قالت فيفي عبد الشهيد،أخصائية الدعم النفسي والمعالج بالفن، إن التحدى الكبير الذى واجهته ومازالت أثناء عملها كمتخصصة دعم نفسى ومعالج بالفن يتمثل فى الإيقاع السريع للزمن الذى نعيش فيه؛ مما جعل الناس غير قادين على الحصول على هدنة والإنضمام إلى ورشة يستطيعوا من خلالها استكشاف أنفسهم والتصالح مع أجسادهم؛ وهو ما يجعلهم قادرين على التعبير عن أنفسهم وأجسادهم خاصة وأن استجابات الناس عند معرفتهم بأيام الورشة والتى تستمر 4 أو 5 أيام ورفضهم ذلك بسبب ضيق الوقت وإيقاع الحياة السريع هو التحدى الأكبر بالنسبة لها؛ مضيفة أنها عندما تعمل مع جمعيات أهلية وتابعة لمنظمات مجتمع المدني أثناء تنفيذ إحدي المشروعات سواء المتعلقة بالصدمات النفسية، أو جماعات اللاجئين، أو قضية الختان على سبيل المثال لابد من ان تكون مدة أى من هذه الورش 5 او 6 أيام على الأقل حتي تصل الفكرة للمشتركين فيها؛ وهو ما تلاقى فيه صعوبة فى استجابات الناس وقبولهم مدة الورشة.

وأكدت "عبد الشهيد" خلال فعاليات ندوة "العلاج بالفلسفة والفن" بصالون الدستور الثقافي، أن من بين التحديات التى تواجهها أيضاً فى عملها كمعالجة بالفن يتمثل فى أن غالبية من يقرروا الإنضمام لأعمال فنية مسرحية ضمن جلسات العلاج بالفن تجد صعوبة فى أدائهم المسرحي والفني؛ مشيرة إنه مع الوقت تكتشف تغير ملموس فى طبيعة أداء هؤلاء بعد ذلك، خاصة وأن فن المسرح يساعدها على إكتشاف لغة جسد من يقومون بالأداء، واكتشاف طبيعة ما يعانون منه من الوهلة الأولى وطبيعة شخصياتهم، مشيرة أن من بين الملاحظات الهامة التى تكتشفها فى الورش التى تقوم بإعدادها أن غالبية المشاركين يعانون من إنحاء الظهر وهو ما يكشف عن عدم الثقة فى أنفسهم وحالة من الإنكسار التى يعانون منها، والخذلان الذى قد تعرضوا له، او معاناتهم من الوحدة، مشيرة انها تحاول الآن مسرحة المناهج الدراسية وهو ما بدأت بالفعل على القيام به فى بعض المدارس الخاصة، لافتة ان مازالت المدارس الحكومية لم تستجب لهذا الأمر.

وأشارت إلى أنه يجب أن يسير الإنسان فى مسارات متعددة للعلاج ليس فقط من خلال العلاج بالفلسفة، بل من خلال الفنون مثل الموسيقى أو المسرح وهو ما يرجع للشخص نفسه وإختياره لمسار المناسب له وللتعبير عن ذاته؛ فقد يكتشف البعض أن الموسيقى هى اللغة المناسبة للتعبير عما يجول بنفسه، أو النقاش مع الأشخاص، او من خلال الكتابة، أو من خلال فنون الأداء ولغة الجسد، وانه مهما تعددت المسارات الخاصة بالعلاج وهو ما يستدعي البحث فى جميعها حتى يجد الإنسان المسار المناسب له.