لم يكن مستغرباً أن تشهد ضربة البداية للموسم الكروي الجديد حضوراً جماهيرياً لافتاً، ولم يكن مفاجئاً أن تكون الجولة الأولى من النسخة 15 لدوري أدنوك للمحترفين مثيرة، ويعود الفضل في ذلك إلى جماهير المدرجات التي تصدرت مشهد الافتتاح في دورينا، ومشهد المدرجات كان سبباً رئيسياً في الإثارة التي صاحبت الجولة الافتتاحية، وما شهدته شهور الصيف من تحضيرات قامت بها الأندية، كان مقدمة لموسم أكثر تميزاً كماً وكيفاً عن سابقه، في محاولة جادة من جانب الأندية لتخطي سلبيات الموسم الماضي، وسط طموحات لا سقف لها للجميع، ورغم أن حرارة الطقس والارتفاع الكبير في نسبة الرطوبة أثرت سلباً في الأداء العام للاعبين الذين تأثروا بالطقس العام خاصة الجدد، إضافة إلى عدم وصول أغلب الفرق إلى الانسجام المطلوب بين اللاعبين، نتيجة الإضافات الكبيرة التي أدخلت على قوائم الأندية بسبب التعاقدات الجديدة، سواء للاعبين الأجانب أو المدربين، الأمر الذي يتطلب بعض الوقت لتحقيق الانسجام المطلوب، ومعها ستظهر الملامح الحقيقية لفرق دورينا، وتحقيق ذلك مرتبط بوصول اللاعبين إلى الجاهزية والانسجام المطلوب، ومع تحسن الطقس ستكون الصورة مختلفة تماماً في الجولات القادمة.
القراءة الأولية لأندية المحترفين في الظهور الأول لها مبشرة ومقدمة لموسم مميز، بعد أن كشف أداء أغلب الفرق، بما فيها الصاعدة، مؤشرات إيجابية من خلاله حجم الجهد المبذول في مرحلة الإعداد، ولأننا على قناعة بأن نجاح أي فريق يعتمد على مدى نجاح مرحلة الإعداد، فإن الأيام ستوضح ملامح الفرق التي استعدت بشكل علمي ومدروس في معسكرات الصيف، كما أنها ستكشف الصفقات الناجحة للاعبين المحترفين المطلوب إثبات جدارتهم في الجولات القادمة.
في مثل هذا التوقيت ومع هذا الطقس من الصعب الحكم على مستويات الأندية، على الرغم من ظهور بعض العلامات الإيجابية على أداء عدد منها، فإن ذلك ليس مقياساً للحكم على مستوى الفرق وطموحاتها، في موسم يتوقع له أن يشهد إثارة مضاعفة في ظل الاستعدادات الجيدة للأندية، الأمر الذي من شأنه أن يرفع من وتيرة المنافسة مبكراً، بينما سيكون الصراع على اللقب من جانب الفرق الطامحة للفوز بالدوري ساخناً قياساً بالتحضيرات.
آخر الكلام
ننتظر أن يكون الموسم الخامس عشر لدوري أدنوك للمحترفين وال49 في تاريخ كرة الإمارات على مستوى الطموح، وأن تنجح الأندية في تقديم موسم متميز، ينعكس إيجاباً على المنتخب الوطني للكرة في الاستحقاقات القادمة، وأن يعود الأبيض إلى الواجهة الآسيوية كأحد كبار القارة.
*نقلا عن الخليج الإماراتية
