عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب
كشف موقع “دفانس أرابيك” المتخصص في أخبار السلاح عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية تزويد المغرب ب 500 آلية عسكرية مجانا، قدرت تكلفة شحنها إلى المملكة في 10 ملايين دولار، وذلك في إطار تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن والرباط.
وأوضح المصدر ذاته، أن الكونغرس الأمريكي “تلقى إخطارا بإرسال هذه المعدات العسكرية إلى المملكة المغربية، في إطار برنامج المواد الدفاعية الزائدة المعروف اختصارا بEDA، غير أن تقرير الكونغرس لم يكشف عن نوعية الآليات المنتظر أن تتكون منها الشحنة”.
المصدر ذاته أكد أن “ثمن الشحن المرتفع، والمقدر بعشرة ملايين دولار، يشكل إشارة على كون الآليات ستشمل مدرعات ثقيلة من بينها المركبات القتالية لنقل المشاة وتوفير الدعم الناري ” برادلي”، إلى جانب مدرعات الإسناد الناري والاستطلاع والتحكم “سترايكر”.
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية في إطار برنامج المواد الدفاعية الزائدة الهادف لتوفير المعدات العسكرية الزائدة للحكومات والشركات الأجنبية المؤهلة، والتي تشمل أساسا الأسلحة النارية والمعدات العسكرية والطائرات والسفن والمعدات العسكرية الأخرى.
وفي هذا الصدد قال محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية إن “برنامج المواد الدفاعية الزائدة يهدف أساسا إلى المساعدة العسكرية للحلفاء المقربين للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر توفير معدات عسكرية متطورة تم تحسينها بشكل كبير وتطويرها لتلبية متطلبات المعارك العسكرية الحديثة”.
وأضاف الطيار في حديثه لـ”لأيام 24″ أن الملاحظ من هذا الأمر هو كون واشنطن حريصة على ضمان التفوق العسكري المغربي في أفريقيا، مؤكدا على أن “هذه الخطوة تؤكد المنعطف الاستراتيجي الذي تعرفه الشراكة المغربية الأمريكية في المنطقة”.
وأوضح الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية أن “الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في المجالات العسكرية مرشحة لأن تعرف تطورات مهمة جدا في السنوات القادمة، حيث تدل التطورات الحالية والمتلاحقة على أن المغرب مرشح إلى جانب حلفائه ليلعب دورا مهما وأساسيا في بناء الاستقرار والأمن في محيطه الإقليمي والقارة الأفريقية ككل”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “حرص واشنطن على ضمان التفوق العسكري المغربي، يقابله كذلك حرصها على ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الرباط وواشنطن في مجال التعاون العسكري سجلتا تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، لعل أبرز مظاهره هو احتضان المغرب مجددا لمناورات الأسد الأفريقي، والتي اختتمت الجمعة الماضي، شارك فيها 20 ألف جندي من 20 بلدا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
