حرب قيصر الأهلية

عودة للموسوعة

حرب قيصر الأهلية

حرب قيصر الأهلية
جزء من الحروب الأهلية الرومانية

ڤرسان‌گتوريكس يستسلم ليوليوس قيصر بعد معركة ألسيا. لوحة بريشة ليونل-نويل روار، 1899.
التاريخ 10 يناير 49 – 17 مارس 45 ق.م
قيصر يعبر الروبيكون إلى معركة موندا.
المسقط
هسپانيا، إيطاليا، اليونان، إليريكم، مصر، أفريقيا
النتيجة فوز قيصر
الخصوم
يوليوس قيصر وأنصاره، Populares مجلس الشيوخ الروماني، اوپتيماتس
القادة والزعماء
يوليوس قيصر
گايوس سكريبونيوس كوريو†
مارك أنطونيو
دگيموس جونيوس بروتوس ألبينوس
پوبليوس سولا
گنايوس دوميتيوس كالڤينوس
پومپي†
تيتوس لابينوس†
كوينتوس كاسيليوس متلوس پيوس سكيپيوناسيكا†
كاتوالأصغر†
گايوس پومپيوس†
سكستوس پومپي

الحرب الأهلية الرومانية الكبرى (49–45 ق.م.)، وتُعهد أيضاً بإسم حرب قيصر الأهلية، هي إحدى آخر النزاعات السياسية-العسكرية في الجمهورية الرومانية قبل تأسيس الامبراطورية الرومانية. بدأت كسلسلة من اللقاءات السياسية والعسكرية، بين يوليوس قيصر (100-44 ق.م)، وأنصاره السياسيون (المشهورون باسم پوپيولرز) والفيالق، ضد اوپتيماتس (أوبوني)، الفصيل المحافظ سياسياً والتقليدي اجتماعياً في مجلس الشيوخ الروماني، الذي كان يدعمه پومپي (106–48 ق.م) وفيالقه.

بعد صراع سياسي-عسكري استمر أربع سنوات (49–45 ق.م)، واللقاءات الدائرة في إيطاليا، ألبانيا، اليونان، مصر، أفريقيا وهسپانيا، هزم قيصر آخر الاوپتيماتيون في معركة موندا وأصبح Dictator perpetuus (الديكتاتور الأبدي) في روما. التغييرات التي صاحبت ذهاب الحكومة الرومانية إلى الحرب أزاحت في الغالب التنطقيد السياسية للجمهورية الرومانية (509–27 ق.م.) وأدت إلى قيام الامبراطورية الرومانية (27 ق.م–476 م).

الوضع السياسي-العسكري قبل الحرب

أراضي الامبراطورية الرومانية

دامت الفتن والثورات في الدولة الرومانية مائة عام، حطمت في خلالها كيان الطبقة الأرستقراطية الأنانية القليلة العدد التي كانت تتولى شؤون الحكم في البلاد، ولكنها لم تحل حكومة أخرى محلها. فأما الجمعية فقد أفسدها التعطل والرشوة والخبز ومجالدة الوحوش، فأحالتها إلى جماعة من الغوغاء الجهلة تسيطر عليهم أهواؤهم وشهواتهم، فكانت بذلك عاجزة أشد العجز عن حكم نفسها بله حكم إمبراطورية واسعة الرقعة. وانحطت الديمقراطية حتى أضحت وكأنها هي المعنية بقول أفلاطون: "صارت الحرية إباحية، وأخذت الفوضى تتوسل حتى يوضع حد للحرية". ولم يختلف قيصر مع بمبي في حتى الجمهورية قد ماتت، وأنها أصبحت على حد قوله: اسماً على غير مسمى لا جسم لها ولا صورة". ولم يكن ثمة مفر من الدكتاتورية، ولكنه كان يريد حتى يضع أزمة الأمور في أيدي قيادة تعمل لتقدمها ورقيها، قيادة غير جامدة لا تبقي البلاد على حالها التي تردت فيها، بل تبذل جهودها لتخفيف ما يتغلغل فيها من مفاسد ومظالم وفاقة أفسدت الديمقراطية وهوت بها إلى الحضيض. وكان قيصر وقتئذ في الرابعة والخمسين من عمره، وما من شك في أنه قد أوهنته حروبه الطويلة في غالة، وأنه لم يكن يحب حتى يتورط في محاربة مواطنيه وأصدقائه السابقين، ولكنه كان على فهم بالمؤامرات التي تحاك له، والفخاخ التي تنصب لاقتناصه، وكان يؤلمه أشد الألم حتى تكون هذه المؤامرات والفخاخ هي الجزاء الذي يجزي به من أنجى إيطاليا من الدمار والخراب. وكانت مدة حكمه في غالة تنتهي في اليوم الأول من شهر مارس سنة 49 ق.م، ولم يكن في وسعه حتى يتقدم للقنصلية إلا في خريف ذلك العام، وفي الفترة الواقعة بين الزمنيين يفقد الحصانة التي يسبغها عليه منصبه، ولا يستطيع دخول رومه دون حتى يعرض نفسه للاتهام بأنه خارج على القانون، وهوالسلاح المألوف الذي كانت تلجأ إليه الأحزاب المتنوعة في رومه في نزاعها على السلطة. وكان ماركس مارسلس قد عرض قبل ذلك الوقت على مجلس الشيوخ حتى يعزل قيصر من الولاية قبل انتهاء مدتها، ومعنى هذا الغزل هوالبقاء خارج البلاد أوالمحاكمة، وكان التربيونان قد أنجياه من هذه المكيدة باستخدام ما لهما من حق الاعتراض، ولكن مجلس الشيوخ كان بلا ريب راضياً عن هذا الاقتراح، ونطق كاتوبصريح العبارة إنه يرجوحتى توجه التهمة إلى قيصر، وأن يحاكم وينفى من إيطاليا.


الحرب الأهلية الرومانية الكبرى

عبور الروبيكون

عمود يوليوس قيصر، الذي أمر عنده جنود بالتوجه إلى روما وبدأ الحرب الأهلية، ريميني، إيطاليا.

أما قيصر نفسه فلم يدخر جهداً في العمل على إزالة مسببات النزاع بينه وبين خصومه. فلما حتى طلب مجلس الشيوخ بإيعاز بمبي حتى يتخلى له كلا القائدين عن فيلق يرسله لقتال بارثيا، أجابه قيصر من فوره إلى طلبه، وإن لم تكن القوة الني لديه كبيرة. ولما طلب بمبي إلى قيصر حتى يعيد إليه الفيلق الذي أوفده له قبل عام من ذلك الوقت، بادر أيضاً بإرساله إليه، وإن كان أصدقاؤه قد أبلغوه حتى الفيلقين لم يرسلا إلى بارثيا بل بقيا في كابوا. وطلب قيصر على لسان مؤيديه في مجلس الشيوخ حتى يعاد العمل بقرار الجمعية السابق الذي كان يجيز له حتى يرشح نفسه لمنصب القنصلية وهوغائب عن رومه، ولكن المجلس رفض الاقتراح وطلب إلى قيصر حتى يسرح جنوده. وأحس هوحتى ليس له سند يحميه إلا فيالقه، ولعله لم يكن يعمل لكسب ولائهم له إلا ليقفوا إلى جانبه في مثل هذه الأزمة. غير أنه في ذلك الوقت عرض على مجلس الشيوخ حتى يعتزل هووبمبي منصبيهما- وبدا هذا العرض معقولاً لا غبار عليه في نظر الشعب، حتى أنه كلل جبين رسوله بالأزهار. ووافق المجلس على هذه الخطبة بأغلبية 370 ضد 22، ولكن بمبي أبى حتى يخضع لهذا القرار، حتى إذا أشرف عام 50 على الانتهاء ولم يبق منه إلا بضعة أيام، أعرب حتى قيصر عدوالشعب إذ لم يتخل عن القيادة قبل اليوم الأول من شهر يوليا. وفي أول عام 49 قرأ كوريوCurio على المجلس رسالة من قيصر يعلن فيها استعداده لتسريح جيشه كله عدا فيلقين اثنين إذا جاز له بأن يظل والياً على غالة حتى عام 48، ولكنه أفسد هذا العرض بأن أضاف إليه أنه يرى في رفضه إعلاناً للحرب عليه. ودافع شيشرون عن هذا الاقتراح، ووافق عليه بمبي، ولكن القنصل لنتولس تدخل في الأمر وأخرج كوريوCurio وأنطونيوس نصيري قيصر من المجلس، وبعد نقاش طويل أصدر المجلس على كره منه وبإلحاح لنتولس وكاتوومارسلس إلى بمبي أمراً وسلطة "يعمل بهما على ألا تصاب للدولة بسوء". وتلك تعبير رومانية معناها الدكتاتورية والحكم العسكري.


وتباطأ قيصر وتردد أكثر مما كانت عادته. فقد كان مجلس الشيوخ من الوجهة القانونية على حق فيما عمل، ولم يكن من حقه هوحتى يعرض الشروط التي تعتزل بمقتضاها منصبه وقيادته. وكان يعهد حتى الحرب الأهلية قد تثير الفتنة في غالة وتخرب إيطاليا بأجمعها، ولكنه كان يفهم أيضاً حتى استسلامه معناه إسلام الإمبراطورية للعجز وللرجعية، وترامي إليه في أثناء تفكيره حتى صديقاً من أقرب الأصدقاء إليه ومن أقدر مؤيديه وهوتيتس لبيينس Titus Labienus قد انشق عليه وانضم إلى بمبي، فما كان منه إلا حتى استدعى الفيلق الثالث عشر، أكثر فيالقه ولاء له وأحبها إلى قلبه، وعرض المر كله على رجاله. وكانت أول حدثة نطق بها أمامهم وهي "زملائي الجنود. Commilitones" كافية لكسب قلوبهم، ولمقد يكونوا ينكرون عليه حقه في استعمال هذا اللفظ لأنهم رأوه من قبل يشهجر معهم في الصعاب ويتعرض معهم للأخطار، وكثيراً ما شكوا هم أنفسهم من أنه يجازف بحياته ويعرضها للخطر فوق ما يجب. وكان هوعلى الدوام يخاطبهم بهذا اللفظ بدل اللفظ المقتضب الجاف الذي كان ينطق به من هم أقل منه مجاملة من القواد. وكان معظم رجاله من بلاد الغالة الجنوبية، وهي البلاد التي جعل لأهلها حق المواطنين الرومان، وكانوا يعهدون حتى مجلس الشيوخ قد أبى حتى يعترف لهم بهذه المنحة، وأن أحد أعضائه قد جلد رجلاً من أهلها ليدل بذلك على احتقاره لعمل قيصر، على الرغم من حتى جلد المواطن الروماني كان عملاً لا يجيزه القانون. وكان قيصر قد فهمهم في أثناء حروبهم الطويلة حتى يحترموه- بل حتى يحبوه على طريقتهم الخشنة الصامتة في الحب. وكان قاسياً على الجبناء ومن لا يرعون النظام، ولكنه كان سمحاً ليناً لا يقسوعليهم جزاء لهم على أغلاطهم التي تدفعهم إليها طبيعتهم البشرية، وكان يتغاضى عن أخطائهم الجنسية ويجنبهم ما لا ضرورة له من الأخطار، وكثيراً ما أنجاهم من الهلاك بحنكته وحسن قيادته. وهذا إلى أنه ضاعف أجورهم، ووزع عليهم كثيراً من غنائمه الحربية، ولما اتىوا إليه شرح لهم ما عرضه على مجلس الشيوخ، وكيف قابل المجلس هذه العروض، وذكر لهم حتى الأرستقراطية المتعطلة الفاسدة لا تستطيع حتى توفر لرومه النظام والعدالة والرخاء، وسألهم هل يتبعوه،يا ترى؟ فلم يعارض واحد منهم، ولما نطق لهم إنه ليس لديه مال يؤدي منه أجورهم اتىوا إلى خزائنه بكل ما كان مدخراً لديهم.

التوجه إلى روما والحملة الهسپانية المبكرة

شيشرون يهاجم في مجلس الشيوخ، المتآمر كاتيلينا (فسيفساء من القرن 19 لـچزارى مكاري).
طريق آپيا على بعد 15 كم من روما، حيث التقى كلوديوبـميلون وجهاً لوجه، فنشبت مشاجرة بين العصابتين، انتهت بمقتل كلوديو.
خريطة الطرق التي سلكها قيصر خلال الحرب في هسپانيا وحصار مارسليا

وفي اليوم العاشر من شهر يناير عام 49 ق.م. عبر بأحد فيالقه الروبيكون وهومجرى صغير بالقرب من أريمينوم Ariminum كان هوالجنوبي لغالة الجنوبية. وينطق إنه قد نطق في ذلك الوقت بقوله المأثور: "لقد قضي الأمر" Iacta est alea، وخيل إلى الناس حتى هذا العمل هوالحمق بعينه لأن الفيالق الخمسة الباقية من جيشه كانت لا تزال بعيدة عنه في بلاد غالة لا تستطيع اللحاق بعه إلا بعد عدة أسابيع، على حين حتى بمبي كان لديه عشرة فيالق، أي ستون ألف جندي، وكان من حقه حتى يجند ما يشاء من الفيالق الأخرى، ولديه من المال ما يكفي لتسليحهم وإطعامهم. وانضم بعدئذ إلى قيصر الفيلق الثاني عشر من فيالقه عند بسينوم Picenum، والفيلق الثامن عند كورفنيوم Corfinium، ثم أنشأ ثلاثة فيالق جديدة من أسرى الحرب ومن المتطوعين ومن أهل البلاد؛ ولم يكن يلقي صعوبة في جمع الجنود لأن إيطاليا لم تكن قد نسيت بعد ما قاسته في الحرب الاجتماعية (88)، كانت ترى في قيصر البطل المدافع عن حقوق الإيطاليين. فكانت مدائنها تفتح أبوابها لاستقباله واحدة بعد أخرى، وكثيراً ما خرج سكان بعض هذه المدائن على بكرة أبيهم ليحيوه ويرحبوا به(28)، وقد خط شيشرون في ذلك يقول: "إن المدن تحييه كأنه إله معبود"(29). وقاومت كورفنيوم مقاومة قصيرة الأجل، ثم استسلمت له ولم يسمح لجنوده حتى ينهبوها، وأطلق سراح منه قبض عليهم من الضباط، وبعث إلى معسكر بمبي بكل ما هجره لبيينس Labienus من المال والعتاد. ولم يشأ حتى يصادر ضياع من سقط في يده من الأعداء وإن كان في ذلك الوقت معدماً فقيراً لا يكاد يملك شيئاً من المال- وكانت هذه خطة حميدة يمتاز بها قيصر، كان من أثرها حتى وقفت كثرة الطبقة الوسطى من الأهلين على الحياد. وأعرب في ذلك الوقت أنه سيعد جميع المحايدين أصدقاء له وأنصاراً. وكان في جميع خطوة يخطوها إلى الأمام يعرض عروضاً للصلح على أعدائه. من ذلك أنه أوفد إلى لنتولس Lentulus رسالة يرجوه فيها حتى يستخدم ما يخلعه عليه منصب القنصل من نفوذ ليعيد السلم إلى البلاد، وعرض رسالة خطها إلى شيشرون استعداده لاعتزال الحياة العامة وهجر المجال إلى بمبي على شرط حتى يسمح له بأن يعيش آمناً على حياته. وبذل شيشرون جهده في التوفيق بين القائدين، ولكن منطقه لم يجده نفعاً أمام تعسف الثورة ونادىواها المتعارضة.

ولما تقدم قيصر نحوالعاصمة انسحب بمبي هووجنوده منها وإن كانت جيوشه وقتئذ لا تزال أكثر من جيوش قيصر عدداً. وانسحب من ورائه في غير نظام عدد كبير من الأشراف تاركين وراءهم زوجاتهم وأبناءهم تحت رحمة قيصر. ورفض بمبي عروض الصلح جميعها، وأعرب أنه سيعدّ جميع من لم يغادر رومه وينضم إلى معسكره عدواً له. ولكن الكثرة العظمى من أعضاء مجلس الشيوخ بقيت في رومه، وتذبذب شيشرون بين الفريقين، وكان يحتقر تردد بمبي وخور عزيمته، فقسم وقته بين ضياعه في الريف وسار بمبي إلى برنديزيوم وعبر بجنوده البحر الأدرياوي. وكان يعهد حتى جيشه يعوزه النظام، وأنه في حاجة إلى كثير من التدريب قبل حتى يستطيع الصمود في وجه فيالق قيصر، وكان يرجوحتى يستطيع الأسطول الروماني الذي يسيطر هوعليه حتى يجوع إيطاليا في هذه الأثناء ويدفعها إلى إبادة عدوه.

ودخل قيصر رومه في اليوم السادس عشر من مارس دون حتى يلقى في دخولها أية مقاومة، ودخلها وهومجرد من السلاح لأنه هجر جنوده في البلدان المجاورة لها؛ وأعرب حين دخولها العفوالعام عن جميع أهلها، وأعاد إليها الإدارة البلدية والنظام الاجتماعي. ونادى التربيونان مجلس الشيوخ إلى الانعقاد وطلب إليه قيصر حتى يعينه حاكماً بأمره (دكتاتوراً)، ولكن المجلس لم يجبه إلى طلبه، ثم عرض على المجلس حتى يبعث رسلاً إلى بمبي ليفاوضوه في عقد الصلح فرفض ذلك أيضاً. فطلب المال من الخزانة العامة فوقف في سبيله التربيون لوكيوس متلس Lucius Metellus فلما نطق قيصر إذا النطق بعبارات التهديد أصعب عليه من تطبيقها خضع متلس. واستطاع من ذلك الوقت حتىقد يكون حر التصرف في أموال الدولة، ولكنه كان نزيهاً جميع النزاهة، فأودع في الخزانة العامة جميع ما غنمه من الأموال في حروبه الأخيرة. ولما تم له ذلك عاد إلى جنوده.


الحملات اليونانية والأفريقية

استعد قيصر لملاقاة الجيوش الثلاثة التي كان بمبي وأنصاره يعدونها في بلاد اليونان وأفريقيا وأسبانيا، وأراد حتى يضمن لإيطاليا كفايتها من الحبوب التي تعتمد عليها في حياتها، فأوفد كوريوالمتهور العنيف ومعه فيلقان من جيشه ليستولي على صقلية، فلما هبط في الجزيرة سلمها إليه كاتووانسحب منها إلى إفريقيا، فاندفع وراءه كوريواندفاع رجيولوي، واشتبك معه في معركة لم يكن قد كمل استعداده هولها، فهزم وقتل في ميدان القتال، ولم يندم عند وفاته على ما أصابه بل ندم أشد الندم على ما ألحقه من الأذى بقيصر.

خريطة مدينة برنديزي خلال حصار قيصر.

وكان قيصر في هذه الأثناء قد سار على رأس جيش إلى أسبانيا وكان غرضه من هذا الزحف حتى يضمن عودتها إلى تصدير الحبوب إلى إيطاليا، وأن يحول بينها وبين الهجوم على مؤخرته حين يزحف لملاقاة بمبي، وارتكب في إيطاليا كما ارتكب في غالة عدة أغلاط عسكرية فنية، كانت عاقبتها حتى تعرض جيشه- الذي كان أقل من جيش أعدائه عدداً- للهزيمة وللهلاك جوعاً. ولكنه أنجاه وأنجى نفسه، كمألوف عادته، بسرعة خاطره وشجاعته، فقد حول مجرى أحد الأنهار واستحال الحصار الذي كان مضروباً عليه حصاراً على أعدائه، وظل صابراً زمناً طويلاً حتى يستسلم له الجيش المحاصر وإن كان جنوده قد ملوا الانتظار طويلاً يطالبون بالهجوم على العدو. ثم استسلم أنصار بمبي آخر الأمر وخضعت أسبانيا كلها إلى قيصر (أغسطس سنة 49). وعاد بعدئذ إلى إيطاليا براً، ولكنه عثر الطريق مغلقاً في وجهه عند مرسيليا، وقد وقف أمامه جيش يقوده لوكيوس دمتيوس Lucius Domitius وهوالقائد الذي أسره في كورفنيوم ثم أطلق سراحه. واستولى قيصر على المدينة بعد حتى حاصرها حصاراً شديداً، ثم أعاد تنظيم الإدارة في غالة، ولم يحل شهر ديسمبر حتى عاد ظافراً إلى رومه.

وقوت هذه الحملات مركزه السياسي، كما طمأنت البطون المتخوفة في العاصمة على كفايتها من الطعام، فلم يمانع مجلس الشيوخ وقتئذ في حتى يعينه دكتاتوراً. ولكن قيصر تخلى عن هذا اللقب بعد حتى اختير أحد القنصلين في عام 48 ق.م. ولما عثر أزمة النقد مستحكمة في إيطاليا، لأن اختزان النقود قد سبب انخفاض الأثمان، وأبى المدينون حتى يؤدوا بالنقود الغالية ما استدانوه بالنقود الرخيصة- لما عثر هذا أصدر قراراً يهيج أداء الديون سلعاً بقدر أثمانها محكمون من قبل الحكومة كما كانت تقدر قبل الحرب. وكان يرى حتى هذه "خير وسيلة للاحتفاظ بشرف المدينين ولتبديد أوتقليل الخوف الذي كان يساور البعض من حتى تلغى هذه الديون إلغاء تاماً، وهوالإلغاء الذي يحتمل حدوثه في أعقاب الحروب".

ومن الشواهد الدالة على بطئ سير الإصلاح في رومه قبل ذلك العهد أنه اضطر مرة أخرى حتى يحرم استعباد المدين إذا لم يؤد دينه، وأنه أباح خصم الفوائد التي دفعت قبل ذلك الوقت من أصل الدين، وحدد ثمن الفائدة بواحد في المائة جميع شهر. وأرضت هذه الإجراءات معظم الدائنين لأنهم كانوا يخشون حتى تصادر أموالهم، ولكنها أغضبت المتطرفين الذين كانوا يرجون حتى يسير قيصر على خطة كاتلين فيلغى الديون كلها ويعيد توزيع الراضي على السكان. ووزع قيصر الحبوب على المعوزين وألغى جميع أحكام النفي ما عدا الحكم الصادر على ميلو، وعفا عن جميع من يعود إلى البلاد من الأشراف. ولكن أحداً لم يحمد له اعتداله، ذلك حتى المحافظين الذين عفا عنهم عادوا يأتمرون به ليقتلوه، وبينا كان يقابل بمبي في تساليا Thessaly تخلى عنه المتطرفون وانضموا إلى كئيليوس Caelius بعد حتى وعدهم بإلغاء الديون إلغاء تاماً، وبمصادرة الأملاك الواسعة، وتوزيع الأراضي على الأهلين توزيعاً جديداً.

وفي أواخر عام 49 انضم قيصر إلى الجنود والى الأسطول اللذين جمعهما لصاره في برنديزيوم. وكان اجتياز جيش من الجيوش البحر الأدرياوي شتاء في تلك الأيام عملاً لم يسمع به من أحد قط. ولم يكن في استطاعة الاثنتي عشرة سفينة التي تحت تصرفه حتى تقل من جنوده إلا ستين ألفاً في جميع مرة، وكانت أساطيل بمبي التي تفوقها عدة وعدداً تغدووتروح بين ثغور الشاطئ اللقاء له والجزائر المجاورة لهذا الشاطئ. ولكن قيصر رغم هذا أقلع بجنوده، ونزل في إبيروس ومعه عشرون ألفاً منهم. غير حتى سفنه تحطمت وهي عائدة إلى إيطاليا. ولم يعهد قيصر السبب الذي أخر بقية جيشه، فحاول حتى يعبر البحر مرة أخرى في زورق صغير. وأخذ الملاحون يجدفون والموج يعاكسهم حتى كادوا يغرقون، ولكن قيصر لم تهن عزيمته رغم ما كان يحيط به من أهوال جسام، وأخذ يقوي قلوبهم بهذه العبارة التي لا يبعد حتى تكون من نسج خيال المؤلف:

"لا تخافوا إنكم تحملون قيصر وحظه"،

ولكن الريح والموج قذفا بالقارب إلى الشاطئ الذي بدأ منه، واضطر هوحتى يعود من حيث أتى. وكان بمبي في هذه الأثناء قد استولى بأربعين ألفاً من رجاله على درشيوم Dyrrhachium ومخازنها الغنية، ولكنه عجز عن مهاجمة جيش قيصر الذي تناقص عدده وقلت مؤونته، وكان بمبي في تلك الأيام قد سمن وابتلى بالتردد وخور العزيمة. وبينا كان هوفي تردده جمع ماركس أنطونيوس أسطولاً جديداً حمل عليه ما كان باقياً من جيش قيصر في إيطاليا.

أطلال معبد ساتورن في المنتدى الروماني، حيث قام يوليوس قيصر، بعد قهر الغاليين وإنهاء تهديدهم، بالاستيلاء على الخزينة العامة، المجموعة على مدى سنوات لصد الغزوالغالي، أمام عجز تربيون العامة كوينتوس ككيليومتلوإسكيپيون.

وبذلك أصبح قيصر متأهباً للقتال، ولكنه ما زال يكره حتى يقاتل الروماني رومانياً، فأوفد رسولاً إلى بمبي يعرض عليه حتى يتخلى القائدان كلاهما عن قيادتهما، ولكن بمبي لم يرد عليه فهاجمه وأخفق في هجومه، غير حتى بمبي عجز حتى يتبع النصر بمطاردة عدوه. ثم اغتال ضباط بمبي جميع من سقط في أسرهم من أعداءهم الضباط على الرغم من نصيحة قائدهم الأعلى، أما قيصر فلم يقتل أحداً من أسراه(37)، وهوعمل حمل من قوة جنوده المعنوية بقدر ما أضعف من قوة بمبي. وطلب رجال قيصر إلى قائدهم حتى يعاقبهم على ما أظهروه من الجبن في حربهم الأولى ضد الفيالق الرومانية، فلولم يجبهم إلى ما طلبوه توسلوا إليه حتى يعود بهم إلى ساحة القتال، ولكنه رأى من الحكمة حتى يرتد إلى تساليا ليستريحوا فيها بعض الوقت.

واستقر رأي بمبي وقتئذ على القرار الذي قضى على حياته. فقد أشار عليه أفرانيوس Afranius حتى يعود إلى إيطاليا الخالية من وسائل الدفاع ويستولي عليها؛ ولكن معظم مستشاريه ألحوا عليه حتى يطارد قيصر ويقضي عليه. وبالغ الأشراف الذين كانوا في معسكر بمبي فيما أحرزه من النصر في درهشيوم وظنوا حتى القضية الكبرى قد فصل فيها في ذلك المكان. وهال شيشرون- وكان قد انضم إليهم آخر الأمر- حتى يسمعهم يتنازعون فيما سيعود على جميع منهم بعد حتى يعودوا إلى ما كانوا فيه، وأن يرى ما يتقلبون فيه من الترف وهم في ميدان القتال، فقد كان الطعام يقدم لهم في صحاف من الفضة، وكانت خيامهم مفروشة بالطنافس الوثيرة تزينها الصور الرائعة وطاقات الزهر الجميلة.

وخط شيشرون في ذلك يقول: "وكان البمبيون، ما عدا بمبي نفسه، يحاربون بوحشية شديدة، وينطقون في أحاديثهم بمبادئ القسوة، حتى كان الرعب يستولي عليَّ إذا ما فكرت في نصرهم... إنهم قوم ليس فيهم ما خير إلا قضيتهم.. لقد كانوا يفترضون حتى يعدم أعداؤهم جملة لا أفراداً متفرقين.. وقدر لنتلس نفسه حتى يستولي على بيت هورتنسيوس وعلى حدائق قيصر وباياني". وكان بمبي نفسه أميل إلى التريث وعدم الاشتباك في معركة فاصلة، ولكنه اضطر إلى اعمل برأي مستشاريه لما حتى عيروه بالجبن والخور، فأصدر أمره بالزحف.

ودارت رحى المعركة الفاصلة في فارسالس في اليوم التاسع من شهر أغسطس عام 48 ق.م، وكانت معركة طاحنة دام فيها القتال حتى نهايتها المريرة. وكان جيش بمبي يتألف من ثمانية وأربعين ألفاً من المشاة، وسبعة آلاف من الفرسان؛ أما جيش قيصر فلم يكن يزيد على اثنين وعشرين ألفاً من المشاة؛ وألف من الفرسان. ويقول أفلوطرخس تعليقاً على هذا الموقف.

"وكان عدد قليل من أنبل رجال رومه يشاهدون المعركة عن كثب.. ويفكرون فيما صارت إليه الإمبراطورية بسبب المطامع الشخصية..لقد التقت في هذا المكان زهرة شباب المدينة الواحدة وعماد قوتها في صراع عنيف، وحسبنا هذا برهاناً قاطعاً على ما في الطبيعة البشرية من عمى وجنون إذا ما أثيرت شهواتها".

