أكد المهندس أمين مسعود، أمين سر لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن النهضة العمرانية التى تشهدها مصر غير مسبوقة عبر تاريخها، حيث يتم بناء دولة جديدة وحديثة تستوعب كل الفئات، بداية من الفئات المهمشة، وتطوير العشوائيات ونقل سكانها إلى مدن عمرانية جديدة مثل «الأسمرات»، وحتى الإسكان المتميز والمدن الجديدة والمدن الساحلية الذكية والعاصمة الإدارية الجديدة.

وقال «مسعود»، فى حوار لـ«الوطن»، إن خريطة مصر العمرانية تغيرت خلال السنوات الماضية، حيث زادت المساحة العمرانية من 7% إلى 14%، وذلك بفضل مدن الجيل الرابع التى انطلقت منذ عام 2018 والتى كانت بمثابة مشروع مصر للمستقبل وحلمها فى التوسع العمرانى. 

إلى أى مدى تسهم المدن العمرانية الجديدة فى التنمية والنهضة التى تشهدها مصر حالياً؟

- تشهد مصر نهضة عمرانية غير مسبوقة، ليست مجرد مدن جديدة، بل نهضة وبناء عالم جديد، حيث تمثل فرصة استثمارات جديدة ووظائف جديدة وخلق مجتمعات جديدة والقضاء على تكدس المدن القديمة والكثير من المشكلات مثل الزحام والفوضى.

وبذلت الدولة على مدار السنوات الماضية جهوداً كبيرة لتوسيع مساحة العمران واستغلال الظهير الصحراوى للمحافظات والخروج من الوادى الضيق من خلال خطة شاملة لزيادة المساحة المعمورة بما يتناسب مع توافر الموارد وحجم وتوزيع السكان والارتقاء بمستوى جودة البيئة العمرانية، حيث عملت على بناء 30 مدينة.

وكيف ترى المدن الذكية أيضاً؟

- افتتاح الرئيس مدن الجيل الرابع على مستوى الجمهورية فى الدلتا والصعيد والقناة لا يمثل رفاهية بل ضرورة قصوى فى ضوء الزيادة السكانية المطردة والحاجة الملحة لامتدادات عمرانية متكاملة لاحتواء هذه الزيادة، ومعالجة الآثار السلبية لعدم إتاحة هذه المجتمعات منذ فترة طويلة، وكذلك مواجهة ووقف البناء على الأراضى الزراعية ووقف التوسع العشوائى غير المخطط للكتلة العمرانية، خاصة أن العمران فى مفهوم الدولة المصرية هو وعاء التنمية، ولا يمكن لأى تنمية أن تتم بدون هذا الوعاء الأساسى، لا سيما أن المساحة المعمورة الحالية غير قادرة على مواجهة الاحتياجات الاقتصادية نتيجة الزيادة السكانية.

وهل الدولة لديها القدرة على خلق مجتمعات جديدة متكاملة وليس مجرد مدن؟

- مصر تبنى مجتمعات جديدة متكاملة، وهذا أحد الأسباب لشق الطرق وبناء الكبارى لربط المجمعات والمدن الصناعية بكل المحافظات والمشروعات الزراعية وتطوير البنية التحتية وبالتالى هى مجتمعات جديدة متكاملة.

أمين سر «إسكان النواب»: مساحة المعمور تضاعفت بشكل غير مسبوق من 7% إلى 14%

وكيف تمثل المدن الجديدة أحد أركان التوسع العمرانى لزيادة المساحة المأهولة بالسكان؟

- استراتيجية الدولة المصرية تقوم على الانتشار الأفقى لتوسعة الرقعة العمرانية التى كانت تمثل أقل من 7% من مساحة الدولة، ولذا فقد عملت الدولة خلال السنوات الماضية على التوسع فى تشييد المدن الجديدة، وركزت على مدن الجيل الرابع، وذلك جنباً إلى جنب المحور الثانى، وهو تطوير العمران القائم، لتحسين جودة الحياة وتطوير العشوائيات، وتسكين الأهالى فى سكن بديل بعيداً عن هذه المناطق العشوائية قبل بدء التطوير، وإتاحة سكن لكل المصريين.

واستمرار مبادرة حياة كريمة، والعمل على إصلاح ما هو قائم، حيث كان عدد المدن الجديدة قبل عام 2014 حوالى 22 مدينة جديدة، ومعدل النمو السكانى بها 160 ألف نسمة سنوياً، ومساحة الزيادة المضافة للعمران 700 ألف فدان بمعدل 18 ألف فدان سنوياً، وبلغ إجمالى الإنفاق الاستثمارى 62 مليار جنيه بمعدل مليار جنيه سنوياً.

بينما فى الفترة من 2014 حتى 2022، بلغ عدد المدن الجديدة 30 مدينة جديدة، بخلاف 9 مدن تحت التخطيط، معدل النمو السكانى بها 500 ألف نسمة سنوياً، ومساحة الزيادة المضافة للعمران 1.5 مليون فدان بمعدل 166 ألف فدان سنوياً، وبلغ إجمالى الإنفاق الاستثمارى 333 مليار جنيه بمعدل 42 مليار سنوياً وتنفيذ مشروعات بإقليم الدلتا من 2014 وحتى الآن بتكلفة 96 مليار جنيه.

وما هى مستهدفات الدولة من مشروعات ومبادرات التوسع العمرانى؟

- إنشاء منظومة عمرانية هو إنجاز غير مسبوق، حيث تتوافق والحياة الكريمة التى تستهدفها الدولة للمصريين، فالمدن الجديدة التى تم بناؤها لسكان العشوائيات اتسمت بالآدمية والحياة الكريمة، أضف إلى ذلك المدن التى تثير الفخر والثورة العمرانية فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، وكل منهما صرح عمرانى وليس مجرد مدن.

وهناك المنصورة الجديدة وهى صرح يضاف إلى المدن الجديدة فى المحافظات، وكلها تؤكد أن هناك رؤية للقيادة السياسية للخروج من الوادى الضيق المتعلق بالكثافة السكنية إلى التوسع، مع تأسيس بنية تحتية قوية وقوة اقتصادية هائلة، وهو ما ستساعد فيه تلك المجتمعات العمرانية لدفع عجلة الإنتاج وخلق طفرة عمرانية غير مسبوقة.

توفير سبل الحياة

الاستراتيجية والنهضة المصرية لا تقوم فقط على إنشاء المدن والمساكن بل تمتد إلى تحقيق فرص عمل وتنفيذ استثمارات حديثة وجذب استثمارات صناعية وزراعية لهذه المدن، وتنفيذ شبكة طرق ومحطات مياه تغذى تلك المدن الجديدة، وهو ما يسهم فى احتواء متطلبات النمو السكانى ويضمن فتح أبواب رزق للأسرة المصرية، وبالتالى هناك رؤية متكاملة وتخطيط علمى وعمل دؤوب، لبناء دولة حديثة.