مقايضة الشهرة الافتراضية بالعالم الحقيقي .. الحذر


أحد أشهر صانعي المحتوى على يوتيوب في العالم هو شاب طويل القامة يبلغ من العمر 25 عاما من ولاية كارولينا الشمالية يدعى جيمي دونالدسون، المعروف لدى معجبيه باسم مستر بيست. يفوق عدد متابعيه على الإنترنت متابعي إيلون ماسك، ويجني ملايين الدولارات من عائدات الإعلانات ويريد تحويل قاعدة المشتركين المخلصين له إلى عمل تجاري. لكن مقايضة الشهرة الافتراضية بالعالم الحقيقي أمر صعب.
إذا لم تقض أعوام مراهقتك متسمرا على موقع يوتيوب، فقد يكون نجاح دونالدسون مفاجئا لك. تذكرنا مقاطع الفيديو التي يصنعها ببرنامج كان يبث على قناة إم تي في: فيها صراخ كثير وحركات مثيرة متقنة. تشمل تلك المغامرات سحق سيارة رياضية بواسطة مكبس هيدروليكي وتوجيه قطار للارتطام بجدار من الطوب. في الآونة الأخيرة، اتسمت أعماله بطابع إنساني. يستخدم في عناوين مقاطعه أرقاما كبيرة ولافتة للنظر: مثلا، "ألف شخص أصم يسمعون لأول مرة".
لا يمتلك دونالدسون السمات التي قد تربطه بالنجومية. لقد نمى ثقته بنفسه، لكنه ما زال يبدو غير مرتاح أمام الكاميرا. في حين إن مقاطع الفيديو التي يصورها تتبع الأسلوب الذي يتميز به موقع يوتيوب المتمثل في لقطات سريعة إضافة إلى لقطات للأصدقاء وهم يضحكون، فإنه نادرا ما يبدو مرتاحا. مع ذلك فإن قسم التعليقات على مقاطعه يتوهج بالاحترام له. تحت مقطع فيديو له وهو يجلس على كرسي ويعد إلى عشرة آلاف، كتب أحد المشاهدين: "هذه حرفية وتفان في قمتها، إن صبره وثباته الذهني يتجاوز الحدود، لا أعرف كيف أو من أين يحصل على الدافع".
السؤال بالنسبة إلى دونالدسون وغيره من نجوم الإنترنت هو ما الذي سيأتي بعد ذلك؟ حتى أكثر صانعي المحتوى نجاحا يعيش تحت رحمة خوارزميات شركات وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبي المحتوى وتقلبات الإعلان الرقمي. من يملك المنصة يضع القواعد. ويحاول يوتيوب، المملوك لـ"ألفابت"، الشركة الأم لـ"جوجل"، حاليا إقناع مزيد من صانعي المحتوى بتحميل مقاطع فيديو قصيرة من أجل منافسة تيك توك. كما تم تهديد تيك توك بالحظر في الولايات المتحدة. مع اكتساب صانعي المحتوى مزيدا من المتابعين، قد يؤدي الافتقار للسيطرة إلى إثارة غضبهم، ويصبح الحكم الذاتي ملكية ثمينة.
يعد صنع المحتوى عملا شاقا أيضا، نظرا لأن الجمهور يطلب سيلا مستمرا من مقاطع الفيديو الجديدة، وهو حافز آخر لبناء أعمال تجارية خارج الإنترنت. قد يكون دونالدسون شابا، لكن الأمر استغرقه بعض الوقت للوصول إلى عدد مشتركين يبلغ 178 مليونا. بدأ النشر على يوتيوب عندما كان في الـ11 من عمره. في حديثه مع مقدم البودكاست جو روجان قبل عام، وصف نفسه بأنه "مهووس للغاية" بالمنصة. لقد درس طرقا لجعل مقاطع الفيديو تنتشر على نطاق واسع، وبحث في مدى سطوع الصور المصغرة لمقاطع الفيديو، مثلا. أما الصور التي يستخدمها فهي كرتونية وواقعية للغاية.
تعد مقاطع فيديو مستر بيست نموذجا لهذا الأسلوب: فهي ليست طويلة جدا وتبدأ بشروحات مفيدة للمشاهدين ذوي الاهتمام المتذبذب. كما يحب إشراك صانعي محتوى مشهورين غيره على اليوتيوب أيضا. في الآونة الأخيرة، انضم إليه فيليكس كيلبيرج، المعروف أيضا باسم بيو داي باي "لديه 111 مليون مشترك على يوتيوب"، لركوب الأفعوانية في اليابان.
مع نمو جمهوره، يزداد أيضا عدد الأنشطة التجارية. إضافة إلى 55 في المائة من إيرادات إعلانات الفيديو التي يحصل عليها من خلال برنامج شركاء يوتيوب، تشمل مساعيه التجارية مطعما سحابيا يسمى مستر بيست برجر وشركة ألواح شوكولاتة تسمى فيستابلز، إضافة إلى استثمارات في صانعي محتوى آخرين عبر شركة تكنولوجيا مالية تسمى كرييتيف جوس.
في وقت سابق من هذا العام، نشر دونالدسون على تويتر فكرة بيع أجزاء من أعماله "مقابل مليارات الدولارات". وكان قد ذكر في وقت سابق فكرة طرح عام أولي. أفاد موقع أكسيوس الإخباري، العام الماضي، بأنه يفكر في الحصول على تمويل خارجي من شأنه أن يقدر إمبراطوريته التجارية بنحو 1.5 مليار دولار. وفي لغة التكنولوجيا، هذا سيجعل إمبراطورتيه أحادية القرن "أي عمل تجاري تتجاوز قيمته مليار دولار".
إن الشركات التي يديرها المشاهير ليست بالأمر الجديد. في أواخر التسعينيات، أصدر المغني ديفيد باوي أوراقا مالية مدعومة بالأصول على أساس الإيرادات من ألبوماته. وكان الممثل جورج كلوني يملك شركة صنع مشروبات. ولدى المغنية ريانا خط منتجات تجميل.
لكن بالنسبة إلى نجوم الإنترنت الذين يتاجرون في عدد المشاهدات، فإن العمل على التقييمات ما زال جاريا. حتى نجوم يوتيوب الكبار قد يجدون أن أسماءهم لا تعني الكثير للجمهور الأكبر سنا، ما يعوق فرصهم في بناء علامة تجارية خارج وسائل التواصل الاجتماعي.
في 2022، انضمت شركة إعلامية عبر الإنترنت تضم 93 من صانعي المحتوى والمتنافسين في الرياضات الإلكترونية إلى الأسواق من خلال الاندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة. حصلت منظمة فيز كلان، كما يطلقون على أنفسهم، على مجموع من المتابعين يفوق 500 مليون عبر منصات متعددة مثل يوتيوب وتيك توك وتويتش. تأتي إيراداتها من مصادر تشمل الإعلانات على مقاطع الفيديو وصفقات مع العلامات التجارية التي تتضمن أورانج تشيكن بيتزا رولز ذات الاسم البشع. لكن اهتمام السوق بشركة فيز هولدينجز لا يبشر بالخير لدونالدسون. تميل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة إلى الافتتاح بسعر عشرة دولارات للسهم. بينما يتم تداول فيز هولدينجز الآن بأقل من 30 سنتا للسهم.
يبدو أن حماس دونالدسون للطرح العام قد تضاءل. رفع دونالدسون دعوى قضائية ضد شركة فيرتشوال داينينج كونسيبتس التي تقف وراء بيست برجر، بعد شكاوى العملاء، وتم رفع دعوى قضائية مضادة ردا على دعواه. في الوقت نفسه، تستمر مقاطع الفيديو في الظهور. وسيكون الهروب من قيود يوتيوب أمرا صعبا.

تاريخ الخبر: 2023-08-31 03:23:13
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 34%
الأهمية: 45%

آخر الأخبار حول العالم

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية