عمار قواسمية فائز بجائزة علي معاشي للنصر

تتويجي حافز للمضي قدما في الكتابة المسرحية

أعرب المترجم و الكاتب الشاب عمار قواسمية، الفائز بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب «علي معاشي « في طبعتها الـ 17، في حوار للنصر، المعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي، عن فخره و سعادته بتتويج أول تجربة له في الكتابة المسرحية «موت المترجم» بالجائزة الثالثة في فئة النص المسرحي المكتوب، معتبرا الكتابة هواية صقلها في إطار ممارسته للترجمة، حيث ترجم عدة أعمال، مؤكدا بأن لذلك تأثير مباشر وفعال في صقل مهاراته في الكتابة و في تهذيب أسلوبها، و قال بأن الفوز حافز للمضي قدما في الكتابة المسرحية.

حاورته / أسماء بوقرن

بداية : توجت في مسابقة علي معاشي للمبدعين الشباب لهذه الطبعة، كيف كانت مشاركتك؟   
لطالما فَكرتُ في المشاركة في هذه الجائزة؛ لأنها من جهة تمنح فرصا كثيرة بحكم تعدد فئاتها، ومن جهة أخرى لأنها مقترنة برئيس الجمهورية، مما يُعطيها بُعدًا مَرموقًا وقيمة عالية يُشَرِّفان كل فائز بها وَيُثرِيَان سيرته الذاتية، إضافة إلى قيمتها المادية المُعتَبَرَة، من هذا المُنطلَق راودتني فكرة المشاركة عِدة مرات، وكنت مترَدِّدًا؛ لأن الكتابة هواية فقط كنت أعمل على صَقلِها، في خِضَم ممارستي لتخصصي الدقيق وهو «التَّرجَمَة»، وربما كان للترجمة تأثير مباشر وفعال في صقل مهاراتي في الكتابة، وتهذيب أسلوبها.
اخترت الجنس الأدبي المناسب لمهاراتي
شاركت في فئة النص المسرحي المكتوب، بأول محاولة لك في مجال الكتابة المسرحية، هل كنت تتوقع الفوز؟
بِصراحة، الكِتابَة هواية ومهارة أعمل على صَقلِهما، إلى جانب تخصصي في الترجمة، أنا أكتبُ المَقال والقصة القصيرة والمسرحية والخاطرة، باللغتين العربية والإنكليزية، والمسرح ليس تخصصي لذلك، عندما قررت المشاركة اختَرت الجِنس الأدبي الذي يناسب مهارتي، والنص المسرحي يقوم على فكرة، نجسدها في حوار بين شخوص المسرحية، بخَلق صراع بينها يَفضي إلى حل العقدة بما قد يتوقعه القارئ و المُشاهِد أو بما لا يتوقعه تماما، وفي خضم كل هذه المراحل، ينسج الكاتب حبكة تكون على قدر كبير من الإقناع، وإلا كان مصير نَصه التخلي عن قراءته أو الانصراف عن مشاهدته إن كان مُجَسَّدًا على الرَّكح.
أنا أستاذ اللُّغَة الإنكليزية وَمُـتَـرجِـم، هذا يَعني أنني أترجم أكثر مما أكتب، وَقَد سبق و فُزتُ بِالمَركَز الأول في مُسابَقَة «تُـرجُـمَـان الـعَـرَب 2022» التي تنظمها المدرسة العربية للترجمة بجمهورية مصر العربية الشقيقة بين أكثر من 600 متَسابِق،  أُنتِج محتوًى تعليميًّا بشأن الترجمة واللغات في شكل منشورات مكتوبة أو فيديوهات مصممة بطريقة ماتعة وبسيطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك ويوتيوب، كما  أنتَجتُ بَرنامَج «حِكَايَاتُ التَّرجَمَة: أسئلة وأجوبة» الذي استَضَفتُ فيه قامات الترجمة في العالَم العربي، و كان ذلك على مدار شهر رمضان 2022، و  من الإنتاج الفكري لِي كُتُب في مجال الترجمة، سَتَرَى النورَ قَريبًا، هي : «التَّرجَماء» وَ»نُصوص مُسافِرَة» وَ»رُباعِيَّات المُتَرجِم» وَ»تَحتَ مِجهَر المُتَرجِم».
و ما إن كنت أتوقع الفوز أم لا، أقول  نَعَم ولَا،  فقد كَتَبتُ النص بعنايةٍ وحرصٍ لدرجة أني لَم أُهمِل تَفصيلًا واحدا وَلَو كان ضَئيلًا،  الأمر الآخَر أنَّ نَصِّي مُوَجه لفئة الكِبار من 16 فَما فَوق، وَمِمَّن يَجبُ أن يُلِمُّوا بِالحَد الأدنى بِقضايا اللغة العربية والترجمة،  ما قالَتهُ لي الأستاذة نِضال الجزائري، عُضو لَجنَة التَّحكيم، المُكَلَّفَة بِتَقييم الأعمال المَسرَحِيَّة المُشارِكَة، بأن تَتويج نَصِّي اليَوم انتصار للأسلوب الأدبي الحقيقي والمقنع، حيث قالت «أعجَبَنِي نَصُّكَ كَثيرًا،  لَم يُكتَب نَصٌّ بِهذه الطَّريقَة مِن قَبل  وَلَم تُعطَ أهمية لِلمَوضوع المُعالَج فيها، مَا أعجَبَني أكثَر أنَّ مَوضوع النَّص مِن صُلبِ تَخَصُّصِك «التَّرجَمَة»، بِمَعنَى أنَّكَ لَم تَكتُب فِيما لا يَعنيك، بِطريقَة احتِرافِيَّة وَأدوات أكاديمية.

