الأهالي: الحكومة تفاوضت معنا قبل مشروع تطوير القاهرة.. وهنرجع بعد الترميم - تحقيقات وملفات


«إعادة إحياء القاهرة التاريخية واستعادة مظهرها الحضارى الدال على عبق التاريخ».. توجهات من القيادة السياسية باتت مترجمة بالفعل، لتطوير منطقة القاهرة التاريخية، والتى تشهد تحركاً ملموساً على أرض الواقع، خاصة فى المرحلة الأولى للمشروع، التى تشمل منطقة حول مسجد الحسين، ومنطقة حول مسجد الحاكم بأمر الله، ودرب اللبانة، وحارة الروم، وجنوب باب زويلة، حيث يهدف المشروع إلى القضاء على التشوه العمرانى الذى أصاب المنطقة طيلة السنوات الماضية، وإعادتها لسالف عهدها والقضاء على الإهمال الذى أصابها، والحث على إحياء العاصمة كنسيج عمرانى حى، كما صنفها «اليونيسكو»، والأهم من ذلك هو نقل الأنشطة غير اللائقة بالمنطقة إلى أماكن أخرى تتناسب معها.

عند ساحة مسجد الحاكم بأمر الله، التقينا مع الحاجة فاطمة السيد، من أهالى المنطقة، قالت: «سكان المنطقة فى حالة من السعادة الغامرة منذ توجيه الرئيس السيسى بتطوير وإعادة إحياء القاهرة التاريخية، لتستعيد رونقها الحضارى المرموق الذى كانت عليه منذ سالف الزمن»، موضحة أن الجهات المعنية بأعمال التطوير سواء كان صندوق التنمية الحضرية أو وزارة الآثار أو الثقافة، لا تتسبب فى ضرر لأى مواطن فى المنطقة، «مفيش إزالة للبيوت.. كل اللى شفناه تطوير وترميم وتجديد».

«شوارع متهالكة» و«واجهات منازل مشوهة» لا تليق بالشكل الحضارى للقاهرة التاريخية، يقول الحاج عبدالله إبراهيم، أحد أهالى منطقة الحسين يقول: «ما زالت المنطقة تحت التجديد، وهناك مناطق مجاورة ما زالت قيد الدراسة للبدء فى تطويرها، ففى نهاية شارع المعز بمنطقة حول الحسين، يوجد مسجد الحاكم بأمر الله، على رقعة واسعة، لكنك تصاب بالحزن على التشوه العمرانى الذى أصاب هذا التاريخ، فأمامه مرصوصة العمارات السكنية والمحال التجارية العريقة، التى جار عليها الزمن، فبعضها تساقطت جدران واجهاته وبهتت ألوانها بسبب عوامل الجو والإهمال الذى لقيت به تلك المنطقة التراثية العريقة، ويأتى خلف الحاكم بأمر الله العشوائيات والمصانع التى تسببت فى تشويه القاهرة التاريخية وجعلها غير لائقة بالمنطقة».

بعد خطوات من مسجد الحاكم بأمر الله، يوجد محل بداخله شاب يدعى أحمد محسن، يبلغ من العمر 27 سنة، من مواليد أسيوط، ومستأجر سوبر ماركت، منذ عامين وأكثر، وهذه هى الفترة التى نزح فيها من بلدته إلى القاهرة ليعمل ويسكن فيها، واختار أن يعمل بشارع المعز، كونه منطقة أثرية سياحية، تشجع على حركة البيع والشراء، مضيفاً بقوله: «الحسين والمعز وهذه المناطق التراثية تتميز بعبق التاريخ عن باقى المناطق، فهى مزار سياحى سواء للمواطن المصرى أو للسائح الأجنبى.. هنا حركة البيع كويسة الحمد لله، وكمان لسه لما التطوير يخلص، هنتنقل فى حتة تانية خالص»، مشيراً إلى أن أعمال التطوير لم تؤثر عليه ولا على تجارته نهائياً، «وبعدين إحنا مانكرهش الخير لبلدنا إنها تتطور وتبقى أجمل بلد فى الدنيا».

وبالقرب من منطقة جنوب باب زويلة، استقر رجل أربعينى داخل محال لبيع الفضيات، يدعى إبراهيم محمد، فهو من سكان المنطقة الأصليين، ورث محله أباً عن جد، قال إن المنطقة تتميز عن غيرها فهى مقصد سياحى كبير، والتطوير وإعادة الإحياء سيكون لهما مردود وأثر جيد علينا فى المنطقة، وهيزيد من حركة التجارة وزيارة السياح «اللى حصل فى شارع المعز من 8 سنين.. كان سبب فى زيادة الحركة التجارية.. ما بالك بقا لما كل المناطق اللى شغالين عليها دلوقت تتجدد.. أكيد الدنيا هتختلف بشكل أفضل جداً»، معبراً أن الميزة فى التطوير هى الحفاظ على هوية المنطقة وعدم المساس بشكلها أو تغير نمطها.

المسئولون يضعون أمامنا اختيارات.. واللى عاوز فلوس ويمشى ياخد.. واللى عاوز ياخد فى الأسمرات يروح.. واللى عاوز ياخد شقة بيأجروا له شقة لحد ما بيته يخلص

وقالت «صباح» البالغة من العمر 52 سنة، إنها من مواليد المنطقة، وتعمل بائعة ليمون منذ طفولتها مع والدتها، إن القائمين على مشروع التطوير لم يجبروا أحداً على ترك مكانه قصراً أو جبراً، فهم فى غاية الاحترام والتواضع فى التعامل، سواء من مهندسين أو عمال، معبرة بقولها: «إحنا فرحانين بالتطوير والله نفسنا نشوف بلدنا أحسن بلد فى الدنيا، والمسئولين يضعون أمامنا اختيارات، اللى عاوز فلوس ويمشى ياخد براحته، واللى عاوز ياخد فى الأسمرات يروح، واللى عاوز ياخد شقة بيأجروا له شقة لحد ما بيته يخلص من أعمال التطوير».

وعند ساحة باب زويلة التقينا بأحد العاملين فى مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وهو المهندس إسلام محمود صاحب الـ30 عاماً، وقال إن خطة تطوير القاهرة التاريخية شملت إحياء للمبانى والأماكن الأثرية وإعادة استخدامها للسكان الموجودين بالمنطقة، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من خطة التجديد تبدأ بتطوير واجهات العمارات، والمحلات، وليس الواجهات الخارجية فقط، بل تطوير المبانى داخلياً، سواء أعمال صيانة الصرف، أو ترميم الأسطح حتى تكون ذات شكل متناسق.

وأشار إلى أن الهدف من خطة تطوير القاهرة التاريخية، هو توفير الشكل الجمالى الداخلى والخارجى للسكان، لأن شارع المعز تعرض من قبل لعمليات تطوير عدة، خلال السنوات الماضية، لكنها لم تكن على مستوى التطوير الكامل ولم تحقق الإحياء المشهود الآن، موضحاً أن عملية التطوير تشمل الآثار والمساكن، وإعادة استخدام الأماكن المهدمة، لأن المنطقة بها العديد من الأماكن التى لا تحقق أى منفعة حالياً، لذا سيقام مكان هذه المناطق الفضاء الخربة فنادق على طراز تاريخى إسلامى يليق بالمنطقة، وهذا لزيادة المردود الاستثمارى الاقتصادى للمنطقة.

 

تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:23
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية