أوصى مشاركون في الملتقى الأول للجان وجمعيات الأيتام في الأحساء، بتنظيم من جمعية المواساة الخيرية والتنموية في بلدة القارة إلى التحرك لتأسيس مركز بحثي خاص بهذه الفئة في المنطقة، ذلك بشراكة بين الجمعيات المختلفة، والتركيز على الإرشاد الجماعي، والفردي، والتربوي، والنفسي عند التعامل مع الأيتام، والتطلع إلى أن يجعل المركز في أولوياته اعتماد نظام موحد للجمعيات لمتابعة ورصد وتطوير البرامج، واعتبار مشاركة الأيتام البالغين والمؤهلين علميًا ومهنيًا ووظيفيًا في تطوير وإدارة برامج الأيتام للجمعيات أحد معايير جودة البرامج المقدمة لهم.

الأمهات المثاليات

أشار رئيس مجلس إدارة جمعية المواساة الخيرية والتنموية في بلدة القارة التابعة للأحساء أحمد اللويمي، إلى أن الملتقى، أكد على أهمية وضع الأسس لقياس أثر البرامج الرعوية على تطور الأيتام وأسرهم في جودة الحياة من حيث الأسلوب الاستهلاكي والإدارة المالية، وربط التطور العلمي والتعليمي للأيتام بنظام مكافآت وجوائز ودورات تدريبية لتنمية الموهبة وتنظيم دورات تخصصية مختلفة كالذكاء الاصطناعي، والأخذ بالاتجاهات الحديثة في العلاج النفسي والاجتماعي والاتجاه التكاملي عند التعامل مع العديد من مشكلات الأيتام، واعتماد جائزة على مستوى المحافظة لتكريم أمهات الأيتام المثاليات، والاهتمام بالبرامج الرعوية والتأهيل الوظيفي للأمهات، بالإضافة إلى مراعاة توجيه الاهتمام إلى الأيتام المعاقين، والتوصية بتطبيق برنامج الرعاية الأسرية في مؤسسات رعاية الأيتام ومن ثم تقويمه، والمطالبة بالاستعجال في إصدار نظام خاص بالأيتام.

جودة الحياة

قال اللويمي: إن دراسة، أجراها أخيرًا، استنتج من خلالها أن برامج الأيتام، التي تعمل عليها الجمعيات من البرامج المحورية التي تستهدف توفير خدمات رعوية وتنموية لهذه الفئة من المجتمع، وتعمل على تحقيق مجموعة من الآثار النفسية والمعنوية للأيتام من أهمها: أن هناك خدمات رعوية وبرامج ترفيهية جيدة للأيتام إلا أنها متباينة من حيث جودتها بين اللجان، ووجود حاجة ملحة لتصميم برامج رعوية وتنموية للأمهات كي تمكنهن من التغلب على المشاكل المادية والنفسية في إدارة أسرهن، وأن هناك نقصًا شديدًا في الأدوات العلمية المتبعة لقياس آثار البرامج الرعوية على الحالة النفسية للأيتام وتطورهم العلمي والتعليمي، وتعاني أغلب اللجان من عدم وجود مرجعية علمية واضحة لمعرفة سبل قياس مفهوم جودة الحياة في بعدها المعنوي النفسي وما يترتب عليها من تطور فكري لدى الأيتام، ومازالت البرامج تعاني من نقص شديد في صناعة كفاءات يعتد بها من الأيتام لينعكس مردودها على الجمعية والمجتمع والوطن، وكشفت الدراسة عن حاجة ماسة لتطوير برامج الأيتام نحو المزيد من الخدمات التطويرية والتنموية وبعض الخدمات الرعوية النوعية.

الاكتفاء الذاتي

أضاف: يجب على برامج الأيتام في الجمعيات توفير كافة المتطلبات اللازمة لليتيم وأسرته لخلق حياة متوازنة بالاكتفاء الذاتي الذي يوفر لهم التوازن النفسي في حياتهم اليومية، وصناعة الإنسان الفاعل القادر على إدارة حياته من خلال تمكينه بالمهارات الحياتية المختلفة، والأثر المعنوي ومعرفة حجم السعادة التي يوفرها البرنامج من خلال جودة الحياة، وما يحققه اليتيم من تفوق في مجاله التعليمي وما يبرزه من كفاءة في الإبداع والابتكار، والسلامة في العلاقات الأسرية من حيث ترابطها وتكافلها وحضورها الاجتماعي، وقياس أثر البرامج على المدى البعيد في صناعة شخصيات فاعلة ومنتجة تساهم في بناء أنفسها وتضيف إضافات ذات أثر كمواطنين فاعلين.