المسلمون يحيون سنة الأضحية هذا الأسبوع

شكــــر الله وإظهـــار الاستعـــــداد للتضحيــــــة في سبيلـــــــه

يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعد أيام قليلة مناسبة حبيبة إلى القلوب، إنها عيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي أبدل الله به أمة الإسلام بعد عيد الفطر المبارك، فكلا العيدين يأتي بعد عبادة فعيد الفطر بعد عبادة الصيام وهي عبادة بدنية محضة ولكن تكلل بعبادة مالية تحقق التكافل الاجتماعي زكاة الفطر،   وعيد الأضحى بعد عبادة الحج وهي عبادة بدنية مالية لمن قصد البيت للحج، و أما من لم يحج فالعبادة عنده هي التقرب إلى الله تبارك وتعالى بأضحية ينحرها يوم العاشر من ذي الحجة وثلاثة أيام بعده ، وهي من أعظم وأفضل القرب التي يتقرب بها الإنسان لربة عملا بقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" [الأنعام: 162، 163].والمقصود بالنُّسُك في هذه الآية الكريمة الذبح، وقد جعله الله تبارك وتعالى فيصلًا بين الحق والباطل، الإسلام والكفر، التوحيد والشرك.

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذبح، وجَّه ذبيحته إلى القبلة، وذبحها وهو يتوجه إلى ربه ومولاه بهذه المناجاة العذبة: عن جابر بن عبدالله قال: «ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين مُوجَأَيْنِ، فلما وجههما -أي نحو القبلة -قال: ((إني وجهتُ وجهي للذي فطر السموات والأرض، على ملة إبراهيم حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر، ثم ذبح)).
وللأضاحي حكم وأسرار ومقاصد أصلية وأخرى تبعية وليس كما يعتقد بعض الناس، فالأضاحي عبادة لتحصيل التقوى والتقرب إلى الله تعالى وليس للمفاخرة والمباهاة  لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ.
(الحكمة الأولى):إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام؛ قال الله تعالى: وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ  رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين َفَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ  فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ  فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ  إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وهذا الموقف درس عملي للفداء والتضحية بكل غال في سبيل الله ونصرة لدينه وتنفيذا لأوامره.
(الحكمة الثانية)شكرًا لله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة: فقد أنعم الله تعالى على عبادة بنعم كثيرة مهما أراد الإنسان عدها وحصرها لن يقدر على ذلك ولكن النعم تدوم بشكرها وعدم أنكار فضل المنعم تبارك وتعالى وشكر النعمة كما يكون من المضحي يكون من البائع للمواشي أو ما يعرف بالموال، فأما المضحي فيكون بالتقرب إلى الله بما شرعه ويسره من النعام ضأنا أو ماعزا ذكرا او أنثى ثم البقر ثم الإبلحيث لا يعبد الله إلا بما شرع ومن هنا فإننا ننبه إخواننا الأفاضل إلى الأضحية بما شرع الله ولا مجال للخضوع للأعراف ومقالات الناس ونظرات الجيران فهي أضحية عبادة ويجب أن نميز بين الأفضل ولأولى،  وبين تطبيق السنة وتحقيق الامتثال لأوامر الله تعالى فالقول بأن أولى التضحية بالكبش الذكر لا يقتضي عدم الجواز بغيره من إناث الضأن أو الماعز.
ويتعزز مظهر شكر المنعم سبحانه وتعالى في صلاة العيد التي يؤديها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يقصدون المصليات بلباس جميل فرادى وجماعات مكبرين ومهللين وذاكرين الله تعالى وشاكرين له على ما رزقهم ومعبرين عن فرحتهم وابتهاجهم بهذا اليوم الذي يتوج حولا من أعمالهم، فيؤدون صلاة جماعية تتلى فيها آيات الذكر الحكيم وتتخلل ركعاتها تكبيرات لخالق الأرض والسموات، ويستمعون لخطب ترشدهم لصالح الدينا والآخرة، قبل أن يتغافروا ويصلوا أرحامهم ويتوجهون لذبح الأضاحي لله تعالى الواحد الأحد، وفي هذه التضحية رمز لحفظ وحرمة دماء البشر التي فداها الله تعالى في عهد إبراهيم بذبح عظيم.
أيها الموالون اتقوا  الله
في إخوانكم المسلمـين
(الحكمة الثالثة):التوسعة على الأهل والجيران وتحقيق التكافل الاجتماعي: ومن أبرز معاني الأضحية التوسعة على الأهل والأولاد وتفقد المحتاجين والتصدق عليهم وفي ذلك تحقيق لبعدي مقاصدي عظيم تقصدته جميع الأحكام والتشريعات الإسلامية وهو مقصد التعاون والتراحم ويتجسد هذا المقصد وهذه الحكمة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كنت قد نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي لأجل الدافة ألا فكلوا وتصدقوا وادخروا) فهذا الحديث بين فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم جواز الأكل والتصدق والادخار بعد أن كان قد منع منه بسبب أناس قد وفدوا إلى المدينة من قرى ومضارب عدة، فلما زال المانع عاد الممنوع إلى ما كان عليه من الإباحة؛ فمن أكبر أبواب الخير والبر الإنفاق في سبيل الله وإدخال السرور على اليتامى والمساكين والفقراء وذوي الحاجة والفاقة ، وما أكثرهم في مجتمعاتنا اليوم ومن ثم فالله الله أيها الموالون في إخوانكم المسلمين لا تحرموهم الفرحة ولا تسلبوا من أطفالهم البسمة فليس أعظم عند الله من الصدقة أن تدخل السرور على قلب مسلم والحديث النبي صلى الله عليه وسلم واضح بين: فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته، أو سترت عورته، أو قضيت له حاجة، ويجب على أهل الفتوى أن يتوخوا التيسير ومراعاة مقصد التكافل والتراحم وهو من أعظم المقاصد في الجانب الاجتماعي بتجويز شراء الأضاحي بالتقسيط والدين الذي يرجى سداده لمن له مدخول ثابت يمكنه من الوفاء، وعلى أهل اليسر أن يقرضوا الناس حتى يتمكنوا من إحياء هذه الشعيرة ببعدها التعبدي والاجتماعي .

لجنة الفتوى والإرشاد الديني قدمت دروسا في الفنادق
وزير الشؤون الدينية يلتقي بمكة ببعثة الحج ويحثها على مرافقة الحجاج
أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي أمس الأول الخميس على لقاء توجيهي لأعضاء لجنة الفتوى والإرشاد الديني لبعثة الحج الجزائرية، بحضور المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد أحمد سليماني ورئيس مركز مكة المكرمة السيد محمد الشيخ، وذلك تحضيرا لبداية مناسك الحج بعد أيام قليلة.
واستنادا لموقع الوزارة فقد وقد شارك في هذا اللقاء مرشدو الديوان الوطني للحج والعمرة، وكذا مرشدو الوكالات السياحية، حيث نقل السيد الوزير للأئمة والمرشدات الدينيات تحية السلطات العليا للبلاد، مثمنا الجهد الكبير الذي يبذلونه على كافة الأصعدة، تفويجا للحاج لأداء العمرة عند قدومهم، وتدريسا وتوجيها وتحسيسا بكل ما يمكن الحجاج من أداء مناسكهم بكل أريحية ويسر، ومهمة المرشدين هي المهمة المحورية في الحج، فعليها مدار عملية الحج كله، فكل حاج لا يشغله سوى أداء المناسك صحيحة وتامة.
ليقدم بعد ذلك توجيهات بضرورة المرافقة الدائمة للحجاج خلال ما سيأتي من مراحل الحج ابتداء من يوم التروية وإلى آخر أيام التشريق، ونجاح موسم الحج الذي تٌرى بشائره منذ الآن من خلال ما تم تقديمه خلال الفترة السابقة، وارتياح الحجاج، سيختتم عند عودة آخر حاج جزائري لأرض الوطن سالما غانما إن شاء الله، مؤكدا على توجيه الحجاج لخصوا الجزائر بدعوة صادقة بالحفظ ودوام السلامة والأمن والأمان، فهذه الأماكن وهذه الأيام هي مواضع إجابة الدعاء.
للإشارة فإن لجنة الفتوى والإرشاد الديني قد قدمت إلى غاية اليوم ما يزيد عن 1600 درس بالفنادق التي يقيم بها حجاج الجزائر، كما تمت الإجابة على 15600 سؤال طرحها الحجاج على المداومات التي بلغ تعدادها ما يزيد عن 1300 مداومة. واختتم وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي اللقاء التوجيهي للفتوى والإرشاد الديني بدعاء خص به الجزائر لحفظها ودوام الأمن والسلامة لها وبالسداد والتوفيق لقيادتها، وترحم على فقيد الجزائر الشيخ العلامة المجاهد محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله.
 وبعد هذا تفقد مكتب الفتوى والإرشاد الديني بمركز مكة المكرمة لبعثة الحج الجزائرية، وأثني على العمل الذي يقدمه الأئمة في تفويج الحجاج لأداء مناسك العمرة عند قدومهم، وما يقدمونه من دروس وتوجيهات ومرافق دائمة للحاج بالفنادق من أجل أداء مناسك صحيحة وميسرة، وهو ذات العمل الذي تؤديه المرشدات الدينيات بالإضافة إلى زيارة النساء في غرفهن.كما أشرف الوزيرقبل هذا بمقر مركز مكة المكرمة لمكتب شؤون حجاج الجزائر، على اجتماع توجيهي لمؤطري مركز مكة المكرمة لبعثة الحج الجزائرية.

فتاوى
هل يجوز شـراء أضحية العيد بالتقسيط؟
إذا كان الراغب في اقتناء أضحية العيد يملك مرتبا شهريا أو مدخولاً ماليا يضمن به تسديد أقساط البيع فلا حرج حينئذ، بل هي مبادرة طيبة من المؤسسات التي تقوم بمثل هذا البيع تسهيلا على من يرغب في تطبيق السنة الإبراهيمية وهي سنة على القادر، وتسقط عن الفقير الذي لا يملك قوت عامه، فمن لم يجد غير هذا الحل فإن السنة المؤكدة لا تتعين عليه.
هل صـلاة العيد واجبة عـلى المرأة المسلمة؟
صلاة العيد سنّة مؤكدة يخاطب بها كل من تلزمه الجمعة، فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليها، وأمر بها وأخرج لها حتى النساء والصبيان، وهي شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى، فللمرأة أن تشهد صلاة العيد، وخروجها لها جائز سواء كانت بكرا، أو ثيبا، أو عجوزا أو شابة، وحتى الحائض لحديث أم عطية قالت:» أُمرنا أن نُخرج العواتق والحيّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى» متفق عليه.لكـن تبقـى صلاة العيدين غير واجبة على المرأة كصلاة الجمعة.
موقع وزارة الشؤون الدينية

استقبال أكثر من 1.7 مليون رأس ماشية لإحياء شعيرة النحر في الحـج بجدة
استقبل ميناء جدة الإسلامي أكثر من 1.7 مليون رأس ماشية من 81 سفينة، منذ بدء انطلاق استيراد المواشي الخاصة بالحج، في حين يتوقع أن يتجاوز عددها مليوني رأس مع نهاية الموسم.ووصل عدد رؤوس الماشية المستوردة إلى غاية 3 ذي الحجة 1720485 رأسا حيّة، فيما تشير التوقعات إلى أنها ستبلغ أكثر من مليوني رأس مع نهاية موسم الحج للعام الجاري.واستنادا لوسائط إعلامية فإن العملية تابعة لمشروع البنك الإسلامي للهدى والأضاحي  

تاريخ الخبر: 2023-06-24 00:25:56
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

الحبس النافذ للمعتدين على “فتيات القرآن” بشيشاوة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

ساعة جيب لأغنى ركاب "تايتانيك" بيعت في مزاد لقاء 1,46 مليون دولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:38
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

ساعة جيب لأغنى ركاب "تايتانيك" بيعت في مزاد لقاء 1,46 مليون دولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

طقس الأحد.. أمطار رعدية بعدة مناطق من المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

طقس الأحد.. أمطار رعدية بعدة مناطق من المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية