كشف الاستشاري النفسي عبدالحفيظ جمال أن هناك اضطرابا مرتبطا بالشعور بالقبح أو تشوه الجسم، ويسمي «النظره المشوهة إلى الذات»، وتصاب به عادة النساء أكثر من الرجال، وذلك لطبيعة المرأة من ناحية اهتمامها الدائم بجسدها وشعرها وبشرتها، فنجد بعضهن عند ظهور بقع أو بثرة في وجهها تجدها خائفة، وتشعر بالقلق، وبالتالي تصاب بما يعرف بـ«القبح الوهمي».

شعور وهمي

قد يكون الشعور بالقبح وهميا، ولكنه يسبب ألما حقيقيا للغاية، حيث يتوقف البعض من أصحاب هذا الاضطراب عن العمل، وينعزلون عن المجتمع، ويفضلون البقاء في المنزل، خشية الظهور بذلك الشكل القبيح، إذ يقضي الشخص أوقاته أمام المرأة، أو لا يريد رؤية نفسه فيها ويتجنبها، ونجد البعض منهم عند خروجه من المنزل يستخدم النظارات الشمسية طيلة الوقت، ويرتدي الشعر المستعار والقبعات والأوشحة، لإخفاء العيوب المتخيلة له.

وأكد «جمال» أن المصابين بهذا الاضطراب دائما يقومون بمقارنة بين أنفسهم والآخرين، ويتجنبون الاحتكاك معهم والتجمعات نتيجة القلق المصاحب لهم بشأن مظهرهم.

الحاجة للعناية

أضاف الاستشاري النفسي أن هناك من يحرص دائما على شراء كريمات للبشرة، حتى إذا لم يكن هو بحاجة لها، لكن يجد وهما لديه بأن بشرته تحتاج لعناية مكثفة وجراحات تجميل وتكرار علاج البشرة، مؤكدا أن المصابات بهذا الاضطراب يعرضن أنفسهن لخسارة المال من خلال شراء مستحضرات التجميل أو العمليات التجميلية، وبذلك يحملن أنفسهن وعائلاتهن أعباء الديون، وأحيانًا يفعلن ذلك سرا، خشية ما قد يحدث إذا علم الناس، وليجنبوا أنفسهم اللوم من الأقارب والأصدقاء.

أمراض مصاحبة

أشار «جمال» إلى أن المصابين بالقبح الوهمي نجدهم يعانون القلق والتوتر الاكتئاب، واضطرابات الطعام والفوبيا الاجتماعية والوسواس القهري. ولعلاج هذه الحالات، يتم صرف أدوية عبر الأطباء النفسيين، وتعطي هذه العقاقير نتائج إيجابية، لتأثيرها على مادة السيروتونين في الدماغ، حيث يمكن أن يكون سبب هذه الاضطراب راجعا إلى وجود خلل في تلك المادة الكيميائية، وقد يكون السبب وراثيا.

الذكور والقبح

أكد الاستشاري النفسي أن الذكور ممن يصابون بهذا الاضطراب عادة نجدهم يمليون بشكل كبير إلى الشعور بعيوب شكل عضلاتهم أجسادهم، وخفة بالشعر إما في الرأس أو الجسم، ويفضلون أن يبقوا عازبين، ولا يدخلون في علاقة، ويشكو البعض من وصف ملامح وجه أو جسمه بـ«الأنثوية».

العلاج السلوكي المعرفي

أوضح «جمال» أن هناك طريقة أخري للعلاج، وهي العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على هذا الاضطراب، ويقلل أعراضه، ويكسر العادة، ويعد أكثر علاج موصي به، حيث يعرف الأشخاص المصابين كيف يصبحون أكثر إدراكا لما يفعلونه، وتحديد المواقف التي تثير النشاط.

أشكال اضطراب التشوه الوهمي

1- توهم سوء شكل العضلات (Muscle Dysmorphia).

2- تخيل عيوب موجودة عند أشخاص آخرين مقربين منهم.

3- شعور الشخص بأن ملامح وجهه غير متناسقة أو متماثلة (Asymmetrical).

4- كره الشخص مظهره كله.

5- شعور الشخص المصاب بحصول تغيُّر غير منطقي بجزء من أجزاء جسمه.

6- تشبيه الشخص المصاب نفسه بشكل حيوان.

7- يشكو بعض المرضى من أنهم مختلفون عن باقي البشر.

8- الخوف من المستقبل.

9- الشعور بشحوب وهزال المظهر.