أيام الثورة والخلاص.. أحمد بهاء الدين شعبان: «30 يونيو» يوم تاريخى أنهى مشروعًا هدفه الأساسى تغيير هوية الشعب المصرى

كشف أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام لحزب الاشتراكى المصرى، عن تفاصيل مثيرة عن قرار جماعة «الإخوان» بعدم المشاركة فى ثورة ٢٥ يناير، ثم قفزها عليها بعد تزايد أعداد المشاركين فيها. 

وروى «شعبان»، فى حواره لبرنامج «الشاهد» مع الكاتب الصحفى والإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، تفاصيل لقائه مع الرئيس المعزول محمد مرسى، يوم ٢٣ يناير ٢٠١١، وسؤاله له: «هل ستشاركون فى الفعاليات التى دعا إليها الشباب يوم ٢٥ يناير؟»، وكيف أجاب «مرسى» عن هذا السؤال. كما حكى عن تفاصيل مشاركة الحزب الاشتراكى واليسار ككل فى ثورة «٣٠ يونيو»، واصفًا هذا اليوم بأنه «تاريخى»؛ لأنه أنهى مشروعًا استهدف تغيير هوية الشعب المصرى، وغيرها من الكواليس والتفاصيل الأخرى فى السطور التالية.

■ ما حدود علاقتك بجماعة «الإخوان»؟ وماذا تعرف عنها؟

- علاقتى بجماعة «الإخوان» ليست حديثة، ولكنها ممتدة منذ دراستى فى كلية الهندسة خلال فترة السبعينيات، وفى بداية هذه الفترة كانت جماعة الإخوان تحتضر، وكان قياداتها فى السجون ومنعزلين، لكن عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان ومجموعة أخرى من الشباب أعطوا الجماعة قبلة الحياة مرة أخرى.

«الإخوان» كان عندها مشروع اسمه «التمكين» و«أستاذية العالم»، فى دليل واضح على خطورة هذا التنظيم، وأنه ليس خطرًا على مصر والدول العربية فقط، لكن على أوروبا والغرب أيضًا، الذى بدأ يشعر بخطورة الفكر الإخوانى بالفعل.

وأرى ضرورة أن يكون هناك فهم نقدى للجماعة وأفكارها حتى نتعلم الدرس، فمشروع «الإخوان» ليس ماديًا أو حركيًا، لكنه مشروع فكرى بالأساس، ومواجهته يجب أن تبدأ بالعقل أولًا، وإذا لم تنجح مصر فى مواجهة الفكر السلفى والإخوانى والوهابى، سنجد أن أفكار الجماعة ستتغلغل داخل المجتمع، وسيصعب الشفاء من هذا المرض العُضال.

■ كيف استطاعت جماعة الإخوان أن تختطف ثورة ٢٥ يناير؟

- أهداف ثورة ٢٥ يناير كانت نبيلة، ومقدماتها مميزة وتعبر عن رغبة المصريين فى الإصلاح السياسى، وكان شعارها فى البداية: «لا للتوريث أو التمديد»، ولو خرج حسنى مبارك وقال إنه لن يترشح مجددًا، أو إنه لن يورث الحكم، لما قامت «٢٥ يناير».

وعند قيام ثورة ٢٥ يناير، كانت جماعة الإخوان هى الأكثر تنظيمًا، وتدفقت عليها مليارات الدولارات وقتها، حتى إن هناك تقديرات بأن «الإخوان» كانت تمتلك وقتها نحو ١٥ مليار دولار.

■ إذن.. لماذا وثقت الحركة الوطنية فى «الإخوان»؟ وما كواليس لقاء «الفيرمونت»؟

- المبادئ التى تم التوقيع عليها فى هذا اللقاء كانت «مبشرة جدًا»، لكن محمد مرسى لم يلتزم بأى منها، والزملاء تبين لهم أن نظام «الإخوان» لا يمكن الوثوق فيه، والراحل حمدى قنديل كتب مقالًا اعتذر فيه عن هذا الموقف، وعبدالجليل مصطفى ابتعد عنهم، وكذلك فعل كل الناس المحترمين الذين لم يسعوا وقتها لتملق السلطة.

وأرى أن جماعة «الإخوان» دائمًا ما ترفض الالتزام بوعودها، ومبدأ القوة يحكم تفكيرها، وأنا شخصيًا تعرضت للضرب وأصابنى أفرادها بارتجاج فى المخ، لمعارضتى لها خلال فترة دراستى فى كلية الهندسية عام ١٩٧٢.

■ هل شارك «الإخوان» فى ثورة ٢٥ يناير؟

- جماعة «الإخوان» قبل ثورة ٢٥ يناير قالت إنها لن تشارك فيها، وفى ٢٣ يناير ٢٠١١ التقيت بمحمد مرسى، وكان معه محمد سعد الكتاتنى وآخرون، فى منزل عادل المعلم، صاحب دار «الشروق» الدولية، واللقاء انتهى بـ«خناقة»، لعدم قدرة محمد مرسى على الحوار، وعدم امتلاكه بديهيات الحوار.

ونحن على باب «الأسانسير» سألت محمد مرسى وقلت له: «يا دكتور محمد فيه شباب دعا للنزول للشوارع فى ٢٥ يناير.. إنتم موقفكم إيه؟»، فقال: «إحنا أكبر كيان سياسى فى مصر ومش هنمشى ورا شوية عيال».

وأرى أن فكر جماعة «الإخوان» لا يقوم على «الثورية»، وفى كتاب «الإخوان من الصعود للهبوط» لمحمد حبيب، ذكر أن الجماعة غير ثورية، ولا تؤمن بالثورة، وأنها ضد الثورة ومع الإصلاح.

لذا فـ«الإخوان» فوجئت بالثورة، وكما قلت وقتها كانت الأكثر تنظيمًا، ومن خلال سيطرتها على النقابات، استطاع أفرادها أن يجنوا ثمار «٢٥ يناير»، فى حين عجز أصحاب الثورة الأصليون عن أن يدفعوها فى الاتجاه الصحيح، لذا لا بد من إخضاع الثورة إلى دراسة تاريخية تنصف أصحابها.

■ لماذا ترى أن ثورة ٣٠ يونيو كانت ضرورية؟ 

- لم يكن لدى أى شك فى نوايا جماعة الإخوان، وأنها مثل السرطان، إذا دخلت جسد إنسان ستغادر بصعوبة شديدة، وأتذكر أننى كنت فى لقاء تليفزيونى، وأثناء الاستراحة شاهدت على التليفزيون أحد قيادات «الإخوان» وهو يقول: «سنجلس على كرسى الحكم ٥٠٠ عام»، وهذا الحديث استفزنى جدًا.

لذلك، فإن «٣٠ يونيو» هو يوم مهم فى تاريخ مصر الحديث، يوم تاريخى اجتمعت فيه إرادة الأمة على الوقوف ضد مشروع هدفه الأساسى تغيير هوية الشعب المصرى، وعبارة «طظ فى مصر» التى أطلقها مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة «الإخوان»، كانت معبرة جدًا عن ذلك، فهى دليل على أن مصر لا تعنيها، وإنما تعنيها «الإمبراطورية الإسلامية» التى كانت الجماعة تسعى إليها، خاصة فى ظل ازدهار ما يسمى «مشروع إحياء الدولة العثمانية».

لذلك أرى أن «٣٠ يونيو» هو يوم مهم فى تاريخ هذا الوطن، ولا يزال له أهمية كبيرة، صحيح أنه مع مرور الوقت يطغى بعض الهموم، لكنه يظل يومًا مهمًا، أيًا كانت التداعيات، لأن حكم «الإخوان» كان مؤامرة على مصر.

■ كيف كانت مشاركة الحزب الاشتراكى المصرى فى الحراك الثورى؟ 

- اليسار يؤمن بعدم قيام نظام سياسى يعتمد على فكرة إقصاء جزء مهم وأساسى من النسيج الوطنى، وبأن مصر دولة منفتحة على الفكر والثقافة العالمية، ولا يجوز أن تأتى بأفكار مر عليها الزمن وتفرضها على المجتمع المصرى، لذا اليسار المصرى كله كان لديه موقف واضح جدًا ضد «الإخوان»، باستثناء «حركة الاشتراكيين الثوريين»، التى كانت لديها تواصل مع الجماعة.

■ ما سبب رفض الحزب دعوة محمد مرسى لإجراء حوار؟

- رفضت حضور العديد من اللقاءات مع محمد مرسى، وفى أثناء تأسيس حزب «الحرية والعدالة» تواصل «مرسى» معى للقاء المرشد العام لجماعة «الإخوان»، بهدف عرض برنامج الحزب على عدد من السياسيين والقيادات الشعبية.

ولم يكن برنامجًا سياسيًا لتأسيس حزب، لكن كان برنامجًا دون منهج أو رؤية، وأبديت تعليقى عليه، فى ندوة، فقاطعنى محمد مرسى، وانسحبت من هذه الندوة، وعقب ذلك، رفضت كل الدعوات من الجماعة الإرهابية. 

