محتويات إسفيرية مربكة


محتويات إسفيرية مربكة

د. وجدي كامل

محتويات إسفيرية كثيرة تصيب الرأس بالدوار ومن الصعب أحياناً حصرها وعرضها بالنقد. ولكني وجدت نفسي لا أستوعب الفكرة أو المنطق من ذيوع اقتباسات متكررة بوسائل الاتصال الاجتماعي هذه الأيام كاقتباس يقول بأن بنتك أو ابنتك هي عصاتك التي تتوكأ عليها عند الكبر وعيونك التي ترى بها وووووو إلخ.

قرابة المائة بوست اليوم فقط أحصيتهم بصفحات المشتركين بالفيس بوك وهي تعيد نشر ذات النص المجهول المصدر بتصرف في الصور المرافقة. ترى هل المقصود من ذلك هو تبجيل وتفخيم وإظهار وفاء البنت لأبيها أكثر من الولد؟ أم القطع بأن الأب تنتظره هناك وفي المطلق عصاة ما يجب عليه أن يتوكأها؟. ذلك والله من الأعباء التي تنتظر وربما تخيف البنات دعك مما توفره من راحة لنوع الأولاد.

فالطبيعي جداً والمعتاد غالباً في الفطرة السليمة أن يتحول الأبناء (بنات وأولاد) إلى داعمين للآباء والأمهات (كذلك) عند كبرهم بالرعاية الحسنة وعلو الأخلاق ولا من أو بطولة يتوخى ظهورهما بأن تقوم البنت بذلك الدور أو الولد.

هذا تمييز مؤكد ينطوي على غرضه الخفي القائل بأن البنات أشد وفاءً لآبائهم من الأولاد. الإطلاق هنا بدون إخضاع الحالة التي تحولت فيها البنت إلى عصاة من الأفضل أن تعد مادة بحث ودراسة بحيث يجب أن تفيد بالأسباب التي دعت وخلقت تلك الوضعية التي لم يشرح لنا فيها القائل عن الظروف التي عليها ساق وصفه.

كآباء وأمهات نحب بناتنا وكذلك أولادنا وننخرط في تربيتهم دون انتظار بأن يفوز نوع منهم ويتفوق على الآخر في رعايتنا عند الكبر بأن يتحول إلى عصاة في رمزيتها المفهومة. الرجال والنساء في المجتمعات المنتجة المحصنة بنظم الرعاية الاجتماعية والضمانات والأمان لما بعد الخدمة توفر لهم دولة الرفاه والعناية العصاة المادية. أما الأبناء فتنتظرهم أدوار أخرى تتصل بأهمية العاطفة والمسؤولية الأخلاقية.

أما في المجتمعات غير المنتجة، وغير الموفرة لأسباب الضمان الاجتماعي والأمان الاقتصادي غالباً ما سينطبق عليها (مثل العصاية) التي ربما ستحتاج لأكثر من نوع للقيام بدورها، وأحياناً قد لا يكون ذلك كافياً أو ملبياً لحاجات الآباء والأمهات خاصةً في زمن التطور التكنولوجي الذي أصبح لا يعترف بالعصاة كوسيلة اتكاء بقدر احتياجه لآلة أضخم وأعقد لإنتاج الراحة والأمن العاطفي والمعيشي المطلوب.

خلاصة التحليل لظاهرة كهذه هي أننا ورغم ويلات الحرب وانقسامات الواقع وتصدعاته الفادحة ودمار عالمنا القديم– العالم الذي كان فإننا لا نزال على اصرار أن ننتصر للتفكير العاطفي من جهة ونمضي في نقل ما نقله الآخرون واعتبروه محتوى حميداً من الجهة الأخرى دون إعمال للتفكير النقدي بإعادة قراءة المحتوى نقدياً وإخضاعه لميزان العقل والنفاذ من ثم للمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تستفيد من تكثيف النشر لمثل تلك المنشورات.

* نقلاً عن (مداميك)

تاريخ الخبر: 2023-08-22 00:22:38
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

معاناة أعوان الحراسة الخاصة والنظافة تصل البرلمان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:08:58
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 76%

الرسوني يفتي بجواز التصدق بثمن الأضحية لأهل غزة والقدس والضفة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:09:54
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

“الكاف” تختار حكم مباراة نهضة بركان والزمالك

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:09:02
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 71%

"الكاف" تكشف طاقم تحكيم نهائي نهضة بركان والزمالك

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:09:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

مدرب ليفربول ينتقد الدوري الإنجليزي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:08:55
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 82%

بونو يقترب من تحقيق رقم تاريخي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:09:09
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 78%

إطلاق خدمات 14 مركزا صحيا حديثا بمكناس

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:09:06
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 82%

التايلاند تخرج عن صمتها بشأن “اختطاف مغاربة” عبر فرص عمل وهمية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:08:53
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 76%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية