أظهرت دراسة جديدة أن أكثر من 80 في المئة من اللاعبات في الأندية الأوروبية الكبرى لكرة القدم يعانين من عدم ارتياح مستمر، بسبب أحذيتهن الكروية.

قام اتحاد الأندية الأوروبية، الذي يمثل أندية أوروبا، باستطلاع آراء 350 لاعبة من 16 فريقا من الدرجة الأولى.

وتوصلت الدراسة إلى أن 82 في المئة منهن شعرن بعدم الراحة ما قد يؤثر على أدائهن، بينما قال الخُمس إنهن قُمن بتعديل أحذيتهن بشكل مخصص في محاولة لتحسين الراحة.

أحذية كرة القدم الموجودة حاليا في السوق مصممة إلى حد كبير للذكور البيض.

وأظهرت البيانات الجديدة أن 34 في المئة من اللاعبات، اللاتي شملهن الاستطلاع دون الكشف عن هوياتهن، أبلغن عن عدم ارتياح في كعبهن على وجه التحديد.

واستخدمت الغالبية منهن النعال المُخصصة التي يوفرها أطباء القدم، وبعض اللاعبات احتجن إلى فتح ثقوب في أحذيتهن لتجنب الاحتكاك المستمر والبثور.

وجد اتحاد الأندية الأوروبية أن الشعور بعدم الراحة في الكعب كان أعلى بشكل ملحوظ، بين اللاعبات ذوات البشرة السوداء (48 في المئة)، مقارنة بـ 32 في المئة من اللاعبات ذوات البشرة البيضاء.

وقالت كلير بلومفيلد، مديرة كرة القدم النسائية في اتحاد الأندية الأوروبية: "كانت الأرقام مذهلة. كنا نعلم أننا سنجد شيئا ما، لكن هذه الأرقام صدمتنا جميعا حقا".

"لقد سلط الأمر الضوء على أهمية هذا العمل، ولماذا يجب القيام به الآن. الهدف النهائي هو إلهام التغيير في الصناعة. إنه يسلط الضوء على مجال رئيسي حقا تهمله الأبحاث."

وحذر علماء الرياضة في وقت سابق من نقص أدوات كرة القدم المصممة للسيدات، قائلين إن استخدام الأحذية والكرات المصممة للاعبين الذكور قد يزيد من تعرضهن لخطر الإصابة.

وأشارت الدراسة إلى أن المشكلات المتعلقة بأوتار العرقوب وكسور الإجهاد في مشط القدم مرتبطة بأحذية غير صحيحة.

وأبلغت اثنتان من كل خمس لاعبات اتحاد الأندية الأوروبية، أنهن لا يشعرن بأن سوق أحذية كرة القدم الحالي يوفر وقاية جيدة من الإصابات.

واستكشف البحث أيضا الفروق بين أقدام الإناث والذكور، بما في ذلك العرض وارتفاع الأقواس وطول مشط القدم وزاوية مفصل مشط القدم، ومحيط الكاحل بالنسبة لطول القدم.

وقالت الدكتورة كاترين كريغر، مُحاضرة إعادة التأهيل الرياضي في جامعة سانت ماري، والتي دعمت اتحاد الأندية الأوربية في دراسته: "كان كل شيء (مشكلة) متعلق بالقدم، ما يسلط الضوء حقا على أن شكل حذاء كرة القدم ليس مناسبا للنساء، وليس مجرد مشكلة بسيطة".

"المنطقة التي تعاني من أكبر مشكلة بشكل عام هي كعب القدم، ما يتسبب في عدم الراحة والألم. عندما نظرنا إليها من منظور عرقي، كان 48 في المئة من اللاعبات ذوات البشرة السوداء يعانين من عدم الراحة في الكعب".

"هذا يسلط الضوء على حقيقة أن تصميما واحدا لا يناسب الجميع، وأن العرق يلعب دورا في ذلك أيضا."

بتمويل من اتحاد الأندية الأوروبية، يعد البحث جزءا من التزامه باكتساب مزيد من المعرفة حول معدات وملابس كرة القدم، التي تعزز السلامة والأداء والراحة للاعبات الإناث.

المعلومات التي تم جمعها على مدار 18 شهرا، تتضمن أيضا تفاصيل حول وضع أزرار أحذية كرة القدم، وكيف يمكن أن تؤثر على حركة أقدام اللاعبات.

وازداد القلق مؤخرا، بسبب عدد اللاعبات البارزات اللائي يعانين من إصابات في الرباط الصليبي الأمامي للركبة، والتي تظهر الدراسات أنها أكثر انتشارا بين الإناث مقارنة بالذكور.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين الأحذية غير الصحيحة والإصابات، قالت الدكتورة كريغر: "ليس لدينا هذه البيانات حتى الآن. ليس لدينا أي شيء لكي نقارن به".

"أحد الأشياء التي نقولها هو أنه لا ينبغي لنا مجرد نسخ ما يفعله الرجال. فقط لأن الرجال لم يفكروا في جزء معين من العلم، لا يعني أننا لا يمكننا فعل ذلك لصالح كرة القدم النسائية".

لا يزال يتعين مراجعة ونشر المرحلة الأولى من الدراسة من قبل النظراء، ولكن القصد من ذلك الآن هو أن تصبح متاحة مجانا لجميع العلامات التجارية لأحذية كرة القدم، للمساعدة في إحداث ثورة في التصميمات الخاصة بالنساء.