أمفيلوخيوس أسقف أيقونية
أمفيلوخيوس أسقف أيقونية القديس أمفيلوشيوس Amphilochius من رجال القرن الرابع، كان صديقًا حميمًا للقديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس الناطق بالإلهيات وغريغوريوس أسقف نيصص.
السيرة
ولد في قيصرية الكبادوك ما بين سنة 340 – 350م، وقد نشأ محبًا للفهم والثقافة كما اتسم بالعدل والحكمة مع شرف نسبه، لذلك نجح في عمله كمحام حين بدأه بالقسطنطينية عام 364، وتدرج حتى صار قاضيًا. وقد عُرف بنزاهته ونظافة يده.
وكان القديس غريغوريوس يحثه على تكريس وقت أكبر لدراسة الكتاب المقدس والعبادة والخدمة، لكنه كان يشعر أنه يخدم الله خلال تقواه في عمله كقاضٍ. مرّت به تجربة قاسية على نفسه، إذ اتُّهم ظلمًا بأنه قد برّأ رجلاً مذنبًا بنواله رشوة، وبلغ ذلك القصر الإمبراطوري بالقسطنطينية، فأسرع القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس يخط إلى القصر ليعلن براءة صديقه، وبالعمل خرج من التجربة أكثر كرامة. أما ما انتفع به فهوإدراك أهمية نصيحة صديقه القديم الذي طالما كان يحثه على التفرغ للخدمة، فقرر هجر عمله عام 367 والانفراد في بيته يثابر على دراسة الكتاب المقدس والحياة التأملية مع عبادات روحية ونسك، كما كان يعين والده في شيخوخته المتأخرة وأمراضه الكثيرة.
اتخذ أمفيلوشيوس القديس باسيليوس الكبير صديقًا له وأبًا روحيًا ومدبرًا لحياته، وقد وجدت بينهما رسائل متبادلة كثيرة، وإن كان قد اتبع (أمفيلوشيوس) أسلوب الحذر لئلا يُرشح لعمل كهنوتي. غير حتى الله نادىه للعمل الأسقفي عام 374 لمدينة أيقونية بليكاؤنية والتي كانت تُدعى بيسيدية الثانية ، ويبدوأنه قبل الأسقفية خلال ضغط القديس باسيليوس ، كما يظهر من رسالة الأخير له، إذ اتى فيها: "الطوباوي في الله الذي يختار في جميع جيل من يسره، مظهرًا آنية اختياره، مستخدمًا إياهم في خدمة القديسين، هذا الذي يصطادك في شباك نعمته التي لا تقدر الانفلات منها، بالرغم من محاولتك للهروب لا منا وإنما من الدعوة التي وجهها الله خلالنا، فاتى بك إلى منتصف بيسيدية، حتى تأسروا للرب الذين تجاوز فأسرهم الشيطان، وتخرجوهم من الأعماق إلى النور حسب مشيئته" رسالة 161.
التقى أمفيلوشيوس بعد سيامته بالقديس باسيليوس في قيصرية الكبادوك يسأله الإرشاد في بدء عمله الأسقفي شفاهة، ثم عاد إلى كرسيه، ولم يخجل من استشارته بعد ذلك بالرسائل، بل سجل القديس باسيليوس لنا كتابه عن الروح القدس بناء على طلب هذا الأب.
ويصعب الحديث عن هذا الأب فقد مدحه كثيرون من الآباء المعاصرين له. اذ نادىه القديس غريغوريوس الثيؤلوغس ملاكًا سمائيًا وعمود الحق والاستقامة والحبر البريء من العيب. هذا وقد اتسم الأب بغيرته المتقدة على الإيمان المستقيم، مناضلاً ضد الهراطقة بعظاته وكتاباته ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح ، والميساليون Messalians (حدثة سريانية تعني رجال الصلاة) الذين نادوا بأن الشيطان أتحد بنفس جميع إنسان نتيجة خطية آدم، لا يخرج في المعمودية وإنما بالصلاة الدائمة غير المشتتة، مركزين على الحياة النسكية بطريقة مبالغ فيها من جهة فاعليتها في خلاص الإنسان.
أعماله
اشهجر في مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 كأحد الأعضاء البارزين، ومُدح على أرثوذكسيته في قانون الإمبراطور ثيؤدوسيوس في 30 يوليو381. رأس مجمع Side على خليج أداليا عاك 390 الذي أدان الميساليين (باليونانية ايوخيت Euchites) كهراطقة.
وفي سنة 394 جاء مجمعًا بالقسطنطينية الذي أقر الخلافة الأسقفية لإبيارشية Bostra.
كتاباته
أغلب كتاباته مفقودة، منها كتابه "عن الروح القدس" الذي أشار إليه القديس جيروم، كما لدينا بعض مقتطفات من كتابات أخرى له مفقودة. أما الكتابات التي وصلت إلينا كاملة فهي رسالته المجمعية التي خطها كطلب مجمع أيقونية المنعقد عام 376، فيها يدافع عن لاهوت الروح القدس ضد Pneumatomachoi، ومنطق بالقبطية ضد The Apotacties, Gemellites، ثمان عظات على نصوص من الكتاب المقدس.
المصادر
- ^ أسقف أيقونية, الموجة القبطية
- [1]
انظرأيضاً
- Saint Amphilochius (Konya)
هذه الموضوعة تضم نصاً من مطبوعة هي الآن مشاع: هربرمان, تشارلز, ed. (1913). الموسوعة الكاثوليكية. Robert Appleton Company. Missing or empty |title=
(help)