مرة ثانية .. هذا حوار تأخر كثيرا !!
مرة ثانية .. هذا حوار تأخر كثيرا !!
بعد أكثر من عامين ونصف العام, أعود اليوم لأفتح ملفا علي قدر كبير من الأهمية فتحته وطني في أغسطس 2020, إنه ملف محاكمة رواد الفكر ذلك الملف الذي أفرزته علاقة الصحيفة بمجموعة كتاب مقالات الرأي الذين يمثلون باقة من القامات الرفيعة أصحاب الفكر والإبداع والقلم… وإدراكا من وطني لذلك الإرث الرفيع سعت للغوص في نشأتهم وفكرهم وعطائهم والإبحار معهم في مساجلات تتجاوز المعايير الكلاسيكية للحوارات لأنها تقتحم آفاق الاختلاف بغية استكشاف سائر مناحي الفكر وتصوب سهام الهجوم لاستفزاز الدفاع عن القناعات وتبرير التوجهات.
في هذا الصدد لم يكن غريبا أبدا أن يكون باكورة من استضافهم باب محاكمة رواد الفكر فيلسوف عصرنا وصاحب الفكر الرفيع والقلم الرصين الدكتور مراد وهبة, حيث تم اللقاء معه في مارس 2020, ذلك اللقاء الذي أفرز أولي محاكمات رواد الفكر, وحوي حشدا شيقا من جوانب فكر وفلسفة وخبرات ومعارك الدكتور مراد وهبة, فكانت جلسة المحاكمة بمثابة وجبة دسمة شهية لم يحل دون نشرها سوي اجتياح البلاد بجائحة كورونا وما صاحب ذلك من اضطراب وارتباك لم تنقشع وطأتهما قبل مضي بضعة أشهر فكان أن نشرت وطني أولي حلقات سلسلة محاكمة رواد الفكر في أغسطس 2020 مع وعد للقارئ بمعاودة اللقاء في الحلقة الثانية بعد فترة وجيزة.
لكن كما نقول: ما أشبه الليلة بالبارحة فقد توالت الشهور والأعوام منذ ذلك التاريخ دون الوفاء بتقديم الحلقة الثانية الموعودة بسبب اعتذار أكثر من قامة من قامات رواد الفكر المرشحين للمحاكمة ضمن باقة كتاب مقالات الرأي في وطني, الأمر الذي دفعنا إلي فتح آفاق جديدة خارج مجموعة كتاب وطني والتحليق في فضاء رحب يفيض بقامات رفيعة من رموز الإبداع الفكري والأدبي والفني.. وها نحن نعاود النشر في سلسلة محاكمة رواد الفكر مع الحلقة الثانية علي صفحات هذا العدد حيث التقت الزميلة سامية عياد راعية السلسلة مع بيكاسو الشرق الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير العالمي جورج بهجوري هذا المبدع الخارج من عمق صعيد مصر والعاشق لها إلي عاصمة النور باريس التي سطرت طريقه للعالمية.. رحلة شيقة لا تخلو من الانكسارات بالرغم مما تزخر به من الإبداعات, الأمر الذي سما بصاحبها إلي مصاف العالمية ورواد الفكر.
وإليكم بعض ملامح هذه المحاكمة:
** بلدي بهجورة -نجع حمادي- حيث الجذور والأصل وسنوات طفولتي التي شهدت بساطة وجمال الصعيد المصري وناسه الطيبين وحقول القصب والمساحات الخضراء علي ضفاف النيل.
** انتقلت إلي القاهرة حيث شكلت منطقة وسط البلد وجداني وفكري وفني, خاصة مقاهيها التي كانت واحات للأصدقاء وأهل الفن والفكر.
** استمتعت بريشتي في الفن التشكيلي, ثم جاء الكاريكاتير كفن ساخر يمنح البهجة والابتسامة, ومن خلاله عبرت عن مبادئي ومواقفي الوطنية… وأتذكر كاريكاتير رسمت فيه الرئيس عبدالناصر يمسك الإخوان المسلمين من رقبتهم بينما الإخوان يمسكون الرئيس السادات من رقبته!!
** سفري إلي باريس كان سعيا وراء حرية الرأي والإبداع وحيث كانت ولادتي الثانية.. فكنت أرسم كل شيء بحرية, وكان ما أرسم يجد تقديرا من الناس… تأثرت كثيرا بالفنان بيكاسو وصرت أتبع نهجه في الرسم حتي أطلقوا علي لقب بيكاسو الشرق.
** جذوري المصرية لم تفارقني لحظة واحدة في الغربة وساهمت في عدم انقطاعي عن رسم مصر مهد الحضارات.
*** أرجو أن تستمتعوا بلقاء جورج بهجوري وإلي اللقاء مع الحلقة الثالثة في سلسلة محاكمة رواد الفكر دون تقاعس أو تأخير بإذن الله.