لقد كان أقرب الأقارب، بل كان الأخوة أنفسهم، يقاتل بعضهم بعضاً في الجيشين المتعاديين. وقد أمر قيصر رجاله حتى يبقوا على حياة جميع من يستسلم من الرومان، أما الشباب الأرستقراطي ماركس بروتس فقد أمرهم قيصر حتى يقبضوا عليه دون حتى يصيبوه بأذى، فإذا لم يجدوا سبيلاً إلى هذا فليسمحوا له بالفرار. وروع البمبيون لتفوق أعدائهم القيادة، والتدريب، والقوة المعنوية. وقُتل منهم وجُرح خمسة عشر ألفاً، واستسلم عشرون ألفاً، وولى الباقون الأدبار. ونزع بمبي شارة القيادة عن رجاله وفر مع من فروا من رجاله. ويخبرنا قيصر أنه لم يفقد من رجاله إلا مائتين- وهوقول يحملنا على الشك في خطه كلها. وأخذ رجاله يتندرون بما في خيام أعدائهم من وسائل الزينة، وبما وجدوه فيها من الموائد المثقلة بالطعام الشهي الذي أعد لساعة الاحتفال بالنصر. وأكل قيصر عشاء بمبي في خيمة بمبي نفسه.


صراع الوراثة المصرية

تمثال كليوپاترا السابعة.
هدايا قيصر إلى كليوپاترا، رسم جان-ليون جيروم.
الأهرامات ونهر النيل.

وسار بمبي على ظهر جواده الليل كله حتى وصل إلى لارسا Larissa، وركب منها سفينة أقلته إلى الإسكندرية، وعرج في طريقه على متليني Mytilene حيث انضمت إليه زوجته، وطلب إليه سكانها حتى يقيم معهم، ولكنه رفض طلبهم في أدب ومجاملة، ونصحهم حتى يستسلموا للفاتح في غير خوف لأن "قيصر" على حد قوله "رجل عامر القلب بالصلاح والرحمة". وفر بروتس أيضاً إلى لارسا، ولكنه أطال المكث فيها ووجّه منها رسالة إلى قيصر. وأبدى القائد المنتصر أشد الاغتباط حين سمع حتى بروتس، حي يرزق، وعفا عنه من فوره، كما عفا عن كاسيوس استجابة لرغبة بروتس. وكان كذلك ليناً في معاملة أمم الشرق التي أيدت بمبي مدفوعة إلى ذلك بمشيئة الطبقات العليا المسيطرة عليها. ووزع ما جمعه بمبي من الحبوب على سكان بلاد اليونان الجياع، ولما اتىه الأثينيون يطلبون إليه حتى يعفوعنهم، أجابهم وعلى شفتيه ابتسامة اللوم بقوله: "إلى متى ينجيكم مجد آباءكم الأولين من موارد الهلاك التي توردونها أنفسكم؟".

وأكبر الظن حتى بعضهم قد حذر قيصر من حتى بمبي يفكر في معاودة القتال معتمداً على جيش مصر ومواردها، وعلى القوة التي كان كاتوولبينس Labienus ومتلس يعدونها في يتكا Utica. ولكن وقع بعد حتى وصل بمبي إلى الإسكندرية حتى أمر بوثينس Pothinus خصى الشاب بطليموس الثاني عشر ووزيره خدمة حتى يقتلوه، ولعله عمل ما عمل راتى حتى يكافئه عليه قيصر. فقد طعن القائد طعنة نجلاء حين وطئت قدماه شاطئ مصر، بينا كانت زوجته تنظر إليه في هلع وهي على ظهر السفينة التي أقلتهما إلى تلك البلاد. فلما اتى قيصر أهدى إليه رجال بوثينس رأس القائد الذي فصل عن جسده، فولى وجهه عنهم في هلع، وأخذ يبكي من فرط تأثره بهذا الشاهد الجديد على حتى الناس كلهم يلقون مصيراً واحداً، وإن اختلفت الوسائل المؤدية إلى هذا المصير. ونزل قيصر في قصر البطالمة الملكي وشرع ينظم شؤون تلم المملكة القديمة.

أخذت مصر بعد وفاة بطليموس السادس تسير مسرعة في طريق الاضمحلال وعجز ملوكها عن الاحتفاظ بنظامها الاجتماعي أوحريتها القومية؛ وأخذ مجلس الشيوخ الروماني يقوي فيها سلطانه ويملي عليها إرادته، بل إنه أقام حامية رومانية في الإسكندرية. وكانت منطقيد الحكم قد آلت بعد وفاة بطليموس الحادي عشر الذي أجلسه بمبي وجابنيوس على العرش إلى أبنه بطليموس الثاني عشر وابنته كيلوبطرة، وذلك لأن والدهما قد أوصى قبل وفاته حتى يرثا الملك من بعده، وأن يتزوج الأخ أخته ويشهجرا في حكم البلاد معاً.

وكانت كليوبطرة من أصل يوناني مقدوني، وأكبر الظن أنها كانت أقرب إلى الشقرة منها إلى السمرة. ولم تكن بارعة الجمال ولكن قوامها الرشيق المعتدل. وخفة روحها، وتنوع ثقافتها"، ودماثة خلقها، وحسن صوتها، مضافة إلى مقامها الملكي قد جعلتها فتنة لكل من رآها تسلبه لبه وإن كان قائداً رومانياً. وكانت على فهم بتاريخ اليونان وآدابهم وفلسفتهم، تجيد الحديث باللغات اليونانية والمصرية والسورية، وينطق إنها كانت تتقن لغات أخرى غير هذه. وقد جمعت إلى فتنة أسبازيا الذهنية فتنة المرأة المتحللة إلى أقصى حد من القيود الخلقية. وينطق إنها ألفت رسالة في مستحضرات التجميل، وأخرى في المقاييس والموازين والنقود المصرية، وموضوع الرسالة الثانية موضوع مغر جذاب. وكانت إلى هذا حاكمة قديرة وإدارية ماهرة، نجحت في نشر التجارة المصرية، وارتقت على يديها الصناعة؛ وكانت تجيد تدبير الشؤون المالية حتى في الوقت الذي كانت تنصب فيه شراك الحب. وقد جمعت إلى هذه الصفات شهوة جسدية قوية، ووحشية عنيفة تصب على أعدائها العذاب والموت صباً، ومطامع سياسية بعيدة، تحلم ببناء إمبراطورية واسعة، ولا تحترم في سبيل الوصول إلى غايتها قانوناً إلا قانون النجاح. ولوأنها لم يجر في عروقها دم البطالمة المتأخرين الداعرين لكان من الجائز حتى تحقق غرضها وتصبح ملكة تحكم دولة واسعة الرقعة تضم بلاد البحر الأبيض المتوسط. وكانت تدرك حتى مصر لم تعد قادرة على البقاء مستقلة عن الدولة الرومانية، ولم تر ما يمنعها حتى تكون هي المسيطرة على الدولة المتحدة.

وقد استاء قيصر حين عهد حتى بوثينس نفى كيلوبطرة، ونصب نفسه نائباً عن بطليموس الشاب يحكم باسمه، ولذلك أوفد إليها سراً، واتىته سراً وقد احتالت على الوصول إليه بأن أخفت نفسها في فراش حمله تابعها أبولودورس Apollodorus إلى مسكن قيصر. وذهل القائد الروماني حين رآها، وأسرته بشجاعتها وسرعة بديهتها، وهوالذي لم يدع فوزاته في ميدان القتال تربى على فوزاته في ميادين الحب. ووفق بينها وبين بطليموس وأجلسها هي وأخاها على عرش مصر كما كانا من قبل. وعهد قيصر من أخيه حتى بوثينس هووالقائد المصري أخلاس Achillas كانا يأتمران به ليقتلاه ويبيدا القوة العسكرية الصغيرة التي اتىت معه إلى مصر، فدبر في الخفاء اغتيال بوثينس، وفر أخلاس، واتصل بالجيش المصري، وحرضه على الثورة. وسرعان ما امتلأت الإسكندرية بالجنود ينادون بالويل والثبور لقيصر، ويحرض ضباط الحامية الرومانية التي وضعها مجلس الشيوخ في تلك المدينة على الانضمام إلى الجيش الثائر ضد هذا الدخيل الخائن الذي سولت له نفسه حتى يقرر وراثة عرش البطالمة، وأن يعمل على حتى يولد من صلبه من يرث هذا العرش في المستقبل.

وعمل قيصر في هذا الظرف الحرج ما كانت تسعفه حيلته، فأحال القصر الملكي والملهى المجاور له إلى قلعتين تحصن فيهما هوورجاله. ثم أوفد يطلب المدد من آسيا الصغرى وسوريا ورودس. ولما استوعب حتى أسطوله الضعيف الذي لم يكن فيه من يحميه لن يلبث حتى يقع في يد أعدائه، أمر به فحرق والتهمت النار جزءاً من مخطة الإسكندرية لا نعهده على وجه التحديد. ورأى حتى لابد له من الاستيلاء على جزيرة فاروس لأنها هي المدخل الذي يمكن حتى يصل إليه منه المدد المنتظر، فهاجمها هجوم اليائس، واستولى عليها، ثم جلا عنها، ثم عاد فاستولى عليها. وحدث في إحدى هذه المعارك حتى اضطر إلى السباحة في البحر لينجومن الموت بعد حتى صوبت إليه عاصفة من السهام، وذلك حين قذف المصريون به وبأربعمائة من رجاله إلى البحر بعيداً عن الحاجز الذي كان يصل الجزيرة بأرض المدينة. وظن بطليموس الثاني عشر حتى الثوار قد حالفهم النصر، فخرج من القصر وانضم إليهم واختفى من التاريخ. ولما اتى المدد إلى قيصر هزم به المصريين وحامية مجلس الشيوخ في معركة النيل، وكافأ كليوبطرة على إخلاصها له في هذه الأزمة بأن عين أخاها الأصغر بطليموس الثالث عشر ملكاً معها على مصر، فجعلها بذلك حاكمة البلاد الحقيقية.

ويصعب علينا حتى ندرك السر في بقاء قيصر تسعة أشهر في الإسكندرية، والجيوش تجيش لقتاله في يتكا Utica، ورومه في أشد الحاجة إلى يده الصناع، لأن كئيليوس Caelius وميلوينفخان فيها نار الثورة عليه. فلعله كان يحس بأنه جدير ببعض الراحة واللهوبعد حروب دامت عشر سنين؛ وفي هذا يقول سيوتونيوس Suetonius إنه كثيراً ما كان يقضي الليل كله حتى مطلع الفجر يلهومع كيلوبطرة، وكان بوده حتى يسير معها في قاربها من أقصى مصر إلى أقصاها حتى يصلا إلى بلاد الحبشة لولا حتى هدده جنوده بالخروج عليه"، لأن جميع واحد منهم لم يجد له فتاة لعوباً. أولعل شهامته قد أجبرته على حتى ينتظر حتى تفيق كيلوبطرة من آلام الوضع، فقد وضعت طفلاً في عام 47 ق.م سمي قيصريون Caesarion، ويقول ماركس أنطونيوس إذا قيصر اعترف بأنه ولده. ولا يبعد حتى تكون قد أسرت إليه تلك الفكرة الجميلة فكرة حتىقد يكون ملكاً ويتزوجها فيجتمع بذلك عالم البحر الأبيض المتوسط تحت فراش واحد.

الحرب ضد فارناكس

كوريا جوليا، حيث اجتمع مجلس الشيوخ الروماني، كان قد أمر ببنائه قيصر أثناء ديكتاتوريته، بعد تدمير كوريا هوستيليا، على يد أتباع كلوديو.

ذلك كله افترض وهوإلى ذلك إثم؛ فليس ثمة ما يؤده إلا ما نستخلصه من الشواهد والقرائن المفصلة. وما من شك في أنه عاد إلى نشاطه حين عهد حتى فرناكس Pharnaces بن مثرداتس قد استولى مرة أخرى على بنتس Pontus وأرمينيا الصغرى، وأنه أخذ يدعوبلاد الشرق إلى الثورة من حديث على رومه المنقسمة على نفسها. ووضحت في ذلك الوقت حكمته في "تهدئة" أسبانيا وغالة قبل لقائه بمبي؛ فلوحتى الغرب ثار عليه وقت حتى ثار الشرق لكان من المرجح حتى تتصدع أركان الدولة وأن يزحف "البرابرة" نحوالجنوب، وألا تشهد رومه قط عصر أغسطس. لكن قيصر حال دون ذلك كله؛ فقد بدأ بإصلاح أمر فيالقه الثلاثة، ثم غادر مصر في شهر يونية من عام 47 ق.م، وسار بسرعته المعتادة على طول شواطئ مصر وسوريا وآسيا الصغرى إلى بلاد بنتس وهزم فرناسس في واقعة زيلا Ziela (2 أغسطس)، وبعث من ميدان القتال إلى صديق له بهذا الخبر القصير البليغ: "جئت، ورأيت، وهزمت" veni, vidi, vici. وقابله شيشرون عند تارنيم (26 سبتمبر)، وطلب إليه حتى يعفوعنه وعن غيره من المحافظين، فأجابه إلى ما طلب وأظهر له الرضا والود، وهاله بعد حتى عاد إلى رومه حتى الحرب الأهلية قد استحالت في العشرين شهراً التي قضاها بعيداً عنها إلى ثورة اجتماعية، وأن دلابلا Dolabella زوج ابنة شيشرون انضم بقوته إلى كئيليوس وعرض على الجمعية مشروع قانون بإلغاء جميع الديون، وأن أنطونيوس أطلق جنوده على صعاليك دلابلا المسلحين، وأن ثمانمائة من الرومان قتلوا في السوق العامة. وكان كئيليوس قد استخدم سلطته وهوبريتور Praetor فأعاد ميلوإلى رومه، ونظما معاً جيشاً في جنوبي إيطاليا، وطلبا إلى الأرقاء حتى ينضموا إليهما في ثورة جائحة على النظام القائم. ولم يلقيا في هذه الثورة إلا قليلاً من النجاح، ولكن روح الثورة كانت قد أشربت بها جميع النفوس، فكان المتطرفون في رومه يحتفلون بذكرى كاتلين وينثرون الأزهار مرة أخرى على قبره. وكان جيش بمبي في إفريقيا قد ازداد عدده حتى أضحى في قوة الجيش الذي هزم في فرسالس. وكان سكستس Sextus بن بمبي قد أنشأ في أسبانيا جيشاً جديداً، وتعرضت إيطاليا مرة أخرى لخطر انقطاع الحبوب عنها. تلك هي الأحوال التي كانت قائمة في شهر أكتوبر من عام 47 حين عاد قيصر إلى رومه والى زوجته كلپورنيا calpurnia ومعه كيلوبطرة وأخوها- زوجها الغلام وقيصرون.

الحملة التالية في أفريقيا والحرب على كاتو

تمثال كاتو.

وشرع في الأشهر القليلة التي أتيحت له بين الحروب يعيد النظام إلى رومه. ولما عين حاكماً بأمره من حديث استرضى المتطرفين إلى حين بإلغاء القانون الأخير من قوانين صادرة، وألغي في رومه جميع ما قل عن ألفي سسترس من أجر الأراضي. وحاول في الوقت نفسه حتى يهدئ مخاوف المحافظين فعين ماركس بروتس حاكماً على بلاد غالة الجنوبية. وأكد لشيشرون وأتكس أنه لن يثير حرباً على نظام الملكية، وأمر بإعادة تماثيل صلا التي حطمها الرعاع. ولما وجه أفكاره نحوبمبي وأنصاره ساءه وثبط من همته حتى يسمع حتى أكثر جنوده ولاء له قد ثاروا عليه، لأنهم لم يتسلموا مرتباتهم من زمن بعيد وأنهم يرفضون الإنجاز إلى أفريقيا. وكانت خزائن الدولة وقتئذ خاوية أوشبه خاوية، فجمع ما يحتاجه من المال بمصادرة أموال الأشراف الذين خرجوا عليه وبيعها. ولما سئل في ذلك نطق غنه قد تفهم حتى الجند يعتمدون على المال، وان المال يعتمد على القوة، والقوة تعتمد على الجند. ثم ظهر فاتىة بين الجنود المتمردين، وجمعهم حوله ونطق لهم في هدوء إنه قد سرحهم، وإن في مقدورهم حتى يعودوا إلى منازلهم، وإنه سيؤدي إليهم جميع ما تأخر من رواتبهم بعد حتى يتم له النصر في أفريقيا على يد "غيرهم من الجنود".

ويقول أبيان إنهم "لما سمعوا هذا القول استولى عليهم الخجل جميعاً لأنهم تخلوا عن قائدهم في الساعة التي يحيط به العدومن جميع جانب.. فصاحوا بأنهم نادمون على خروجهم عليه، وتوسلوا إليه حتى يحتفظ بعم في خدمته" فأجابهم إلى ما طلبوا في إباء ساحر، وأبحر بهم إلى أفريقيا.

والتقى في اليوم السادس من شهر إبريل سنة 46 ق.م بقوى متلس سبيوMetellus Scipio في ثبسوس ولبينس Labienus وجوبا الأول Juba 1 ملك نوميديا مجتمعة. وخسر المعركة الأولى في هذه المرة أيضاً، ولكنه عمل ما عمله من قبل، فأعاد تنظيم صفوفه وهجم بها على عدوه وانتصر عليه. ولامه جنوده المتعطشون للدماء على ما أظهره من رأفة بأعدائه في فرسالس، واعتقدوا أنه لولا هذه الرحمة لما اضطروا إلى قتال هؤلاء الأعداء مرة أخرى، ولذلك قتلوا من جنود بمبي الثمانين ألفاً نحوعشرة آلاف ولم تأخذهم بهم رأفة، لأنهم لم يريدوا حتى يلتقوا بهؤلاء الجنود مرة أخرى في ميدان القتال. وانتحر وفر سبيوومات في مناوشة بحرية، وهرب كاتوومعه سرية من جنوده إلى بُتِكا.

ولما اقتفى أثره وأراد الضباط حتى يصدوه عن المدينة، أقنعهم كاتوبأنه لا جدوى من عملهم هذا، وأعد المال لمن أرادوا القتال، ولكنه أشار على ابنه بالاستسلام لقيصر. أما هونفسه فقد رفض كلتا الخطتين، وقضى السهرة في بحوث فلسفية. ثم آوى إلى حجرة نومه، وقضى شطراً من الليل يقرأ فيدون Phaedo لأفلاطون. وأيقن أصدقاؤه أنه سيقتل نفسه فأخذوا سيفه من جانبه. فلما غفلت أعينهم أمر خادمه حتى يأتيه بالسيف، وتظاهر بالنوم ساعة من الليل، ثم قام وأمسك بسيفه وبقر به بطنه؛ وهرول إليه أصدقاؤه، وأعاد الطبيب أحشاءه إلى بطنه، وخاط الجرح، وضمده، ولكنهم لم يكادوا يخرجون من الحجرة حتى حمل كاتوالضمادات عن الجرح وأعاد فتحه وأخرج منه أحشاءه، وقضى نحبه.

ولما اتى قيصر كان أشد ما أحزنه حتى لم تتح له الفرصة للعفوعن كاتو، وأن جميع ما يستطيع حتى يعمله عن ولده. وشيع أهل يُتِكا الرواقي المنتحر في مشهد حافل كأنهم يعهدون أنهم يدفنون معه جمهورية كادت تبلغ من العمر خمسة قرون.

الحملة الهسپانية الثانية ونهاية الحرب


تأريخ

ما يعهد اليوم بالجمهورية الرومانية.
أطلال مجلس القيصر، (روما).
  • 49 ق.م
    • 1 يناير: تلقى مجلس الشيوخ الروماني مقترح من يوليوس قيصر بأن يتخلى هووپومپي في وقت واحد. رد مجلس الشيوخ بأن يسلم القيصر قيادته فوراً.
    • 10 يناير: قاد يوليوس قيصر جيشه عبر الروبيكون، الذي ينفعصل بسلطته القضائية عن (كيسالپين گاول) مجلس الشيوخ في (إيطاليا)، فأدى هذا إلى إندلاع حرب أهلية.
    • فبراير فر پومپي إلى إپيروس (في اليونان الغربية) برفقة معظم أعضاء مجلس الشيوخ.
    • 9 مارس، تقدم يوليوس قيصر تجاه الپومپية في هسپانيا.
    • 19 أبريل، ضرب يوليوس قيصر حصاراً على ماسيليا حيث لوكيوس دوميتيوس أهنوباروس الموالي لپومپي، فرض الحصار گايوس تربونيوس الموالي لقيصر.
    • يونيووصل قيصر إلى هسپانيا، حيث كان قادراً على الإستيلاء على ممرات البرانس وهزمته قوات أفرانيوس وپتريوس.
    • 30 يوليو، قيصر يحاصر جيش أفرانيوس وپتريوس في إلردا.
    • 2 أغسطس، الپومپيون يسلمون إلردا لقيصر.
    • 24 أغسطس: Caesar's general Gaius Scribonius Curio, is defeated in North Africa by the Pompeians under Attius Varus and King Juba I of Numidia (whom he defeated earlier in the Battle of Utica, in the Battle of the Bagradas River), and commits suicide.
    • سبتمبر Decimus Junius Brutus Albinus, a Caesarian, defeated the combined Pompeian-Massilian naval forces in the naval Battle of Massilia, while the Caesarian fleet in the Adriatic was defeated near Curicta (Krk)
    • 6 سبتمبر، إستسلات ماسيليا للقيصر، الذي عاد بعدها لهسپانيا.
    • أكتوبر عُين القيصر ديكتاتور على روما، بعد فوزه في إنتخابات عقدها كقنصل وإستنطق بعد 11 يوم.
  • 48 ق.م:
    • 4 يناير، رسى القيصر بقواته في درشيوم
    • مارس، أنطنيوينضم للقيصر
    • أبريل معركة درشيوم
    • 10 يوليو: درشيوم، Julius Caesar barely avoids a catastrophic defeat to Pompey in Macedonia, he retreats to Thessaly.
    • 9 أغسطس: Battle of Pharsalus: Julius Caesar decisively defeats Pompey at فارسالوس and Pompey flees to Egypt.
    • نُصب يوليوس قصير قنصل لخمس سنوات.
    • 28 سبتمبر، عهد قيصر حتى پومپي قد أغتيل.
    • حصار الإسكندرية
    • أكتوبر، فارناكس، ملك البسفور هزم the Caesarian Gnaeus Domitius Calvinus في معركة نيكوپوليس (أونيكوپول)
    • ديسمبر : معركة الإسكندرية، مصر بين قوات القيصر وحليفته كليوپاترا السابعة ضد الملك بطليموس الثالث عشر الملكة أرسينوي الرابعة. فيما بعد هُزم الحليفا، وفرا من المدينة؛ أصبحت كليوپاترا ملكة لمصر. أثناء المعركة احترقت أجزاء من مخطة الإسكندرية.
    • سُمي القيصر ديكتاتور لعام واحد.
  • 47 ق.م
    • فبراير: القيصر وحليفته كليوپاترا هزما قوات الملكة الملكة أرسينوي الرابعة في معركة النيل، قُتل بطليموس، ثم خلص قيصر قواته المحاصرة في الإسكندرية.
    • مايو: هزم قيصر فارناكس الثاني من پنطس، ملك البسفور في معركة زلا. (وتلك كانت الحرب التي وصفها قيصر بعبارته الشهيرة veni, vidi, vici.)
    • الملكة كليوپاترا السابعة شجعت شقيقها الأصغرى بطليموس الرابع عشر على مشاركتها في الحكم.
    • أغسطس، Caesar quelled a mutiny of his veterans in Rome.
    • أكتوبر، غزوقيصر لأفريقيا، ضد متلوس سكيپوولابينوس، قادة القيصر السابقون في گاول.
  • 46 ق.م
    • 4 يناير: Caesar narrowly defeats his former second in command Titus Labienus in the معركة روسپينا؛ nearly 1/3 of Caesar's army is killed.
    • 6 فبراير: Caesar defeats the combined army of Pompeian followers and Numidians under Metellus Scipio and Juba in the Battle of Thapsus. Cato commits suicide. Afterwards, he is accorded the office of Dictator for the next ten years.
    • نوفمبر: Caesar leaves for Farther Hispania to deal with a fresh outbreak of resistance.
    • Caesar, in his role as Pontifex Maximus, reforms the Roman calendar to create the التقويم اليوليوسي. The transitional year is extended to 445 days to synchronize the new calendar and the seasonal cycle. The Julian Calendar would remain the standard in the العالم الغربي for over 1600 years, until superseded by the التقويم الگريگوري في 1582.
    • قيصر يعين حفيد أخيه Gaius Octavius وريثاً له.
  • 45 ق.م.
    • 1 يناير: بدء تطبيق التقويم اليوليوسي
    • 17 مارس: In his last victory, Caesar defeats the Pompeian forces of Titus Labienus وپومپي الأصغر في معركة موندا. پومپي الأصغر was executed, and Labienus died in battle, but Sextus Pompey escaped to take command of the remnants of the Pompeian fleet.
    • قدامى المحاربين في فيالق قيصر Legio XIII Gemina and Legio X Equestris demobilized. The veterans of the 10th legion would be settled in ناربو, while those of the 13th would be given somewhat better lands in إيطاليا نفسها.
    • Caesar probably writes the Commentaries in this year
  • 44 ق.م
    • يوليوس قيصر يسمى Dictator perpetuo ("ديكتاتور إلى الأبد")
    • يوليوس قيصر يلقى مصرعه في 15 مارس، منتصف مارس.

أعقاب الحرب الأهلية

وفاة يوليوس قيصر، رسم ڤينشنزوكاموتشيني، 1798.

فيما بعد أُعلن قيصر ديكتاتور لعشر سنوات ثم ديكتاتور أبدي. ذلك الترتيب الأخير بالتخلص علناً من الحد الأقصى لمدد الحكم، أشعل مؤامرة أدت إلى اغتياله في منتصف مارس في 44 ق.م. بسبب تلك المخاوف. في أعقاب هذا، كان على أنطونيوواوكتاڤيوس، ابن قيصر بالتبني (فيما بعد القصير أغسطس) خوض حرب أهلية أخرى ضد فلول فصيل الاوپتيماتيون والليبراتوريون، لكنهم لاقوا هزيمة ساحقة بمهارة مارك أنطونيو، الذي كان قادراً على هزيمة معارضيه الرئيسيين، واوكتاڤيوس، بالرغم من إجتياح معسكره، إلا أنه هرب من الأسر.

الهامش

  1. ^ Kohn, G.C. Dictionary of Wars (1986) p. 374
  2. ^ Hornblower, S., Spawforth, A. (eds.) The Oxford Companion to Classical Civilization (1998) pp. 219-24
  3. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

ببليوگرافيا

  • The Commentarii de Bello Civili (Commentaries on the Civil War), events of the Civil War until immediately after Pompey's death in Egypt.
  • De Bello Hispaniensi (On the Hispanic War) campaigns in Hispania
  • De Bello Africo (On the African War), campaigns in North Africa
  • De Bello Alexandrino (On the Alexandrine War), campaign in Alexandria.
  • E.S. Gruen, The Last Generation of the Roman Republic, California U.P. 1974, pp. 449–497. ISBN 0-520-20153-1
  • Gelzer, Caesar — Politician and Statesman, Chapter 5. Harvard University Press, 1968.
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:46:41
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using deprecated image syntax, نزاعات القرن الأول ق.م., حروب مدنية في الجمهورية الرومانية, يوليوس قيصر, كليوپاترا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المعارضة تستعجل العلمي لعقد اجتماع لجنة “ضبط الأسعار”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

زيلينسكي يضع “أهم شرط” لإبرام اتفاق مع روسيا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:29
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 48%

تطورات مثيرة في قضية جريمة قتل شاب في موقف عشوائي للسيارات بفاس

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:30
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 38%

تشيلسي مُهدد بالاستبعاد من الدوري الإنجليزي الممتاز

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:16:20
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

مصرع 3 سياح فرنسيين احتراقا إثر حادثة سير ضواحي ورزازات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:32
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 41%

بسبب حرب أوكرانيا.. البرازيل تلجأ إلى المغرب للحصول على الأسمدة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:27
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 37%

الحكم على نجم سيلتا فيغو "سانتي مينا" بالسجن 4 سنوات

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:16:24
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

النادي البلدي النسوي العيون يتعادل وديا مع مولنبيك البلجيكي (2-2)

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:16:24
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

مساعد رونار السابق يكشف سراً عن زياش ومزراوي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:25
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 48%

اعتقال 5 أشخاص بفاس بسبب 4 كلغ من الحشيش في كبسولات داخل أمعائهم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:35
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

بالفيديو: لمجرد وإليسا يطلقان أغنيتهما الجديدة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:31
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

وزيرة الدفاع الإسبانية ترد على اتهام المغرب بالتجسس على سانشيث

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-04 21:15:26
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية