30 يونيو البداية لا النهاية


سيبقى تاريخ 30 يونيو وما تبعه من أحداث وحوادث تحمل عنوان «الانكشافات الكبرى وإنجازات المصريين الكبرى». صحيح أنها لم تكن حربا بالمعنى الكلاسيكى حيث دبابات ودولة فى مواجهة أخرى، لكنها كانت حربا ضروسا بين شعب اكتشف، فى أقل من عامين أنه وقع ضحية لتجار الدين.

30 يونيو هى الانكشاف الأكبر والإنجاز الأعظم الذى يسطره التاريخ باسم شعب مصر العظيم ولو كره الكارهون. حين قرر المصريون- شعبا وجيشا- أن يخلصوا أنفسهم من قبضة جماعة مجرمة تدعمها جماعات وكيانات أكثر إجراما، أبدعوا وتفوقوا على أنفسهم لا فى العنف وحمل السلاح، أو فى اليأس والفرار من البلاد، بل فى المقاومة والإصرار على طرد هذه الجماعة المجرمة التى تنخر فى عظام مصر منذ عام 1928. تُرِكت هذه الجماعة المسمومة والتى تشبعت بسمومها وأخذت تنفثها فى أرجاء مصر، وانتقلت منها إلى العديد من دول العالم لتتلون فى كل منها بالألوان التى تناسب ثقافتها لتتمكن من التسلل إليها كما تتسلل الحية الخبيثة نحو الفريسة.

مادة اعلانية

فى مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات، كتب المصريون والمصريات تاريخا من نوع مختلف. ولن أنسى طيلة حياتى تلك المشاهد التى رأيتها بنفسى لسيدات سبعينيات، وهن جالسات على أرائك ومقاعد فى مداخل عماراتهن. يلوحن بالأعلام ويهتفن «يسقط يسقط حكم المرشد» وإن لاحظن أن أحدهم يرمقهن بنظرة تنم عن رفض للهتافات المضادة للإخوان يبادرن إلى الهتاف بعلو الصوت «أيوه أنا بهتف ضد المرشد». ولن أنسى كيف أن أمهات كن يخشين على أبنائهن من النزول للمطالبة برحيل الجماعة المجرمة، فيتسللن خارج البيت للمشاركة فى هدوء، وفى محيط الاتحادية يجد الأمهات والآباء والأبناء أنفسهن فى مربع واحد. 30 يونيو «كاشفة»، وهذه هى صفتها الأكبر والأهم.

كشفت أن المصريين مازالت لديهم القدرة على التفرقة بين الحق والباطل، وبين الهوية الضائعة والهوية المكتسبة الماسخة. كما عكست 30 يونيو اكتشاف قطاع عريض أيضا- وليس الجميع- أن الضحك على الذقون بالذقون نخر فى عظام الوطن، وأوصلنا لما نحن فيه من ضبابية رؤية خاصة بالدين ودوره فى الحياة. الطريق إلى مصر الحديثة، والسبيل إلى تخليص المحروسة من الأنياب المسمومة للإسلام السياسى وإنقاذها من براثن خلطة الدين بالسياسة المميتة بدأ فى 30 يونيو ولم ينته بها.

30 يونيو وما تبعها من أحداث أدت إلى بيان 3 يوليو الذى أعلن «خلع الضرس» الذى نخره السوس وبات يعرّض كل ما حوله لخطر انتشار السوس، تخبرنا أن شعب مصر عظيم. لكنها تخبرنا أيضا أن المهمة لم تنته بعودتنا إلى بيوتنا، بل بدأت. هى مهمة مشتركة بين الشعب والرئيس ومؤسسات الدولة والحكومة. أقول دون مبالغة إن 30 يونيو أخرجت المريض من العناية المركزة. المريض يحتاج متابعة وتقوية مناعة وتخليصا من رواسب وعكارة الإصرار على الزج بالدين فى السياسة. تحية لكل من شارك فيها، ولو بالنية.

* نقلا عن "المصري اليوم"

تاريخ الخبر: 2023-06-29 21:19:07
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 91%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية