بعد تفكير عميق ومراجعة دقيقة لتاريخ المجالس النيابية في بلدي، اتخذت قراراً حازماً بعدم المشاركة في انتخابات 2023، فأنا والكثير من المواطنين نعايش أحاسيس الغضب ومشاعر الإحباط من الأحداث اللاسوية والمواقف السيئة لبعض النواب في المجالس السابقة، ولم نجد من مثل هؤلاء النواب – خاصة المعارضين للحكومة – إلا مقترحات تخدم مصالحهم ومصالح الفئة المنتمين إليها، فلهذا وحسب نتائج الانتخابات الحالية، التي لم يشارك بها إلا %50 من المواطنين، والذين يمثلون فقط %30 من عدد سكان الكويت، وهذه مشكلة كبرى تتعلق بأمن الكويت وأمانها ومستقبلها، ولم تحقق المجالس النيابية السابقة أي حل لها أو لتجار الإقامات.. وهناك عدد من العراقيل التي يواجهها الوطن ويعاني بسببها الأمرين، وفي مقدمتها انتشار الفساد في معظم مؤسسات الدولة، حيث انتشرت ظاهرة الاختلاسات في المؤسسات الحكومية كانتشار النار في الهشيم. وكذلك القضايا المتعلقة بالتنمية الشاملة كالتعليم والصحة والإسكان مهملة، ولم يتم إيجاد الحلول المناسبة لها، وبالرغم من المجالس العديدة خلال السنوات الماضية فإنه لم يتم النظر جدياً في تلك القضايا الأساسية بالدولة بالرغم من أهميتها في التطوير والإصلاح! ويبدو أن المجلس الحالي 2023، بناء على العدد الكبير من النواب المعارضين، سينشغل حتماً بمحاسبة الحكومة على أمور ثانوية، وسيقوم باستجواب الوزراء، وستتعالى أصوات بعض المرشحين مهددة باستجواب سمو رئيس الوزراء، وذلك من دون تقديم أية مقترحات بناءة منهم لتعديل مسارها، الأمر الذي لا يبشر بمستقبل سياسي مستقر، ولن يهتموا بالتأكيد بالبحث عن دخل آخر للدولة غير النفط، ولن يبحثوا في تطوير الشؤون التعليمية والصحية والإسكانية والارتقاء بها بالرغم من أهميتها القصوى، لتكون من أولويات المجلس لدفع عجلة التطوير والإرتقاء إلى مستوى الدول المتقدمة. كما على النواب العمل على توفير الأمن الغذائي للدولة من خلال تأمين الاكتفاء الذاتي للثروتين الحيوانية والنباتية، فالكويت ليست بحاجة إلى نواب المجلس لتعريف الناس بمحتوى الدين الحنيف وبالأخلاق الحميدة، فلدينا دستور وقوانين رادعة وعادات وتقاليد عريقة توارثتها الأجيال منذ نشأة الكويت.
إن وجود الشباب الواعي ضمن أعضاء المجلس الحالي يمنحنا الأمل بأن يكون لهم دور فعّال في تحقيق متطلبات التنمية الشاملة، والعمل بجدية وإخلاص لحل القضايا المزمنة التي تعيق الجودة بالإنتاجية، كالاقتصاد والتعليم والصحة، بعيداً عن الاختلال السياسي وصراع الأقطاب، وحينها سأشارك في الانتخابات.
* نقلا عن "القبس"
