير، مما قد يحرم جل أسر التلاميذ من منحة تيسير، وما لهذا الأمر من تبعات خاصة أن المنطقة بها نسبة الفقر والهشاشة جد مرتفعة”.
وتابع المتحدث، “كما توقفت حصص الدعم الرقمي للتلاميذ، ونحن مقبلون على امتحانات نهاية السنة، وما قد يترتب عن هذا التوقف من تراجع كبير وخطير على مستوى نتائج المتعلمين وكذا نسب التكرار والفصل، وبالتالي الرفع من نسب الهدر المدرسي”.
وأشار مدير المؤسسة، أن “المولد الكهربائي الذي يتواجد بدوار أولاد بلعيد الذي تتواجد به المؤسسة في حالة جيدة”، مؤكدا أنه “يكفي إعادة تشغيله للخروج من هذه الأزمة”.
أوضح المتحدث، أن “تعنت مدير وكالة المكتب الوطني للكهرباء بسيدي يحيى الغرب وكذا المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء بسيدي قاسم، واللذين يرفضان هذا الأمر بشكل قاطع إلى حين استخلاص مستحقاتهم من سكان الدوار، جعل المؤسسة تقع ضحية لهذا العقاب الجماعي”.
واعتبر بومدين، أن “هذا القرار يعد خرقا سافرا للقوانين والمساطر الجاري بها العمل، ويتنافى مع كل توجهات المملكة المغربية، ومع توجيهات جلالة الملك المؤطرة لعلاقة الإدارة مع المواطنين، وحرصه نصره الله على الاهتمام بتنمية العالم القروي للحد من الفوارق المجالية”.
وأوضح مدير المؤسسة، أن بداية المأساة التي تعانيها المؤسسة انطلقت منذ الخميس 09/06/2022، ليتم الاعتماد على بعض الحلول الترقيعية التي لم تزد الطينة سوى بلة، حيث أدى ضعف الصبيب إلى إتلاف أجهزة المؤسسة، مؤكدا أن آخر انقطاع تام عرفته المؤسسة كان بداية مارس 2023.
