كيف يحتفل العرب المسلمون بعيد الأضحى في دول الغرب؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

مسلمو لندن يحتفلون بعيد الفطر الماضي في ميدان الطرف الأغر وسط العاصمة

حين يلتقي أصدقاء من العرب المسلمين، المقيمين في دول غربية، ويسأل بعضهم البعض،عن كيف يعيشون أيام العيد، فإن الإجابات الأكثر تكررا هي " لا أشعر بشئ"، أو " بلا طعم ولا إحساس"، أو " أنا أعمل كل أيام العيد".

إجابات تلخص في مجملها، فقدان كثيرين من العرب المسلمين، الذين استقروا في البلدان الغربية مع عائلاتهم، لأجواء العيد التي رسخت في ذاكرتهم منذ الطفولة، من تجمع العائلات الممتدة في أيام العيد، وتبادل الزيارات، إلى فرحة الأطفال بملابسهم الجديدة، ورحلاتهم إلى مدن الملاهي.

وبين الحنين إلى الوطن، والسعي قدر استطاعتهم لتوفير بيئة احتفالية بالعيد، ولو في إطار ضيق على مستوى المنزل والعائلة، يبدو العيد بلا طعم في الغالب، بالنسبة لعائلات العرب المسلمين، التي تعيش في دول غربية، وربما مضى على استقرارها فيها سنوات طويلة.

ذبح الأضحية

تتفق بريطانيا ومعظم الدول الأوربية، فيما يتعلق بطقس نحر الأضحية، والذي يعد الطقس الأبرز في عيد الأضحى المبارك، ففي كل البلدان الإسلامية، يتم نحر الأضاحي، إما في المنازل أو الشوارع بعد أداء صلاة العيد ، أما في الدول الأوربية، فإن القانون يمنع ذلك، ويحظر عملية الذبح خارج المجازر المرخصة والمخصصة لذلك، كما أن قواعد ذبح الحيوانات في بلدان أوروبا، تعد صارمة فيما يتعلق بصعق الحيوان لتخديره قبل الذبح، وهو ما يرفضه معظم المسلمين الذين يعيشون في الغرب، ويسعون إلى الذبح بدون صعق ليكون الطعام حلالا.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • الحياة البرية: كيف يؤثر انقراض نوع واحد من الحيوانات على كوكب الأرض بأكمله؟
  • بين أداء الصلاة في المساجد والملاعب والحدائق وتزيين الأضاحي، هكذا احتفل مسلمو العالم بعيد الأضحى.
  • ضربات جوية تهز مدناً سودانية رغم الهدنة التي تتزامن مع عيد الأضحى
  • فاغنر: تحليلات وسخرية ونظريات مؤامرة هكذا يرى العرب ما يجري بين مرتزقة فاغنر وروسيا

قصص مقترحة نهاية

وتأتي بريطانيا على رأس الدول الأوربية، التي تحظر قانونا عملية الذبح خارج المجازر الرسمية، غير أنها تحظى بمرونة كبيرة، فيما يتعلق بتشجيع تبرع المسلمين، لمساعدة العائلات المحتاجة، كما تدعم التنسيق بين المساجد، والمجتمعات التي تقوم بها، من أجل إعداد وجبات طعام في أيام العيد، وتوزيعها مجانا على المحتاجين، سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين.

وتعتمد دول أوربية أخرى، من قبيل فرنسا وبلجيكا، نفس القواعد فيما يتعلق بنحر الأضاحي مع بعض التشدد، وتفرض فرنسا على سبيل المثال عقوبات، وغرامات مالية كبيرة، على من يقوم بنحر الأضاحي في مذابح عشوائية، أو في المنازل أو على قارعة الطريق، وهو ما يدفع بالكثير من أبناء الجالية العربية المسلمة هناك، إلى شراء الأضاحي مذبوحة وجاهزة من قبل المجازر المعتمدة، وهو ما يخل من وجهة نظرهم بشروط الأضحية.

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

العيد ليس عطلة

لو سألت صديقا أو قريبا لك، يقيم في دول غربية مع عائلته، وأنت تهنئه بالعيد عن ماذا تفعل بالعيد؟ لربما كانت الإجابة المباشرة منه هي " أنا أعمل كل أيام العيد"، وتعكس تلك الإجابة حقيقة أن معظم العرب المسلمين، الذين يعيشون في بلدان غربية، لا يحصلون على إجازة في أيام أعيادهم، سواء كانت عيد الفطر أو عيد الأضحى، فالمناسبة في تلك البلدان ليست مناسبة رسمية، على عكس البلدان العربية والإسلامية، التي ربما تصل فيها عطلة العيد إلى أربعة أيام.

ولا تخصص بلدان الاتحاد الأوربي ولا بريطانيا، عطلة لعيد الأضحى وهو ما يدفع الكثير من أبناء الجالية المسلمة في تلك البلدان، إلى تقديم أعذار للتغيب عن العمل في أيام العيد، أو التغيب بدون عذر، والتعرض لاقتطاع أجر ذلك اليوم من رواتبهم.

وتسعى جمعيات للمسلمين في البلدان الغربية، إلى الضغط بهدف الاعتراف بأعياد مثل عيد الأضحى المبارك، وعيد الفطر المبارك، كأعياد رسمية في تلك البلدان، على غرار العطلات الرسمية لأعياد الديانات الأخرى.

أماكن صلاة العيد

وفقا للعديد من أبناء الجالية العربية والمسلمة، فإن هناك قلة في عدد المساجد، والأماكن التي يمكن أن تستوعب أعداد كبيرة من المصلين ، في مناسبة مثل صلاة عيد الأضحى.

لكن في بريطانيا وفي بعض من الدول الأوربية، بدأت السلطات ومنذ وقت طويل، في منح تراخيص، لأداء صلوات العيد، في المتنزهات الكبيرة ،التي تنتشر بصورة ملحوظة في المدن البريطانية،على سبيل المثال، لكن وفي أحيان كثيرة، فإن أحوال الطقس، وهطول الأمطار تعيق تلك الصلوات، لأنها تكون في الخلاء، وفي أحيان كثيرة ألغيت مثل تلك الصلوات في المتنزهات، وأعيد ترتيبها داخل المساجد، بسبب أحوال الطقس، مع تخصيص عدة صلوات للعيد لاستيعاب المصلين، ربما تصل إلى أربع صلوات متتالية في المسجد الواحد.

لابد من الفرح

لكن ورغم كل تلك الجوانب، التي تمثل عوائق بسيطة، فإن العرب المسلمين في المجتمعات الغربية، مايزالون يبدعون ويبتكرون، في الاحتفاء بعيد الأضحى، وغيره من أعيادهم، فاجتماع العائلة، وفرحة الصغار، وشراء ملابس جديدة لهم، وتحضير المأكولات والحلوى، كلها طقوس ماتزال بالإمكان ويمارسها كثير منهم في دول الغرب.

وكثيرا ماتشجع بعض العائلات، المقيمة في دول غربية أبناءها، على تقديم الهدايا والحلوى للجيران من غير المسلمين، كنوع من مشاركة الفرحة، وكذلك على تزيين المنزل والسيارات والشرفات، كما تقدم لهم العيدية لإظهار اختلاف هذا اليوم وتميزه عن غيره.

إذا كنتم تعيشون في بلدان غربية حدثونا عن كيف تعيشون أجواء العيد؟

هل تسعون قدر استطاعتكم لخلقة بيئة احتفالية ولو صغيرة بالعيد؟

كيف ترون المطالب بجعل عيد الأضحى عطلة رسمية في بلدان أوربية؟

إذا كنتم في المنطقة العربية ولكم أٌقارب في أوربا ما أكثر ما يشكون منهم حين تتواصلون معهم أيام العيد؟

هل ترون أن من يعيشون في المهجر قادرون على الاحتفال رغم بعدهم عن عائلاتهم وأوطانهم الأصلية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 28 حزيران/ يونيو

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC/

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب