البرهان يلتقي السيسي في أول زيارة خارجية له منذ بدء الحرب في السودان

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

السيسي (يمين) يستقبل البرهان (يسار) خلال زيارته مصر في سبتمبر/ أيلول 2022

وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم، إلى مصر في أول زيارة خارجية له منذ بدء الحرب في السودان قبل نحو 5 أشهر، في وقت يستمر فيه القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

واستقبل الرئيس المصري السيسي، قائد الجيش البرهان القادم من مدينة بورتسودان، في مطار مدينة العلمين الساحلية شمال مصر.

وأفاد بيان لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، أن البرهان سيجري "مباحثات مع الرئيس المصري تتناول تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين".

وأضاف البيان أن وزير الخارجية المكلّف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل يرافقان البرهان في زيارته.

كما نشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية صورا لوصول البرهان.

وقال محلل الشأن السوداني بمعهد ريفت فالي مجدي الجزولي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "مصر هي القوة الاقليمية الرئيسية التي بيدها حل شؤون السودان".

وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان السودان، منذ بدء الحرب التي حصدت أرواح الآلاف، وشردت الملايين، وأحدثت دمارا وانتهاكات واسعة.

ويوم الأحد، وصل البرهان إلى مدينة بورتسودان شرقي البلاد، بعدما لازم لمدة أربعة أشهر مقر قيادته في الخرطوم – الذي تعرض لحصار وهجمات من قوات الدعم السريع برئاسة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

واستبعد البرهان، يوم أمس، خلال تفقده جنودا في قاعدة بحرية في بورتسودان – التي لا تزال خارج نطاق الحرب حتى اللحظة - أي فرصة للمفاوضات.

وقال للجنود ولصحافيين في قاعدة فلامنغو البحرية "المجال ليس مجال الكلام الآن.. نحن نكرس كل وقتنا وجهدنا للحرب لإنهاء هذا التمرد.

  • "اختلفوا حول ذبحي بالسكين أو قتلي بالرصاص".. شهادات لفارين من الحرب في السودان
  • غضب سوداني بسبب الوضع الصحي "الكارثي" في البلاد
  • مذيعة سودانية تلد في الطريق هربا من الحرب وتواصل المشي

وجاءت تصريحات البرهان بعد يوم من طرح حميدتي بيانا يتضمن تفاصيل رؤيته للسلام في السودان، والتي تشمل 10 نقاط أساسية لإنهاء القتال المستمر بحسب حميدتي.

ودعا حميدتي إلى "تأسيس الدولة السودانية الجديدة"، من خلال اعتماد نظام حكم فدرالي وحكومة مدنية تمثل كل أقاليم السودان، إضافة إلى إقرار تأسيس جيش سوداني جديد بغرض بناء مؤسسة عسكرية واحدة تنأى بنفسها عن السياسة، كما دعا إلى ما سماه "تصفية الوجود الحزبي والسياسي داخل الدولة".

قتلى في دارفور

ميدانيا، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود ومصدر طبي أن ما لا يقل عن 39 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا جراء قصف طال منازل في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.

ووصف الناشط الحقوقي السوداني أحمد قوجا عبر حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقا) ما حدث في نيالا بأنه "مجزرة".

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث ملقاة على الأرض ومغطاة بالأكفان، إضافة إلى قيام رجال بدفن الموتى في مقابر جماعية.

وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية.

كما أجبر القتال أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق أحدث الإحصاءات التي تنشرها الأمم المتحدة.

وكانت وساطات سعودية أمريكية قد أثمرت خلال الأشهر الماضية عن عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار لكنها لم تصمد.

وقادت أيضا الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا عن أي حل للصراع المستمر.