في تعليقه على البيان الصادر عن وزارة الخارجية المغربية يوم الخميس 19 غشت، المتعلق بموقف المغرب الرافض للمشاركة في اجتماع بريكس/ إفريقيا، المرتقب عقده في 24 غشت الجاري بجنوب إفريقيا، قال عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “السياسة الخارجية المغربية تعتمد أساسا على العلاقات الثنائية مع الدول، وهذه العلاقات تستند أساسا إلى “نظرية النظارات” التي ينظر بها المغرب إلى الدول بحسب موقفها من قضية الصحراء”.
وأضاف حامي الدين في تصريح لـ”الأيام24″، أنه “في هذا السياق، يمكن قراءة موقف المغرب من دعوة جنوب إفريقيا التي تتبنى إلى حدود الساعة موقفا سلبيا من القضية الوطنية”، مشيرا أن “المغرب لم يطلب الالتحاق بالبريكس إلى حدود الساعة، ولذلك كان من الضروري توضيح هذا المعطى تجنبا للتشويش الذي خلقته دعوة بريتوريا”.
وأوضح المتحدث أنه “في العلاقات الدولية ليست هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة ولكن مصالح دائمة، ولذلك فإنه ليس من المستبعد، في المستقبل، وعلى ضوء التطورات السريعة التي يعرفها النظام الدولي، أن يطلب المغرب عضوية البريكس، إذا كان في ذلك في ذلك خدمة لمصالحه الوطنية”.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، “لكن الثابت الآن، هو تمتين العلاقات الثنائية، بما في ذلك مع الدول الكبرى داخل البريكس وعلى رأسها روسيا الاتحادية”.
وكشف المغرب موقفه من المشاركة في اجتماع بريكس/ إفريقيا، مؤكدا أن “التفاعل إيجابيا مع الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع، أو المشاركة فيه على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية”.
وبحسب مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن دعوة المغرب لهذا الاجتماع اتسمت بالكثير من الخروقات البروتوكولية المتعمدة والاستفزازية، مشيرا أن العديد من الدول والكيانات، دعيت كذلك بشكل تعسفي من قبل البلد المضيف “جنوب إفريقيا”، دون أي أساس حقيقي، أو استشارة مسبقة مع البلدان الأعضاء الأخرى في مجموعة “بريكس”.
واعتبر المصدر، في بلاغ نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن اجتماع “بريكس” ينظم على قاعدة مبادرة أحادية الجانب للحكومة الجنوب إفريقية، مشيرا أن المغرب قام بتقييم هذه المبادرة على ضوء علاقته الثنائية المتوترة مع هذا البلد.
وأكد في ذات البلاغ، أن المغرب يقيم، علاقات ثنائية هامة وواعدة مع الأعضاء الأربعة الآخرين للمجموعة، بل تربطه بثلاثة منها اتفاقيات شراكة استراتيجية. في المقابل، فإن المملكة لم تقدم قط طلبا رسميا للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.
وأشار أنه “فضلا عن ذلك، لا يوجد إلى حدود الآن أي إطار عمل أو إجراءات محددة تنظم توسيع هذا التجمع”، مشددا على أن “مستقبل علاقات المغرب مع هذا التجمع، سواء على مستوى طبيعتها أو حمولتها، “ستندرج في الإطار العام والتوجهات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للمملكة، كما حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله “.