وعند مشاركتى فى المؤتمر القومى العربى الإسلامى، انسحبت بعد أن كنت من الأعضاء المؤسسين، لأنه انحرف عن الصواب، وكان لدىّ صديق لبنانى، تواصل معى لمعرفة موقفى من الجماعة الإرهابية، فتنبأت له بثورة ٣٠ يونيو، وقلت له: «الإخوان لن يستمروا عامًا فى الحكم»، فرد علىّ صديقى متعجبًا، وقال: «إن هذا تمنٍ»، فقلت له: «لا هذا عن رؤية واقعية، ولو مرت سنة على حكم الإخوان سأعتزل السياسة»، وكانت رؤيتى مبنية على معرفتى بتاريخ الإخوان، وحدود فكرهم السياسى، ومعرفتى بطباع الشعب المصرى.

بعد ذلك، فى أثناء زيارتى لبنان، تواصل معى هذا الصديق، وطلب منى مقابلة رئيس حزب كبير هناك، وعند مقابلتى إياه تعجب من تنبؤى بانتهاء حكم «الإخوان»، وسألنى عن دوافعى فى ذلك، فقلت إن لدىّ شبه يقين بأن هذا المسار لن يستمر، وأن الشعب لن يقبل به، لكن لم تكن لدىّ رؤية عن كيفية حدوث ذلك.

وكانت هناك أطراف محلية ودولية لعبت دورًا مهمًا فى وصول «الإخوان» للسلطة، وهناك كتاب أمريكى عنوانه «إجهاض الديمقراطية فى مصر»، يحكى بالتفصيل الضغوط التى مارستها الولايات المتحدة على المجلس العسكرى لـ«تمرير حكم الإخوان».

وهناك كتاب أيضًا صادر عن المركز القومى للترجمة حول «العلاقات البريطانية بجماعات الإسلام السياسى»، يحكى أيضًا بالتفصيل مساعدة بريطانيا لجماعة «الإخوان» بعد الحرب العالمية الثانية، ثم سلمت بريطانيا كفالة الجماعة للولايات المتحدة بعد ذلك.

وحتى هذه اللحظة، ورغم كل الجرائم التى ارتكبتها «الإخوان»، لم يخرج بيان أمريكى واحد يقول إن الإخوان جماعة إرهابية، بل هناك حماية أمريكية للتنظيم، ولا تزال الولايات المتحدة تحتضن الجماعة حتى الآن.

■ شاركت من خلال الحزب بالبيانات المتتالية بعدما بدأ الحراك، وكانت «جبهة الإنقاذ» تعمل من جهة بعد الإعلان الدستورى، ومن ثم انضمت «تمرد» إلى المشهد.. ثم دخلنا على الجمعيات مثل جمعيات حماية الإبداع، واعتصام المثقفين، كيف رأيت مشهد الحراك الشعبى؟ 

- مشهد الحراك الشعبى كان تاريخيًا بمعنى الكلمة، لأنه من المتعارف عليه أن يعترض رجال السياسة، أو أن تتدخل الحكومة، لكن أن تتحول مواجهة مثل هذه المواجهات إلى حراك شعبى واسع جدًا، فهو شىء جديد فى مصر، خاصة أن الوضع الديمقراطى ليس منفتحًا مثل أوروبا، التى تشهد مظاهرات واحتجاجات، وهو ما يثبت أن مصر تمتلك حيوية كامنة كبيرة جدًا.

مصر لو أخذت فرصتها ستقدم للبشرية تجربة نموذجية فى الحوار السياسى، وصياغة مسار جديد ينقل البلاد نقلات كبيرة جدًا للأمام، كما أن دور المثقفين المصريين كان تاريخيًا فى مواجهة جماعة «الإخوان».

وأحيى الشباب المصريين الذين رفضوا هيمنة «الإخوان»، وأتذكر فى هذه المناسبة أننى كنت آخر منسق عام للجمعية الوطنية للتغيير، وكان لنا مقر فى شارع التحرير، ومقار حركة «تمرد» تم حرقها، وكانت المشكلة أن هناك كمية كبيرة من الكراتين المليئة بـ«الاستمارات»، وكان لا بد من إنقاذها، لأنه من الممكن أن تتعرض للحرق وتُفقد هذه الوثائق التاريخية، لذا تم نقلها عندنا فى المقر وحفظها حتى مرت هذه الأزمة. 

■ كيف يمكن «تحصين» المجتمع والأجيال الجديدة ضد فكر جماعة «الإخوان»؟ 

- جماعة «الإخوان» لم تنته بكل أسف، فالجماعة مدرسة فى تقنية «التقية»، والقدرة على امتصاص الصدمات، والنزول تحت الأرض والكمون إلى أن تتغير الأوضاع، وسبق أن فعلت ذلك منذ أيام حسن البنا وسيد قطب، وفعلته أيضًا فى أواخر عهد جمال عبدالناصر، وها هى تفعله الآن.

مَن يتصور أن «الإخوان» انتهت واهم، «الإخوان» تم ضربها ضربة قوية، لكن إمكاناتها وهيكلها التنظيمى موجود، وأعتقد أن أقرب تجربة لتجربة «الإخوان» هى التجربة الصهيونية، فالتجربتان متقاربتان جدًا، من حيث التلون والقدرة على الخداع، لذا أحذر من أن «الإخوان» ما زالت كامنة ومتوغلة فى الكثير من القطاعات، مثل التعليم والخدمات المدنية وبعض مؤسسات الدولة.

«الإخوان» استغلت أن الدولة كانت «خالعة إيدها» تمامًا من دورها الاجتماعى فاحتلت المؤسسات، على سبيل المثال عندما تخرج الدولة من تقديم خدمة العلاج، يدخل أفراد الإخوان ويُؤسسون مستوصفات بأجر رمزى وربما مجانى، وينشئون عيادات شبه مجانية.

وفى الكليات استغلوا حاجة الطلاب «الغلابة» القادمين من الريف، خاصة الفتيات، ليقيموا معارض للملابس الإسلامية بأسعار رمزية، والمراجع التى يحتاج إليها الطلاب يقدمونها بأسعار زهيدة، والجماعة متميزة فى هذه الطريقة، ونحن مقصرون فى مواجهتها فكريًا.

نحن بحاجة، على مستوى العالم كله، إلى بذل جهد كبير ومنظم ومنهجى لا يكل ولا يمل لكشف حقيقة جماعة «الإخوان»، ومن خلال ذلك نحن لا نحصن المجتمع منها فقط، بل نضع أسسًا للمستقبل.

نحن فى لحظة تاريخية فارقة سنتجاوزها بإذن الله، لكن حتى نتجاوزها يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة، فقد عشنا تجربة هزيمة ١٩٦٧م، وكانت أصعب بكثير، كان الجيش محطمًا، وكثيرون لديهم إحساس بالهزيمة، فضلًا عن الأزمة الاقتصادية، والحاجة إلى إعادة بناء الجيش من الصفر.

كنا نقف طوابير على الجمعية عشان نأخذ فرخة ولا نص كيلو لحمة أو نص كيلو رز أو كيس سكر، كل هذا كان على الشعب المصرى كله، ولم يتذمر مواطن واحد، تحملنا جميعًا هذه المرحلة، لأننا كنا ندرك أنها مرحلة حياة أو موت، وكان لا بد أن ننتصر، وانتصرنا.

■ هل دارت محاولات لاحتوائك من «الإخوان»؟

- كنت مدعوًا إلى برنامج فى إحدى القنوات، فذهبت إلى البرنامج وكان قبلى الدكتور محمد البلتاجى، وبعد انتهائى من البرنامج غادرت، وكنت «راكن» سيارتى وفيها زوجتى، فلحقنى «البلتاجى» ووقفنا أمام سيارتى، وقال لى: «يا أخ أحمد، أنت تعرف مدى حبنا وتقديرنا لك»، ثم أخبرنى بأن «فضيلة المرشد قالى اتصل بالمهندس أحمد بهاء الدين شعبان وقل له إن مكانه فى البرلمان محجوز»، فقلت له: «يا دكتور محمد، هذا الكلام الذى تقوله هو رشوة سياسية، وأنا ليس فى طموحى أن أكون عضوًا فى البرلمان، ولا عندى استعداد أن أقبل ذلك بهذه الطريقة، ولن أدخل البرلمان إلا إذا انتخبنى الناس»، و«الإخوان» اتبعت هذه الطريقة مع آخرين وقبلوا بها، اشترت للأسف جانبًا كبيرًا من النخبة المصرية عبر مثل هذه العروض.

تاريخ الخبر: 2023-06-29 18:20:52
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

قيادي بحماس: إذا استمر العدوان فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:26:00
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

قيادي بحماس: إذا استمر العدوان فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:26:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

يُتوقع تسليمه شهر نوفمبر: تسارع وتيرة إصلاح المصعد الهوائي بعنابة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:24:32
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية