كيف تتحرك فلسطين لوقف الانتهاكات وحشد الدعم الدولى ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلى؟

ما زالت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، بجانب عمليات الاستيطان وبناء مستوطنات جديدة مستمرة، وآخرها مصادقة الاحتلال قبل يومين علي إقامة مستوطنات جديدة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

فكيف تتحرك فلسطين لوقف الانتهاكات وحشد الدعم الدولي ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي؟

في هذا السياق، قال جهاد ملكة أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشئون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني، إن في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي الممنهج، الذي تشنه حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة من خلال تكثيف سياسة قتل المدنيين وهدم المنازل والتهجير القسري للمواطنين، خاصة في أحياء وبلدات مدينة القدس المحتلة، وكذلك تصاعد المخططات والمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية على نحو غير مسبوق، تقوم السلطة الفلسطينية بجملة من الإجراءات والجهود الكبيرة على المستوى الرسمي والشعبي في داخل فلسطين وخارجها. 

وتابع ملكة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "على المستوى الرسمي تقوم السلطة الفلسطينية بدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأماكن التي تتعرض للهجمات الإسرائيلية عبر تقديمها الدعم المالي واللوجستي وكل الخدمات التي تستطيع تقديمها لتجمعات وجود الفلسطينيين؛ من أجل تعزيز صمودهم فوق أرضهم المحتلة وتمكينهم من مقاومة الاحتلال. 

أما على المستوى الشعبي، قال ملكة هناك دائمًا وقفات وتظاهرات احتجاجية ومقاومة شعبية لإجراءات الاحتلال وهناك هيئة رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية تدعم هذه الجهود تسمى "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" وقد قدمت المئات من الشهداء والجرحى.

وأوضح ملكة أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودا حثيثة بهدف إعادة القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي، وحثه على ممارسة الضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للانخراط بمفاوضات سلام جادة على أساس المرجعيات الدولية المتفق عليها، ودعم تلك الجهود من الدول العربية من منطلق مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للدول العربية. 

وتابع ملكة “فلا تكف السلطة الفلسطينية عن دعواتها للمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأجهزة والمنظمات الدولية ذات الصلة بالضغط على إسرائيل وبالتنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن رقم 2334 "2016"، الذي أكد على أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعقبة في طريق السلام.

وأشار ملكة إلي أن السلطة الفلسطينية تقوم بمتابعة عمل المحكمة الجنائية الدولية وتحثها دائما على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان على غزة، وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين، والتهجير القسري للفلسطينيين من بيوتهم، خاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة وفي مناطق اخرى في الضفة الغربية، ودعوة المحكمة إلى توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية لهذا التحقيق وإعطائه الأولوية اللازمة.

وشدد ملكة علي أن القضية الفلسطينية هي قضية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية عربية وإسلامية، لذلك يتوجب على الأمتين العربية والإسلامية تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية من أجل تعزيز مقاومتهما للاحتلال.

عمر: الاحتلال يستغل الانقسام الفلسطيني

من جانبه، قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل مستمرة في البناء الاستيطاني وتوسيع المستوطنات وبناء ألف وحدة سكنية جديدة تم إقرار خطتها من قبل الحكومة الاسرائيلية وهذا يخالف القرارات الدولية وخاصة القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن الخاص بالاستيطان.

وأوضح عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأمر لا يتوقف على البناء الاستيطاني بل أن هناك اعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين على منازل الفلسطينيين كما حدث في ترمسعيا واليوم في قرية أم صفا وربما الأيام المقبلة تشهد اعتداءات جديدة.

ولفت عمر إلى أن هذه الإجراءات تتطلب جهد فلسطيني ميداني ودبلوماسي وحصر اعتداءات المستوطنين والتوجه بها إلى المحافل الدولية لحشد التأييد الدولي والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

وأوضح عمر أن إسرائيل تستغل ضعف الموقف الفلسطيني خاصة في ظل الانقسام السياسي وضعف السلطة الفلسطينية على الأرض وتسعى لتنفيذ كل مخططاتها من استيطان وتهويد واعتداءات يومية بحق المواطنين الفلسطينيين.

الحرازين: هناك حراك مستمر على كل المستويات

فيما قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، استمرار حكومة نتنياهو واليمين المتطرف بمواصلة الاستيطان بشكل كبير ومتسارع عبر الإعلام عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة كل يوم يدلل على أن هذه الحكومة ماضية فى مسيرة الاستيطان وتهويد الأرض للقضاء على أية فرصة ممكنة لتحقيق السلام وحل الدولتين.

وأضاف الحرازين، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومن خلال وزرائها بن غفير وسموتريتش المسئول الأول عن المصادقة على الاستيطان واقامة المستوطنات الذين وجدوا ضالتهم بنتنياهو لإدراكهم أن كل طلباتهم مجابة، بل أوامر على نتنياهو؛ لأنه يرغب ببقاء واستمرارية الحكومة، وكذلك هم يرغبون بذلك لأنه لن تتاح لهم فرصة كهذه لتنفيذ مخططاتهم التهويدية والاستيطانية وكذلك التهرب من المحاسبة القضائية.

وأشار الحرازين إلى أنه أمام هذا التحدي الخطير الذى يأتي مع حملة الاقتحامات والاعتداءات وعمليات القتل والاعدام بدم بارد تتوج تلك الجرائم التى يرتكبها المستوطنون بمنحهم المزيد من الاستيطان وبناء المستوطنات، السلطة الفلسطينية نقف أمام تحد تختبر من خلاله مصداقية المجتمع الدولي، فالاستيطان هو جريمة حرب تنفذ على الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما نصت عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية وهو جريمة مستمرة ومتواصلة وشاهدة على حجم جريمة الاحتلال، لذلك تجرى المحاولات على قدم وساق من خلال الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس  محمود عباس والجهد السياسي والدبلوماسي الذي يبذل الآن من قبل أمانة سر اللجنة التنفيذية ووزارة الخارجية والمغتربين من خلال الاتصالات والرسائل والبعثات الدبلوماسية الفلسطينية والعربية مع الدول الكبرى بمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، حيث ملف الاستيطان أحد الملفات الموضوعة أمام مدعى عام محكمة الجنايات الدولية وعليه الإسراع باستدعاء المجرمين الصهاينة والبدء بالتحقيقات.

كما لفت الحرازين إلى أن هناك حراكًا مع الدول الأوروبية وبعثاتها، مشيرا إلى لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني وممثلي السفارات الأوروبية والدولية برام الله ووضعهم بصورة جرائم الاحتلال ودعوتهم للوقوف عن كثب على الجرائم التي تمارس بشكل يومي على الحواجز وبالمخيمات والقرى الفلسطينية.

وأكد الحرازين أن هذا يأتي بجانب التنسيق المتواصل مع الدول العربية والإسلامية والمنظمات الإقليمية وخاصة الدعم والمساندة المصرية والأردنية التي تحاول من خلالها مصر تقديم كل الدعم على المستويات كافة؛ لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة التغول الإسرائيلي التي تقوم به حكومة الاحتلال، مضيفا أن هناك تحرك على الصعيد الشعبي من خلال المقاومة السلمية والمواجهة مع الاحتلال بشكل يومي حيث يمثل الصمود الفلسطيني على الأرض الورقة الأهم في معركة حماية الأرض والمقدسات.

الرقب: حكومة الاحتلال ترفع شعار أساسي وهو التمدد الاستيطاني 

من ناحيته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، منذ أن تشكلت حكومة الاحتلال الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو وهى تضع شعارا أساسيا وهو التمدد الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وشركاء نتيناهو سمويرتش وبن غفير أكدوا خلال مسيرة الأعلام الأخيرة، خطته لتوطين مليون يهودي جديد في الضفة الغربية ومصادرة أراضي الضفة من المواطنيين لإقامة مستوطنات جديدة.

وأكد الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا منهج الاحتلال الذي أصبح الشغل الشاغل لنتنياهو وحلفاؤه في كيفية إتمام التمدد الاستيطاني.

وأشار الرقب إلى أن الأمر تجاوز بناء مستوطنات جديدة بأراضي الضفة، بل أصبحت اعتداءات المستوطنين على الشعب الفلسطيني في حواره وغيرها من القري والمدن الفلسطينية بحماية من جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمواطنين، مستدركًا "هذا يعطي حقيقية أن الكيان الفلسطيني يتعرض لعملية انهيار كبيرة وضغط ككبير بشكل متواصل".

وأوضح الرقب أنه على المستوى الدولي والعربي وأيضًا الفلسطيني هناك بيانات إدانة وتصريحات ولكن هذا لا يثمن ولا يغني من جوع.

وأكد الرقب أن السلطة والقيادة الفلسطينية يجب التحرك على عدة أبعاد، أولها البعد الدولي وهو الأسهل من خلال التحرك إلي المؤسسات الدولية ومنها الجنائية الدولية.

وتابع الرقب "الأمر الثاني هو موقف عربي ضاغط على الولايات المتحدة لضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، بما فيها القدس، مشددًا على أن هذا الأمر مهم جدًا وهو انتزاع اعتراف دولي بحدود الدولة الجغرافية، والحدود الجغرافية هي الأهم الآن ومن خلال الاعتراف بها لن يكون هناك استيطان أو بناء مستوطنات جديدة. 

والأمر الثالث الشأن الفلسطيني، وهو الأهم من خلال تشكيل قيادة مؤقتة تمثل الكل الفلسطيني دون استثناء أو القوائم التي أعلنت ترشحها خلال الانتخابات الأخيرة، بجانب وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل وبذلك يمنع جنود الاحتلال من دخول مناطق A، هذا بجانب تسليح وتشكيل جيش شعبي فلسطيني من الشباب الفلسطيني يحمي المخيمات والقرى الفلسطينية من بطش الاحتلال وبتلك الإجراءات ستكون البداية لمواجهة الاحتلال. 

واختتم الرقب تصريحاته قائلًا "أتوقع أن تتم التهدئة خلال الأيام المقبلة من خلال لقاءات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال بوساطة أمريكية وعربية وسيوقعون على تهدئة بين الجانبين".

تاريخ الخبر: 2023-06-24 18:21:46
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية