قال شادي عبد السلام البراق، الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، إن “رفض دول البريكس انضمام الجزائر للمجموعة، هو نتيجة طبيعية ونهاية حتمية لمجموعة من الأراجيف والترهات التي يروجها النظام العسكري منذ عقود، كأكذوبة “الحليف المركزي لأغلب دولها في ما يخص القضايا الإفريقية وتعاون جنوب- جنوب”.
وأضاف البراق في تصريح لـ”الأيام24″، أن هذا الرفض هو أيضا “دليل على التخبط الكبير الذي يعيشه هذا النظام الذي فقد بوصلته الاستراتيجية وقدرته على تقدير الموقف الستراتيجي بشكل استباقي وبرؤية استشرافية، خاصة أن الرئيس الجزائري في حوار تلفزيوني بث في القنوات الفضائية الرسمية يؤكد مواقفة دول الصين و روسيا و جنوب إفريقيا و البرازيل على قبول عضوية الجزائر”.
تضخم دولة
ولفت المتحدث أنه “طوال سنوات وقيادات النظام الجزائري العسكرية والمدنية تروج ما يمكننا تسميته بـ” أساطير دولة” من قبيل “الجزائر القوة الضاربة” و”الجزائر أقوى دولة في المنطقة ” و”الجزائر القوة الإقليمية” و”الجزائر الشقيقة الكبرى” و”الجزائر المركز الديبلوماسي الإقليمي”، والكثير من التعبيرات التي تندرج في تضخم دولة تحول إلى حالة مرضية مزمنة لدى قيادات النظام، والتي تدحضها في كل مرة هزيمة ديبلوماسية تظهر حقيقة هذا النظام الذي تحول إلى عبء إقليمي تعاني من سياساته العدوانية مختلف دول المنطقة”.
“الصفعة التي تلقاها النظام في الجزائر بعدم قبول طلب ترشيحه أو ما اصطلح عليه بشكل ديبلوماسي “تأجيل البث في طلبه “إلى قمة أخرى”، يورد البراق، مردفا بالقول: “هو دليل على فشل الديبلوماسية الجزائرية وشركائها في إفريقيا في ضمان مقعد لنظام “شنقريحة” في مجموعة البريكس، كما أن محاولة حكومة جنوب إفريقيا بتواطئ مع الجزائر إقحام ميليشيا البوليساريو للمشاركة في أشغال القمة، دليل على الفشل البنيوي التي تعرفه الديبلوماسية الجزائرية”.
وأشار البراق، أنه “في الوقت الذي ينتظر فيه العالم حلولا نابعة من القوى الإقليمية للإشكالات الإقليمية، نجد أن الديبلوماسية الجزائرية لا زالت تتناول الإشكالات الإقليمية بمقاربة كلاسيكية وتحدد طبيعة تفاعلها على أساس تقدير موقف متجاوز لا يتناسب مع الجهود المفروض وجودها لصياغة رؤية استراتيجية مناسبة تجاه التفاعلات والسلوكيات الإقليمية وبشكل خاص عند إعادة توجيه وتشكيل الدبلوماسية الجزائرية في تحركاتها تجاه محيطها الخارجي في علاقته مع المتغيرات الكبرى التي عرفها المشهد الجيوسياسي العالمي”.
ارتهان للعسكر
واعتبر المتحدث، أن “ارتهان الديبلوماسية الجزائرية لرغبات صانع القرار العسكري برؤيته الشمولية وبفهمه الأمني الضيق لطبيعة التفاعلات الإقليمية في غياب تأسيس فهم ديبلوماسي للإشكالات الإقليمية، يجعلها جزءا من العطب الإقليمي وأحد محركات الصراع في المنطقة، بدل أن تكون بإعتبار حالة الاستقرار النسبية التي يعيشها النظام الجزائري أحد صمامات الأمان الإقليمية”.
وتابع: كما أن انخراط الجزائر في سياسات تسليحية، مستغلة مداخيل الغاز والنفط المليارية لدفع المنطقة إلى سباق تسلح إقليمي على حساب جهود التنمية، يعد من أهم العوامل التي تؤثر على الأمن الإقليمي والاستقرار الجهوي”.
وزاد: “بالإضافة إلى تأثيره على جهود التنمية المستدامة في المنطقة، حيث أن الميزانيات المخصصة لتطوير القدرات الهجومية والدفاعية وشراء التكنولوجيات العسكرية تدفع دول المنطقة إلى تخصيص موارد كبيرة للإنفاق العسكري على حساب الاستثمار في القطاعات الحيوية الأخرى مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، مما يعوق جهود التنمية في المنطقة ويؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية”.
إلى ذلك، أشار الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، في ختام حديثه لـ”لأيام24″، أن الاعتبارات التي تحكم قبل عضوية دولة في “البريكس”، هي تلك التي أكد عليها سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، بالقول إن “الاعتبارات الأهم لقبول عضوية دولة من الدول المرشحة كانت هيبتها ووزنها السياسي وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية، لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة”.
