بعبارة "نيمار هلالي"، أعلن نادي الهلال السعودي رسميا على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي المعروفة سابقا باسم تويتر تعاقده مع المهاجم البرازيلي قادما من .

وأضاف بالبرتغالية بدون الكشف عن تفاصيل "موهبة رائعة لفتت انتباه الجميع".

هكذا إذن، وبعد ست سنوات متفاوتة قضاها في باريس سان جرمان الفرنسي، وضع النجم البرازيلي نيمار حدا لمغامرته الباريسية من خلال انتقاله المدوّي إلى نادي الهلال السعودي.

وبذلك ينضم نيمار إلى كوكبة من النجوم الآخرين في الدوري السعودي مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والسنغالي ساديو مانيه (النصر)، الفرنسيين كريم بنزيمة ونغولو كانتي (الاتحاد) والجزائري رياض محرز (الأهلي). كما سينضم الى نجوم آخرين في فريقه الجديد على غرار البرتغالي روبن نيفيش، الصربي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش، السنغالي خاليدو كوليبالي ومواطنه مالكوم.

ويذكر أن نيمار وصل إلى باريس سان جرمان عام 2017 قادما من برشلونة الإسباني مقابل مبلغ عالمي قياسي آنذاك قدره 220 مليون يورو، إلا أنّ النجم البرازيلي تحوّل لاحقا إلى لاعب غير مرغوب فيه بباريس، خلال مواسم تميّزت بسلسلة من الإصابات والمغامرات اللامتناهية.

اقرأ أيضاكرة القدم: اللاعب البرازيلي نيمار يوقع عقدا لخمس سنوات مع باريس سان جرمان

وبعد أن دُفع باتجاه الخروج، وافق نيمار على العرض الذهبي من المملكة الخليجية الغنية بالنفط، حيث سيتقاضى في الهلال راتبا ضخما مقدّرا بحسب مصدر في السعودية بـ"100 مليون يورو (109 مليون دولار) سنويا، ومثلها لنادي باريس سان جرمان"، مشيرا إلى أن اللاعب كان يفاوض على عقد لعامين بدلا من ثلاث سنوات.

المغادرة من أجل إرضاء مبابي؟

ولكن، لا يمكن فصل موقف نيمار (31 عاما) تماما عن موقف ، الذي جعل رحيل البرازيلي أحد شروط تجديد عقده في العام 2022، إذ يأتي الإعلان عن توقيع نيمار في المملكة العربية السعودية، تزامنا مع اقتراب بطل كأس العالم 2018 من إبرام صفقة تجديد عقده مع نادي العاصمة الفرنسية، عقب مفاوضات حادة وتكهنات حول عن انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني.

هذا، وواجه نيمار تحديات كبيرة خلال فترته في باريس، بل يمكن وصفها بالـ "فوضى الكبيرة".

فبعد دوره الكبير في الـ"ريمونتادا" الشهيرة لمصلحة برشلونة أمام سان جرمان في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا عام 2017، اعتقد النادي الفرنسي المملوك قطريا أنه أبرم صفقة مدوّية من خلال التعاقد مع الفتى الذهبي مبابي ونجم المنتخب البرازيلي نيمار.

لكنّ لاعب سانتوس السابق، الذي كان أحد أضلاع "الثلاثي الشهير" في كاتالونيا مع الأرجنتيني والأوروغوياني لويس سواريس، حيث فاز معهما بلقب دوري الأبطال عام 2015، خالف الآمال الكبيرة التي كانت معقودة عليه.

اقرأ أيضانهائي دوري أبطال أوروبا: آمال سان جرمان معقودة على نيمار وبايرن يسعى لتدارك أخطاء الدفاع

وبـ 118 هدفًا و70 تمريرة حاسمة في 173 مباراة في جميع المسابقات، فإن سجله الرقمي لم يكن ضعيفا، لكنه لم يتمكن من قيادة سان جرمان إلى لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن حطم بايرن ميونيخ الألماني أحلامه في النهائي عام 2020.

"القشّة التي قصمت ظهر البعير"

كانت تلك الهزيمة ضد بايرن ميونيخ الألماني بمثابة "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، حيث تدهورت علاقته بالجمهور الباريسي. ومنذ العام 2019، بعد عامين فقط من وصوله، أراد نيمار مغادرة ناديه للعودة إلى برشلونة لكن المسؤولين القطريين رفضوا الأمر قبل تمديد عقده إلى غاية 2027.

اقرأ أيضادوري أبطال أوروبا: بايرن ميونيخ يطيح بباريس سان جرمان ويتوج بلقبه السادس

ثم اختلف الوضع دراماتيكيا العام الماضي مع صعود أسهم مبابي داخل أروقة النادي وتعيين لويس كامبوس "مستشارا لكرة القدم". حينها، فتح سان جرمان الباب أمام رحيله، وهو ما لم يتحقق بسبب الراتب الباهظ للاعب، والمقدّر بنحو 30 مليون يورو سنويًا.

لكن الإصابة الجديدة التي تعرّض لها البرازيلي في الكاحل ثمّ الجراحة التي خضع لها في آذار/مارس الماضي، عززت رغبة باريس في التخلي عن مهاجم السيليساو، رغم عروضه الممتازة في النصف الأول من الموسم الماضي.

تلى ذلك عام آخر مخيّب جدا للآمال، احتفظ خلاله سان جرمان بصعوبة بلقب الدوري الفرنسي للمرة الحادية عشرة، وأبدى الأخير تصميما على ضخ دماء جديدة في صفوفه مع رحيل ميسي والإسباني سيرخيو راموس وقرب رحيل الإيطالي ماركو فيراتي المرجح انضمامه أيضا إلى الهلال السعودي.

وإلى ذلك، واجه نيمار خلال الفترة الأخيرة اعتراضات واسعة من قبل جماهير الألتراس الذين تظاهروا أمام منزله في أيّار/مايو الماضي. لتكون تلك الشرارة الأخيرة التي أوصلت إلى الطلاق النهائي بين الطرفين.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز