فاغنر: بوتين تحت الضغط مع تمرد قائد مجموعة المرتزقة الروسية

  • ستيف روزنبيرغ
  • محرر شؤون روسيا- بي بي سي

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يشكل انتشار قوات فاغنر في شوارع إحدى المدن الروسية الكبرى تحديا كبيرا للرئيس بوتين

اعتبر قائد مرتزقة فاغنر يفجيني بريغوجين، أن تحركاته ضد الجيش الروسي هي "مسيرة العدالة"، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنها "هروب إجرامي" و "تمرد مسلح". ووصف أحد كبار القادة الروس ما يجري بأنه "انقلاب".

أيا كان مسمى ما يجري في روسيا، فقد ذهب قائد فاغنر إلى الحافة وقرر المخاطرة بكل شيء، في محاولة للإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.

كان هذا الموقف يختمر، فعلى مدار الأشهر الماضية، كان الصراع واضحا للغاية بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية حول كيفية خوض الحرب في أوكرانيا.

وسيا وأوكرانيا: بوتين يشكو "طعنة في الظهر" ويتعهد بسحق "تمرد" فاغنر المسلح

فاغنر: بريغوجين قائد مجموعة المرتزقة يزعم السيطرة على المواقع العسكرية الروسية في روستوف

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • الإندبندنت: واجهة حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا تنهار
  • فاغنر: تحليلات وسخرية ونظريات مؤامرة هكذا يرى العرب ما يجري بين مرتزقة فاغنر وروسيا
  • روسيا وأوكرانيا: بي بي سي تتابع من خط المواجهة هجوم كييف على الخنادق الروسية
  • تيتانيك: خفر السواحل الأمريكي يؤكد رصد "أصوات تحت الماء" خلال البحث عن الغواصة المفقودة

قصص مقترحة نهاية

روسيا تتحرك لفرض سيطرتها المباشرة على مجموعة فاغنر

اتهمت فاغنر الوزارة مرارا بالفشل في تزويد قواتها بالذخيرة الكافية. وقالت إنها "تفعل هذا عن قصد".

كان بريغوجين صريحا بشكل متزايد في انتقاده لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.

لكن يبقى الانتقاد شيء. والمواجهة المسلحة شيء آخر.

يزعم بريغوجين أن وزارة الدفاع بدأت التصعيد، من خلال ضربة صاروخية يوم الجمعة على معسكر قاعدة فاغنر. وتنفي السلطات الروسية حدوث ذلك على الإطلاق، وتصف تلك القصة بأنها "استفزاز إعلامي".

انقلاب أم شيء آخر؟

إذا كانت هذه محاولة انقلاب في روسيا، فهي ليست تقليدية.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يفغيني بريغوزين (إلى اليسار) مع الرئيس الروسي (جالسا) في مأدبة عشاء عام 2011

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

في تصريحاته الصاخبة على وسائل التواصل الاجتماعي، كان بريغوجين حريصا على عدم انتقاد الرئيس بوتين أو الحكومة الروسية.

لطالما شدد على أن مظلمته هي مع القيادة العسكرية وليس الكرملين.

لكن هذا لا يرضي الرئيس بوتين. فالتمرد المسلح من جانب جيش خاص (خاصة من المفترض أن يقاتل إلى جانب الجيش الروسي) لن ينعكس بشكل جيد على الرجل في قمة السلطة، وهو الرئيس وأيضا القائد العام للجيش.

ولهذا السبب احتاج بوتين إلى إلقاء ذلك الخطاب للأمة صباح يوم السبت، لإقناع الروس بأنه لا يزال مسيطرا.

كما تبدو الأمور، لن تكون هناك دردشة هادئة في الكرملين مع بريغوجين لتهدئته.

كان خطاب بوتين مليئا بالإشارات إلى "الخيانة" و "طعنات في الظهر" لروسيا. ووعد "برد صارم".

لكن دائما الكلام سهل، لكن التنفيذ هو الأصعب بكثير.

يكاد يكون من المؤكد أن بوتين سيحظى بدعم كبار القادة الروس. وقد أعلن البعض بالفعل إدانتهم لأفعال قائد فاغنر.

مازال من غير الواضح المزاج الحالي بين الرتب الصغيرة من الجيش. لكن إلى أي مدى ضربت انتقادات بريغوجين لقادة الجيش على وتر حساس في الجيش الروسي؟

عندما شاهدت الرئيس الروسي وهو يلقي خطابه التلفزيوني، كان لدي شعور قوي بأنني رأيت هذا المشهد من قبل.

تذكرت نفس الموقف الذي ألقى فيه بوتين الخطاب الدراماتيكي قبل 16 شهرا بالضبط عندما أعلن عن بدء "عمليته العسكرية الخاصة"، الغزو الشامل لأوكرانيا.

لقد كان بوتين مختلفا تماما في ذلك الوقت. بدا حينها واثقا للغاية من النصر.

كانت تلك عملية توقعت السلطات الروسية أن تنتهي في غضون أيام قليلة على الأكثر.

لكنها لم تسر على الإطلاق حسب الخطة. لم تؤد حرب روسيا فقط إلى الموت والدمار على نطاق واسع في أوكرانيا. فقد أثارت عدم الاستقرار داخل روسيا نفسها.

وقد أدى ذلك إلى الأحداث الدرامية التي نشهدها الآن مع بريغوجين ومقاتليه من فاغنر.

إنه يسبب صداعا كبيرا آخر للكرملين. فالرئيس بوتين لم يعد يحارب فقط في أوكرانيا.

عليه الآن أن يتعامل مع تمرد في الداخل.