يحذّر مختصون في التغذية من الإفراط في تناول اللحوم خلال عيد الأضحى و طيلة الأسبوع الذي يليه، و يؤكدون بأنه سلوك غذائي خاطئ يمكن أن يسبب مشاكل هضمية، ويكون مقدمة للإصابة بالأمراض في مرحلة لاحقة، خاصة ما تعلق بأمراض القلب و الأوعية الدموية و الشرايين و ضغط الدم.
وحسب أخصائي التغذية عبد القادر لزرق، فإن المبالغة في استهلاك اللحوم خلال فترة العيد، له تبعات سلبية على الصحة، خاصة إذا ما شملت قائمة الطعام مأكولات أخرى دسمة ومشبعة بالدهون من المعجنات التقليدية التي تعتمد أيضا على اللحم، لأن هذه الوجبات غير المتوازنة سوف تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، وهو ما يصعب على المعدة القيام بوظيفتها الطبيعية.
و أشار المختص، إلى أن تناول قطع لحم الغنم المشبعة بالدهون، يرفع من ضغط الدم خاصة بالنسبة لمن يعانون من أمراض الضغط والشرايين، وهو ما يهدد صحتهم لأنه يزيد من احتمالات التعرض لمضاعفات خطيرة، ولذلك يجب حسبه، التقليل من اللحوم في هذه الفترة حتى بالنسبة للأصحاء، و الانتباه جيدا إلى طريقة طهي ما يتم استهلاكه. ودعا إلى تجنب القلي و طبخ اللحم على البخار، فضلا عن تنظيم الاستهلاك وتناول كميات معتدلة من اللحوم موزعة على عدة وجبات في اليوم، و تنويع مصادر البروتين بإدخال الخضار و البقوليات و عدم الاعتماد على اللحوم فقط كمكون رئيسي لكل وجبة.
كما يوصي الأخصائي بشرب الكثير من الماء على مدار اليوم، كون هذه المادة الحيوية تمنح شعورا بالشبع وتساعد على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة. كما أنه من الضروري حسبه، وجود طبق السلطة على الطاولة بشرط أن تحتوي على الكثير من الخضروات الخضراء والفاكهة التي تساعد في عملية تكسير الدهون وتقلل الشعور بالانتفاخ أو التخمة بسبب كثرة اللحوم، مشددا على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، وذلك لتحفيز الجسم على التخلص من الدهون المتراكمة.
وينصح المتحدث، بالتقليل من تناول المشروبات الغازية والعصائر التي قد تزيد من درجة حموضة المعدة، وتسبب التخمة و زيادة الوزن، مع الابتعاد عن الأطعمة المملحة و المخللات لتجنب ارتفاع ضغط الدم، ناهيك على ضرورة تفادي النوم مباشرة بعد تناول الطعام.
وأضاف، أنه يجب الالتزام بالطرق الصحية لشواء اللحم بعدم تعريضه للهب مباشرة و لفترة طويلة أثناء طبخه، لأن ذلك يسبب الأمراض بفعل الفحم و الدخان و الأجزاء المحترقة.
الطرق الصحية لحفظ وتناول لحم الأضحية
شددت من جانبها، البروفيسور نائلة بوشجة، أستاذة التغذية بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية بجامعة قسنطينة، على ضرورة ترك الأضحية لتجف لمدة تتراوح بين 24 ساعة إلى 48 ساعة، وذلك إلى غاية انتهاء النشاط الإنزيمي، موضحة بهذا الخصوص، بأن نشاط الإنزيمات يبدأ بعد النحر مباشرة، وهو مهم لنضج اللحم و بلوغه مرحلة الصلاحية التامة للاستهلاك، و هي مرحلة مهمة جدا، لأن اللحم يصبح طريا نتيجة لتمدد الألياف العضلية ما يجعله سهل المضغ وطيب الطعم، و على عكس ذلك يصبح اللحم أقسى عند تقطيع الأضحية قبل انتهاء عمل الإنزيمات، إذ يكون اللحم جافا و مختلف الطعم.
وأضافت المتحدثة، بأن لحم الخروف يحتوي على الكثير من الدهون، و الإفراط في تناوله يؤثر سلبا على وظيفة الكبد مشيرة إلى أن الشحوم تتسبب في أمراض القلب و انسداد الشرايين، و في ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم والسمنة، و عليه فإنها تنصح بإتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال العيد، لأن لحم الخروف مشبع بدهون مرئية و أخرى غير مرئية، و لهذا يجب التخلص من الشحوم المحيطة بقطعة اللحم عند طهيها.
وتنصح الأخصائية، بالابتعاد عن الوصفات التقليدية المتوارثة و المكرسة خلال هذه الفترة، لأن غالبية الأطباق التقليدية دسمة و ثقيلة و استهلاكها بشكل يومي متتابع خلال فترة العيد مضر جدا بالصحة عموما، و بخاصة صحة الكبد كما قالت، بأن تناول « العصبانة و البوزلوف و مختلف الأجزاء الأخرى من هيكل الأضحية»، يجب أن يكون مرفقا بصحن من الخضار و تحديدا البصل إن توفر.
و أوضحت، أن هذه الأطباق تؤدي إلى تدهور حالة الكثير من المرضى المزمنين، خاصة مرضى الكوليسترول و القلب و الشرايين و السكري، و تسبب هذه الأمراض لدى الأشخاص الأصحاء الذين يملكون استعدادات جسدية للإصابة بها، كما قد تكون سببا في حدوث تسممات أو وعكات صحية مختلفة.
* أخصائي الصحة العمومية أمحمد كواش
أهم الإسعافات الأولية المنزلية للحماية من حوادث العيد
يحذّر المختص في الصحة العمومية، الدكتور أمحمد كواش من الحوادث المنزلية شائعة الوقوع أيام عيد الأضحى و التي غالبا ما تسجل بفعل غياب الحيطة والحذر عند استعمال الوسائل الحادة للنحر و بعض وسائل الطبخ، أو تنجر عن الاحتراق عند شوي اللحم ويمكن أن تكون خطيرة أحيانا و تتطلب إسعافات أولية دقيقة أو قد تستدعي التنقل إلى المستشفى.
ومن بين الحوادث المتكررة حسب الطبيب، حالات الصدمة القوية التي تحدث خلال نقل الحيوانات إلى المنزل وهي في حالة هيجان، إذ يحدث أن تؤدي ضربة قوية من الخروف إلى كسور أو رضوض، قد لا ينتبه إليها ناقله بسبب انشغاله بمهمة حماية الحيوان و ربطه و غيرها من التفاصيل، كما يتعرض أشخاص في مثل هكذا مواقف إلى النطح أيضا
و تسجل حوادث احتراق أو جرح خلال الشوي و استخدام السكاكين للتقطيع أو عند سلخ الأضحية، وهو ما يستوجب تحضير حقيبة الإسعافات الأولية قبل العيد و التأكد من توفرها على الأساسيات مثل أدوات العناية بالجروح و الشريط اللاصق و الضمادات اللاصقة بأحجام متنوعة و ضمادة مرنة و قطع ضمادات متفرقة، ناهيك عن توفر مضاد حيوي يستحسن أن يكون عبارة عن كريم موضحي و محلول مطهر و مناديل ورقية، زيادة على كرات القطن و الشاش المعقم، و صابون أو مطهر سريع،وهكذا حتى يتسنى التدخل فوريا في المنزل للتحكم في النزيف أو تطهير مكان الحرق أو الجرح قبل التهابه.
ودعا كواش، الأشخاص الذي يقومون بعملية النحر ومساعديهم، إلى التحلي بالحيطة والحذر خلال استعمال الأدوات الخاصة بنحر الأضاحي، وكذا عدم وضعها في متناول الأطفال أو تركها على الأرض بعد أو قبل عملية العملية، مع إبعاد الوسائل الحادة الأخرى المستخدمة في التقطيع و الطهي على غرار الشواية والموقد ومواد التنظيف، لأن غالبية الحوادث التي تسجل على مستوى مصالح الاستعجالات في المستشفيات أيام العيد تكون مرتبطة بسوء استغلال هذه الأدوات.
و هناك ثلاث خطوات أساسية يجب أن يتبعها المصاب بالحروق في حالة التعرض لحرق أثناء شوي اللحم أو قليه وذلك لإنقاذ الجلد قبل الذهاب إلى الطبيب إذا لزم الأمر. وهى أولا وضع المكان المصاب تحت مياه الحنفية الباردة وليس مياه مثلجة لمدة عشر دقائق، ثم تجفيف المكان بفوطة قطنية وتدليك المنطقة برفق، وبعدها وضع كريم للحروق على المنطقة المصابة وتدليكها برفق مرتين في اليوم.
أما فيما يتعلق بالتعامل مع الجروح الناجمة عن استخدام السكاكين و الأدوات الحادة عموما، فمن الضروري جدا في البداية، غسل اليدين جيدا بالماء النظيف والصابون قبل التعامل مع الجرح، مع تجنب لمسه بالأصابع أثناء معالجته إن أمكن، وينصح باستخدام قفازات مطاطية يمكن التخلص منها، يتم بعد ذلك الضغط المباشر على الجرح لوقف النزيف، مع تلافي ربط ما حول مكان الجرح، كي لا يؤدي ذلك إلى حدوث تلف في الأنسجة.
ينصح أيضا، بتنظيف الجرح بعد توقف النزيف، وذلك باستخدام محلول ملحي إن أمكن، وإذا لم يكن متاحا فيمكن استخدام مياه الشرب المعبأة، مع فحص الجرح وإزالة أي تلوث أو جسم غريب بداخله، ويكون التنظيف برفق حول الجرح باستخدام الماء النظيف والصابون، تتم بعدها تغطية الجرح بضمادة نظيفة معقمة، أما إذا كان الجرح ملوثا أو كان بسبب قطعة حادة ملوثة فيجب تركه مفتوحا، وينصح في الأخير بتناول المسكنات لتخفيف الألم مع تغيير الضمادة كل 24 ساعة.
متى يجب الذهاب للطبيب
ورغم أهمية الإسعافات الأولية فإنه من الضروري الانتباه حسب الطبيب، إلى الحالات التي تستوجب التنقل للمستشفى خاصة إذا كان بداخل الجرح جسم غريب مثل قطعة خشب أو معدن أو شيء آخر، وإذا كان الجرح بسبب عضة الحيوان، أو إذا حدثت عدوى تتمثل أعراضها في ألم شديد أو تورم الجرح واحمراره، أو خروج القيح منه، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم. أو إذا ظهرت علامات انتشار العدوى في الدم مثل ضيق التنفس، أو ارتفاع معدل ضربات القلب أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو الرعشة و التعرق و الألم الشديد.
لينة دلول
