انطلقت، أول أمس، الأيام الطبية الجراحية على مستوى قسم العمليات بالمؤسسة الاستشفائية العمومية  بوزيدي لخضر، في ولاية برج بوعريريج، بإجراء عشرات العمليات، في الجراحة العامة وطب الأطفال، بما في ذلك استئصال الأورام السرطانية، على أن تتواصل على مدار ثلاثة أسابيع كاملة، ببرنامج مسطر لإجراء حوالي 400 عملية، ما يسمح باستنفاذ جميع الملفات والعمليات الجراحية التي لا تزال قيد الانتظار، قبل فترة التوقف خلال موسم
 الحر إلى غاية شهر سبتمبر القادم.
وأكد مدير الصحة في حديثه للنصر، إعطاء إشارة انطلاق الأيام الطبية الجراحية بالتنسيق ما بين المؤسسة العمومية الاستشفائية بوزيدي لخضر والمؤسسة الاستشفائية للاستعجالات الطبية الجراحية بن عبيد، بمشاركة الأطباء الجراحين بالمؤسستين، مشيرا إلى برمجة جميع المرضى والملفات قيد الانتظار لإجراء عمليات في مختلف التخصصات، مطمئنا جميع المرضى وأهاليهم بمواصلة العمل طيلة المدة المحددة، بما في ذلك أيام عطلة نهاية الأسبوع، لإتمام جميع العمليات، وامتصاص قائمة الانتظار والعمليات المبرمجة، قبل فترة التوقف التي تتزامن مع موسم الحر الذي لا ينصح خلاله بإجراء تدخلات جراحية، إلا في حالة الضرورة والحالات المستعجلة والمستعصية، على أن يتم استئنافها بالموازاة مع الدخول الاجتماعي مع بداية شهر سبتمبر القادم.
وأضاف المصدر بأن هذه المبادرة التي تطوع الأطباء الجراحين لإنجاحها، سبقتها مبادرات مماثلة كان من بينها الأيام الجراحية المنظمة بمستشفى المنصورة قبل حوالي أسبوعين، بالإضافة إلى مواصلة التحضيرات لإطلاق أيام في جراحة العيون ابتداء من اليوم بمستشفى برج الغدير، بغية التخفيف من عناء المرضى والتقليل من تكاليف إجراء هذه العمليات وإنهاء حالة التأخر والتشبع في البرامج على مستوى مصالح الجراحية التي تشهد طلبا متزايدا، يتجاوز في بعض الفترات قدرات استيعابها، ما يتسبب في انتظار المرضى لفترات طويلة لبلوغ دورهم، الأمر الذي عادة ما يدفع بالمديرية الوصية بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الاستشفائية إلى إطلاق مبادرات الأيام الطبية الجراحية، التي تؤتي ثمارها حسب ما أشار إليه ذات المدير، وتعود بالفائدة لصالح المرضى، بسعي وتفان من الأطباء الجراحين والأطقم الطبية والممرضين والأعوان شبه الطبيين، حيث أشار في هذا الصدد مصطفى ماضوي منسق الشبه الطبي بمستشفى بوزيدي، إلى تكثيف الجهود والتنظيم الجيد لضمان السير الحسن لهذه المبادرة.
وحول التحضيرات، أكدت مديرة مستشفى بوزيدي تجنيد جميع الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة، لإنجاح هذه الأيام الطبية، التي لقيت استحسانا بين المرضى وأهاليهم، أين كان لنا لقاء مع البعض منهم على مستوى قسم العمليات الجراحية، حيث تتواجد حالات بقي أصحابها ينتظرون لمدة تتراوح بين الشهرين إلى ثلاثة أشهر لإجراء عملية في الطب الداخلي، وكان من حسن حظهم تنظيم هذه المبادرة، التي أعفتهم من الانتظار لمدة أطول، وأعفت بعض المرضى من تأجيل عملياتهم إلى ما بعد فترة التوقف في حال الاعتماد على البرنامج العادي للعمليات الجراحية، في ظل الطلب الكثير والتشبع المسجل في البرنامج المكثف على مدار أيام الأسبوع.
من جانبها، أشارت آمال بن مرزوق طبيبة جراحة ورئيسة المجلس الطبي بمستشفى بوزيدي، في حديثها للنصر، إلى تسطير برنامج لإجراء 400 عملية جراحية، من بينها 300 عملية في الجراحة العامة و 100 في جراحة طب الأطفال، كاشفة عن الأخذ بعين الاعتبار جميع الملفات والحالات التي لا تزال قيد الانتظار على مستوى المؤسسة الاستشفائية، مضيفة أن طموح الفريق الطبي والإداري هو الوصول إلى صفر ملف واستنفاذ جميع الحالات قبل فترة التوقف عن إجراء التدخلات الطبية الجراحية العادية، وتشمل هذه المبادرة تدخلات جراحية في تخصصات مختلفة في الجراحة العامة واستئصال أورام سرطانية، بالإضافة إلى عمليات دقيقة في طب الأطفال.
وأوضحت الطبيبة أن مثل هذه العمليات تحتاج إلى مجهودات كبيرة، مشيرة إلى مساهمة الأطباء الجراحين والطاقم الطبي في تذليل العقبات، والتغاضي عن بعض النقائص التي لا تؤثر بشكل كبير على البرنامج المسطر، فضلا عن الاستفادة من الإمكانيات البشرية والمادية، من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات الاستشفائية العمومية على مستوى إقليم الولاية،  حسب ما هو متاح، مجددة التأكيد على أن الطاقم الطبي والشبه طبي، على أتم الاستعداد لإنجاح المبادرة، خاصة وأن المؤسسة تتوفر حسب ما أضافت على 10 أطباء جراحين و6 آخرين مختصين في جراحة الأطفال، دون نسيان طريقة العمل على شكل مجموعات لتخفيف العبء عن الأطباء وإجراء العديد من العمليات في وقت واحد على مستوى الجناح والغرف المخصصة لذات الغرض، مضيفة أن أغلب الأطباء يمتلكون الخبرة الكافية للتكفل بجميع الحالات، بما في ذلك العمليات المعقدة والمستعصية، ما يسمح بإنجاح هذه الأيام الجراحية وبلوغ أهدافها المسطرة.
تجدر الإشارة، إلى إشراف الوالي على انطلاق هذه المبادرة، أين ثمن جهود الأطقم الطبية والإدارية في التخفيف من معاناة المرضى، واستحسانه لمثل هذه المبادرات، مضيفا أن السلطات الولائية حريصة على تلبية انشغالات الأطقم الطبية والتحضير لتكريمهم على ما يقدمونه من جهود في اختتام هذه الأيام الطبية الجراحية.                     ع/ بوعبدالله