تشهد كندا حالات اضطراب كبرى، بسبب حرائق الغابات المدمرة المنتشرة في أكثر من ولاية، وهي كمية مروعة غير معتادة مقارنة بالسنوات الماضية.

واستنادًا إلى بيانات رسمية أفادت رويترز، أن أكثر من 3.3 مليون هكتار (8.2 مليون فدان) احترقت حتى الآن هذا العام، وأفاد مسئولون بأن  كندا حاليًا "في طريقها لخوض أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق".

أكثر الغابات كثافة

وتشتهر الجارة الشمالية للولايات المتحدة الأمريكية، ببعض الغابات الأكثر كثافة في العالم، لذا فإن حرائق الغابات ليست شيئًا جديدًا في المنطقة منذ حدوثها تاريخيًا سنويًا، لكن هذا العام اشتد الحريق أكثر من أي وقت مضى، وانتشر على نطاق واسع واشتعل بمعدل متزايد، بحسب مجلة people  الأمريكية.

من جانبه قال رئيس الوزراء جاستن ترودو في مؤتمر صحفي في أوتاوا: "هذا وقت مخيف لكثير من الناس".

وأضاف: "حرائق الغابات هي ثاني أكبر كارثة في كندا (بعد الفيضانات) - تؤثر سلبًا على إنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى تدمير المنازل".

التأثير على جودة الهواء

كما تأثرت جودة الهواء، حيث غطت أعمدة الدخان السماء وخلقت طبقات سميكة من الضباب في جميع أنحاء البلاد، في الأسابيع الأخيرة، كانت الأعمدة سيئة للغاية لدرجة أن أجزاء من الولايات المتحدة شعرت بآثارها.

أصدرت تنبيهات الصحة العامة الأمريكية، تحذيرات في ولايات تتراوح من نيويورك إلى مينيسوتا، وحث السكان على البقاء في منازلهم وارتداء أقنعة لتجنب استنشاق الجسيمات الدقيقة السامة في الهواء.

وأشارت وسائل إعلام أمريكية، إلى أن مدينة نيويورك أعلى مستوى تلوث في العالم في 6 يونيو.

أين تحدث حرائق الغابات في كندا؟

تعتبر حرائق الغابات حدثًا طبيعيًا شائعًا في كندا وقد تحدث سنويًا نفس الوقت تقريبًا، وغالبًا ما تشتعل الحرائق السنوية بشكل أساسي في المقاطعات الغربية من البلاد.

هذا العام كانت حرائق الغابات أكثر انتشارًا، مما أثر على المقاطعات الشرقية لنوفا سكوشا وكيبيك وأجزاء من أونتاريو. كما شعرت بالتأثيرات في كولومبيا البريطانية وألبرتا، حيث أعلن المسئولون الحكوميون عن حالة الطوارئ الإقليمية في الأخيرة في 6 مايو.

كيبيك هي أكبر مقاطعة في كندا من حيث المساحة، واعتبارًا من 5 يونيو، ورد أنها "الأكثر تضررًا".

اعتبارًا من 6 يونيو، كانت كيبيك تكافح حوالي 160 حريقًا في الغابات، مما أدى إلى نزوح حوالي 10000 شخص، وفقًا لرويترز.

أونتاريو هي ثاني أكبر منطقة من حيث المساحة والأكبر من حيث عدد السكان، حيث تشهد تأثيرًا مشابهًا.

الأسباب وراء حرائق غابات كندا

يمكن لعوامل مختلفة أن تشعل النار في الهشيم، وعادةً ما تبدأ إما بالبرق أو بالنشاط البشري (مثل إلقاء سيجارة مشتعلة على الأرض في الغابة)، من المرجح أن تشتعل الحرائق عندما تكون الأرض جافة ويكون الهواء ساخنًا، ولهذا السبب يستمر موسم حرائق الغابات عادةً خلال فصل الصيف.

يلعب تغير المناخ أيضًا دورًا من خلال التسبب في مناطق الضغط المرتفع، والتي تؤدي إلى فترات طويلة من الظروف المشمسة والحارة وتؤدي إلى تفاقم الجفاف، وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "اندلاع الحرائق، التي اشتدت بسبب ارتفاع درجات الحرارة في العديد من المناطق، هي علامة تنذر بالسوء على الآثار السلبية الناجمة لتغير المناخ، والتي لا تقتصر على كندا".