انهيار عمارة خليل حماده
انهيار عمارة خليل حماده
رغب والدها أن يؤمن مستقبلها فقرر ان تكون تلك الشقة السكنية في الطابق التاسع بـ"عقار السلام" مأمنا لها ولحياتها، ليضع تحويشة عمره حياته في تلك الجدران الخرسانية التي هربت منها ابنته بأعجوبة.
الأب لم يعلم أن تلك الشقة لن يعد لها وجود بعد مرور عدة سنوات، وأن تصبح حطاما يتلاشى معها كل شيء، وأن ما جنى في سنوات من الشقى والتعب والجهد سيصبح كومة من التراب.
"آية" كانت فتاة مطمأنة داخل بيتها الذي تأسس بجهد والدها، قبل أن ينذرها استغاثى أحد جيرانها "العمارة بتقع" لتستجمع قواها في لحظات معدودة وتنتشل هاتفها المحمول وتقفز من على درجات السلم الذي لم ينتظر طويلا بعد تخطيه.
تقف "آية" أمام عقار السلام المنهار بشارع خليل حمادة في الإسكندرية، والدموع تنهمر من عينيها، تتذكر ماحدث وكيف خسرت كل شيء، وكيف تبدلت طمأنتها إلى مستقبل غامض.
تقف تصرخ في عبارات حزينة "هنروح فين مش معانا أي حاجة"، في صدمة لن تستطيع نسيان ما عايشته من لحظات الخوف و الرعب والفقد بداخل عماره السلام التي لا سلام بداخلها.
ليلة عاشتها الفتاة كما عاشتها الإسكندرية، حزينة بعد انهيار العقار رقم 5 بشارع خليل حمادة بحي المنتزة أول والمكون من 14طابقا، في وقت تواصل فيه قوات الحماية المدنية ورجال الإسعاف البحث عن جثامين المفقودين أسفل العقار.
وحتى الآن، انتشلت ٣ جثث من أسفل أنقاض عمارة السلام، وجاري البحث عن باقي المفقودين وسط خوف وحزن وقلق أهاليهم وذويهم.
