وقف الحجاج على عرفات، ابتداءً من فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وحتى طلوع فجر اليوم التالي؛ والذي يُعرف باسم يوم النحر، وهو يوم العيد، وينتهي فيه الحجاج من وقوفهم على عرفات.

ويتساءل البعض عن الشعائر المتبقية في الحج بعد الانتهاء من الوقوف بعرفات وتأتي بالترتيب كالتالي:

- المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة. 

- الهدي والتحلل. 

- طواف الإفاضة. 

- رمي الجمرات في أيام التشريق. 

- طواف الوداع وإتمام الحج. 

المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة

يقع حد مزدلفة بين مأزمي عرفة، ويتميز بكونه ممرًا ضيقًا بين جبلين قرب محسر يمينًا وشمالًا، ويقع في المسافة المتوسطة بين عرفة ومنى، ويتم سير الحجاج من عرفة إلى مزدلفة بسكينة ووقار، ويسرعون في حال وجود فرجة، وهناك جمهور من الحجاج يؤيد جواز تأخير صلاة المغرب والعشاء لأدائهما في مزدلفة.

وتعرف الجمرة الكبرى بأنّها من مشعرِ الحج، وتقع في نهاية منى في اتجاه مكة، واتّفق الفقهاء على أنّ رمي الجمرات واجب من واجبات الحج، ويتم رميها في الأماكن المخصصة للرمي، وتُرمى هذه الجمرات من جميع الجهات.

وعدد الحصى الواجب رميها في الجمرة الكبرى هو سبعة، ويكبر الحاج مع كل حصاة يرميها.

الهدي والتحلل

يمكن أن يكون الهدي إما تطوعيًا أو تمتعًا أو قرانًا أو لجبر نقصان ما، ويتم ذبح الهدي في وقت يتوافق مع سبب ذبحه.

يراد من التحلل الخروج من الإحرام إلى إنهاء حالة الإحرام التي يدخل فيها الحاج، وينقسم إلى قسمين: التحلل الأصغر والتحلل الأكبر.

يتم التحلل الأصغر لدى المذاهب الشافعية والحنبلية بعد رمي جمرة العقبة والنحر والحلق أو التقصير، وبهذا يحل للحاج كل شيء باستثناء النساء، بينما يتم التحلل الأصغر لدى المذهب الحنفي بعد رمي الجمرة والحلق والتقصير، وبهذا يحل للحاج كل شيء باستثناء النساء.

أما التحلل الأكبر فيحل جميع محظورات الإحرام دون استثناء، ويختلف وقت حدوثه حسب المذاهب الفقهية، ففي المذهب الحنفي والمالكي يبدأ وقت التحلل عند طلوع فجر يوم النحر، ويتم بطواف الإفاضة بشرط الحلق أو التقصير، ولكن المالكية تضيف السعي قبل الطواف، أما في المذهب الشافعي والحنبلي فيحدث التحلل الأكبر في منتصف ليلة النحر، ويتم بإكمال أفعال التحلل من رمي جمرة العقبة والحلق وطواف الإفاضة المسبوق بالسعي.

طواف الإفاضة 

يُعرف طواف الإفاضة بطواف الزيارة، ويُعدّ ركنًا من أركان الحج باتفاق المذاهب الأربعة، ويتطلب أداء سبعة أشواط وفقًا لجمهور العلماء، ولكن المذهب الحنفي يشير إلى أن الركن المطلوب هو أداء أربعة أشواط فقط، وهناك تباين في آراء الفقهاء بشأن وقت القيام بطواف الإفاضة.  

رمي الجمرات في أيام التشريق

اتفق الفقهاء على وجوب رمي الجمرات في الحج، ويعد من الواجبات الحجية، ومن يترك رمي الجمرات فإنه يلزمه دم (ذبح هدي) لأنه ترك واجبًا من واجبات الحج.

وتتكون الجمرات الثلاثة من الجمرة الأولى التي تقع بعد مسجد الخيف في منى، وتُرمى بسبع حصيات متعاقبة، والجمرة الثانية التي تأتي بعد الجمرة الأولى وقبل جمرة العقبة، وتُرمى بسبع حصيات ويتم التكبير مع رمي كل حصاة، وأخيرًا جمرة العقبة التي تُرمى بسبع حصيات ويتم التكبير مع كل حصاة.  

طواف الوداع وإتمام الحج

يُسمّى الطواف الذي يفعله الحاج قبل مغادرته للبيت الحرام بطواف الصدر أو طواف آخر العهد، ويطلق هذا الاسم عليه لأن الحاج يودّع به البيت الحرام. وعلى اختلاف المذاهب الفقهية، يعد هذا الطواف واجبًا أو مستحبًا، ويتم القيام به عقب انتهاء الحاج من جميع مناسك الحج، ويُعتبر أي طواف يفعله الحاج بعد طواف الزيارة كافيًا لطواف الوداع.