مَوتُ المُتَرجِم..نص مسرحي تعليمي تثقيفي
عنوان النص المسرحي المتوج « مَوتُ المُتَرجِم» حدثنا عن مضمونه.
عُنوان نَصِّي «مَوتُ المُتَرجِم»، مُستَوحَى مِن نظرية «مَوت المؤلِّف» التي تُحرر النص من مؤلِّفِه وتطرحه أمام تأويلات القارئ، فانطَلَقتُ مِن فِكرة فلسفية ثم بَسَّطتها؛ على سبيل تقريبها للقارئ العادي بأسلوب سهل وماتع في آن واحد، هذا النص تعليمي تثقيفي بالدرجة الأولى، مما يجعل الفئة المستهدفة له مُتخصصة لا عامة، وأقصد بالتخصص هنا الحد المعرفي الأدنى بقضايا الأدب العربي وفنونه. وأهدفُ مِن خلال كتابة هذا النص إلى نقل العلوم والمعارف والتعريف بها في قالَب مسرحي مُبَسَّط يُتيحُ المعلومة أمام الجميع دون استثناء، و تمرير رسالة مفادها أنه لا يُمكِن أن نتخيل عالَمًا بلا ترجمة أو مترجمين، و أن نتخيل مَثَلًا أن الأعمال الأدبية العالمية المشهورة لم تُترجم، لظلت حبيسة لغاتها وثقافاتها فقط.
فقد فكرت في هذه المسرحية «مَوتُ المُتَرجِم» قبل جائحة كورونا، أذكُر أنني بدأت في تحريرها في 2018، كتبتُ بَعض مشاهِدِها ثم توقفتُ، فبقيَت حبيسة الحاسوب إلى أن قررت المشاركة في هذه الطبعة من جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب»علي معاشي»،  فاستخرجت المخطوط مرة أخرى، وبدأت أولا بتصحيح الجزء الأول وتنقيحه ومراجعته، ثم رتبت أفكاري الجديدة التي أردت إدراجها، وكذا شَرَعتُ في تطوير الشخصيات، وإضافة أخرى، وتغيير أسمائها لتتماشي مع مَضمون المَشاهد، فأعطيتها أبعادًا تلخص مغامراتها خلال كل أطوار الصراع.
إلى أي مدى ساهم تخصصك في الترجمة في صقل مهاراتك في مجال الكتابة؟
في العادة، لا ينالُ المترجم التقدير والاعتراف كالمؤلف، ولذلك أردتُ من خلال مسرحيتي هذه أن أؤكد أهمية الترجمة والمترجمين، والتي تحدث عنها ورَسَمَ مَعالِمَها الخبراء والمختصون، إن للترجمة فضلا على جل الآداب والعلوم العالمية إن لم نقل كلها، ويتمثل هذا الفضل أساسا في منح هذه الآداب والعلوم مرئية أكبر ومقرونية أشمل لدى جمهور القراء، وقد قالوا قَدِيمًا: عَمَلٌ غَيرُ مُترجَم هو عَمَلٌ نِصفُ مَنشور.
هل هذا التتويج سيكون حافزا للمضي قدما في الكتابة المسرحية؟
 وبَعد هذا التتويج لنَصِّي، تَحَفَّزتُ أكثر لِلمُضِيِّ قُدُمًا في الكتابة المسرحية وتطوير مهاراتي فيها على أمل إنتاج نصوص حقيقية تَرقى إلى المستوى المطلوب فنَرقى بالذوق العام، و  أعمل في هذه الفترة على كتابة نَص مَسرَحي جَديد، وإنتاج دراسة أكاديمية تَخدم ازدِهار اللغة العربية وتَعميمها في الإدارة الجزائرية، وكذا ترجمة كتب قَيِّمَة من الإنكليزية إلى العَرَبِيَّة من شأنها إثراء مكتبتنا الوطنية وخدمة ذاكرة تاريخنا والمحافظة على إرثنا وموروثنا الثقافي.                   أ ب

تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:25:05
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

الرباط: اختتام فعاليات “ليالي الفيلم السعودي”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:25:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

أحوال الطقس غدا الأحد.. أمطار مصحوبة برعد في هذه المناطق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:26:06
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

أحوال الطقس غدا الأحد.. أمطار مصحوبة برعد في هذه المناطق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-27 15:25:58
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية