“اِجمَعُوا الكِسَرَ” مبادرة الكنيسة القبطية من أجل مساعدة كل امرأة في تدبير بيتها


أطلقت لجنة المرأة المنبثقة من لجنة الأسرة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مبادرة جديدة بعنوان “اِجمَعُوا الكِسَرَ” لتوعية السيدات وربات البيوت بطرق تدبير البيت في ظل ارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية الحادثة في العالم كله الآن.

حيث تقوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية دائمًا بمساندة أسرها سواء بالتوعية الثقافية والمساندة العملية . حول ذلك كان لنا هذا التحقيق لكي نقف أمام دور الكنيسة ومعرفة اليات العمل والمعوقات التي تواجهها في التنفيذ.

اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شئ

يقول القس يوسف اسحق كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بعزبة النخل ، يقول الكتاب المقدس ” فلما شبعوا قال لتلاميذه:اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء”. حيث يرشدنا الكتاب المقدس أن المؤمن يلتزم بجمع الكسر، فلا يبدد الموارد، لأنها عطية إلهية ووزنه يلزمنا أن نكون أمناء فيها مهما بدت تافهة، ولو كانت كسرة خبز من الشعير. كان اليهود يتطلعون إلى الخبز بكونه الطعام الرئيسي ويمثل بركة من الرب، لذا يحرصون ألا يسقط فتات خبز على الأرض ولا يطأ أحد بقدميه على فتات الخبز.

و إلى الآن في صعيد مصر يحمل الناس هذا الاتجاه فيحسبون من يطأ بقدميه على فتات خبز كمن يسئ إلى بركة الرب وعطاياه ، فقد جاء في أمثال اليهود: “من يحتقر خبزًا يسقط في أعماق الفقر”.

فإن كان الرب يهتم بكسر الخبز الذي من الشعير، فكم بالأولى لنا أن نحرص على ألا نفقد كلمة الرب أو نفسد وقتنا؟وضع اليهود لأنفسهم قانونًا أن يتركوا كسرة خبز بعد الطعام إشارة إلى أن البركة قائمة في البيت. أما الأشرار فلا يبقون شيئًا على المائدة إشارة إلى نزع البركة عنهم “ليست من أكله بقية، لأجل ذلك لا يدوم خيره” (أي 20: 21).

إن كسرات الخمس خبزات لن تملأ اثنتي عشرة قفة، فكيف ما تبقي منها يملأها؟ لم يكن ممكنًا لكائنٍ ما أن يدرك كيف يجمعون كسرًا من الخمس خبزات التي قُسمت على الآلاف من البشر بعد أن شبعوا.

هكذا إذ يقدم لنا السيد المسيح طعامًا روحيًا يشبع أعماقنا وتفيض ويشبع آخرون من الكسر المتبقية والتي تفوق أحيانا ما قد نلناه.جاء هذا الأمر الإلهي الخاص بجمع الفضلات يكشف عن أهمية الإيمان بإله المستحيلات الذي يهب بسخاء، فيشبع النفوس لتفيض بالخيرات والفرح، علي خلاف الانحباس في الأرقام والحسابات البشرية مع عدم الإيمان والتي تسبب جفافًا وحرمانًا داخليًا.

ويدعونا السيد لكي نتقبل من يديه حياة أفضل وشبعًا يفيض، فنترنم قائلين: “تعرفني سبل الحياة، أمامك شبع سرور، وفي يمينك نعم إلى الأبد” (مز 16: 11).بجمع الكِسَرْ يتأكد الإيمان بأنه كانت هناك وفرة من الطعام حقًا، ولم يكن الأمر فيه خداع لنظر المشتركين في الوليمة . لا يخيب الله من يستعد للتوزيع؛ ويتهلل بمسلك المحبة الأخوية… إذ ننفق قليلًا لأجل مجد الله ننال نعمة أوفر، كقول المسيح: “كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا يعطون في أحضانكم” (لو 6: 38)… يقول الله: “افتح أحشاءك بسعة لأخيك المحتاج الذي معك” (انظر تث 5: 11).

ويرى القديس كيرلس الإسكندري أن السيد المسيح سمح بامتلاء اثنتي عشرة سلة، لكل تلميذ سلة وكأن من يتعب في تقديم كلمة الله، الطعام الروحي، للشعب فسينال بسخاء ملء النعمة الإلهية.كان يرغب أنه يعلم تلاميذه الذين كانوا معدين ليكونوا معلمين للعالم. ربما لم تحصد الجموع أية ثمار من المعجزة (إذ للحال نسوا المعجزة وسألوا معجزة أخرى) بينما هؤلاء التلاميذ اقتنوا نفعًا ليس عامًا. إني مندهش من دقة الفائض.

والكسر الباقية تحمل النقاط التالية:أن ما حدث لم يكن تخيلًا، وأنها كسر من الخبزات التي اقتاتت بها الجموع . أما بالنسبة للسمك فقد جاء عن مادة كانت موجودة فعلًا (أي كان السمك لدى الغلام) ولكن في فترة لاحقة، بعد القيامة وُجد سمك ليس من مادة موجودة (حيث وجدوا سمكًا مشويًا قبل إخراج السمك من الشبكة يو 9:21).

لذا ندعوا كل الأسر أنه لأجل أن تشعر بالبركة في بيتك اشتري ما تحتاجه بس ولا تشتري أشياء لا تحتاجها فقط لأن عليها عروض مثلًا وبعد ذلك لا تستخدمها وترمي ، وننصح النساء بعمل الأكل على أد الاحتياج وبدون إهدار حتى في المياه عندما تغلي مياه لأجل عمل كوب من الشاي اغلي مياه على أد هذه الكوب بلاش الزيادة ، بالإضافة إلى الكهرباء فأشعل الإضاءة التي أحتاجها فقط في المكان وبلا زيادة بدون فائدة وهكذا في كل الأشياء حتى لو بسيطة يجب أن نكون أمناء في استخدامنا لكل شئ فعلًا ، فهناك أناس كثيرون في احتياج لكل حاجة بترميها من غير ما تستخدمها خليك الامين علشان البركة تملي حياتك.

فى النهاية يحكى لنا القس يوسف قصة من كتاب مذكرات كاهن للأب والمعلم القمص بطرس جيد والذي يقول فيه ” أعدت لجنة البر مشروعات ناجحة وكان رأس مال البعض منها صغيرا واذكر أن جاءنى تاجر أدوات كهربائية من إحدى مدن الصعيد أفلس وكان رأس ماله لا يقل عن أربعة آلاف جنيه ( مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت ) ليبدأ حياته من جديد، ثم عاد واحضر معه نصف دستة من الأولاد ومعهم أمهم أفواه تطلب القوت.

ويستكمل القمص بطرس جيد حديثه ( فقلت له اطمئن سوف نمدك بمشروع لا يقل رأس ماله عن ألفين من الجنيهات بدلًا من ألف فافتر ثغره عن ابتسامة عريضة فلم يكن يتصور أن تفتح امامه ابواب الرزق بعد أن ضاقت، ثم جلس أمامي في ترقب وقلق ومد يده ليستلم الفين وعددت له سبعة ورقات من فئة عشر الجنيهات وقلت له : ها هو رأس مال المشروع 70 جنيها .

فقال التاجر في ياس سمعت أبانا يقول ألفين جنيه قلت له تماما هذه السبعون جنيها تدور بها يوميا على المحال التجارية وما أكثرها في كل حي من أحياء القاهرة وفي مدى الشهر تكون السبعون جنيه قد دارت ثلاثون مرة وتكون قد تاجرت فى 2000 جنيه وضغطت عليه فقبل وهكذا صار تاجرا متجولا على دراجة لمدة عام و افتتح متجرا في العام التالى من عرق الجبين.

فلا يجب أن نستهين بالكسر لأنها سبب للبركة والثمر الكثير .

الكسر أيضًا في توفير البدائل

ويحكى لنا القمص إفرايم توفيق كنيسة مكسيموس ودوماديوس بالريف الأوروبي أننا ككنيسة في منطقة صحراوية جديدة أغلب شعب الكنيسة عمال لذا خدمتنا فئوية من توزيع البركة وتوفير فرص العمل وان كنا نساعدهم في تنمية دخلهم من خلال المشروعات الصغيرة.

وإن كنا نحاول من خلال الاجتماعات توجيههم لتقليل المصاريف وتدبيرها ففي آخر عظة قدمتها طرحت عليهم التقليل من التدخين لنقلل المصروفات، نظرًا لأنهم عمال يسود بينهم التدخين وشرب الشاي لذا ننوه لهم الامتناع عن التدخين وتقليل السكر مثلا فنبحث على حلول لتفادي ما يستطيعون الاستغناء عنه من خلال معيشتهم.

كما قمنا من خلال بيت المؤتمرات بجمع ما تبقى من مأكولات في عمل مشروع مزرعة بط ودواجن، فهنا جمعنا الكسر لاستخدامها في مشروعات للعمال زيادة الدخل وإيجاد فرص عمل، في خدمتنا في هذه المنطقة جعلتنا نقدم التوعية بجمع الكسر في حدود الأسر الموجودة بالمنطقة من خلال اجتماعاتهم للتوعية لهم بشكل مستمر فمثلا عندما جاء إلى إحدى الشباب يشتكي من ضيق المعيشة فقلت له هل معك عشرة جنيهات ضحك وقال ايوة وسألته ومعاك البطاقة الشخصية اذهب وقم بفتح حساب في البريد ضحك في البداية ولكنه أطاع وبعد عشرة أشهر وجد معه عشرة آلاف جنيه من العشرات المتبقية معه وأصبح له مشروع صغير فعلينا ألا نستهين بالفتات والكسر .

وأيضاً عندما اشتكى رب أسرة من ضيق اليد وعدم قدرته لإعطاء أولاده دروس خصوصية وجهته أن يسمع الدروس على الإنترنت الذي أصبح موجود في كل البيوت وبالفعل قام بذلك فأيضًا جمع الكسر في توفير البدائل التي تستطيع أن تغنينا عن الاحتياج.

جمع الكسر تجمع بين التدبير والعطاء

ويوضح الدكتور جمال شحاتة الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان وأستاذ بمعهد الرعاية ومعهد الدراسات القبطية ، لدى كل المصريين شيئين يستطيعوا الاستغناء به وجمع الكسر للاستفادة به ، أولًا الكثير منا عنده ملابس تزيد عن حاجتنا ولمدة تصل 10 سنوات ولا نرتديها بسبب قدم الموديل ولأنه سليم لا نريد الإلقاء به في القمامة وهنا نستطيع أن نتبرع به للكنائس أو الأسر المحتاجة أي اجمعوا الكسر.

ثانيًا: المأكولات أننا كمصريين تعودنا

أن يكون الأكل الموجود بزيادة وهذا حال كل المصريين حتى الفقراء منا وهنا يوجد حلين الأول التبرع به لأسرة محتاجة أو نقوم بعمل مأكولاتنا على قدر احتياجنا وحينها سنوفر من الخضار واللحوم أو نقود الشراء ويمكن أيضاً بالتبرع بما نوفره في الحالتين ونساعد أسر أخرى.

ويؤكد الدكتور جمال، أن الكسور ليست فقط في النقود والطعام والملابس، بل أيضًا في الوقت لماذا لا نجمع من أوقاتنا المتبقية للتطوع والعمل الاجتماعي والخدمة فلدى وقت بدلا من إهداره على مواقع التواصل الاجتماعي خصص جزء منه للخدمة سواء لكنيسة او لمجتمعك المحيط بأي وسيلة تستطيع عليها.

وحول معوقات التنفيذ، أوضح أننا كمجتمع للاسف لم نعتاد على التدبير وإن كنا ننظر إلى السيد المسيح في معجزة إشباع الجموع قال للتلاميذ اجمعوا الكسر ، لماذا قال ذلك لهم ؟ أكيد لاستخدامها والاستفادة منها فجمعوا 12 قفة على 12 تلميذ أي أن كل تلميذ شارك بحمل قفة من الكسر ، لذا علينا كمسيحين أن ننشر ثقافة جمع الكسر والتدبير والعطاء ايضا بما يجمع او من زيادة احتياجاتنا أو من اوقاتنا من قبل الآباء الكهنة والخدام ونشرح المعجزة بهذا الشكل النافع للأسرة، فكسر الخبز هو ما يزيد عن حاجتنا ، لذا توجيه التدبير في المأكل والملابس ثقافة تحتاج الى تغيير بالتوعية من خلال الاجتماعات أو اللقاءات، بالإضافة إلى الأحاديث التليفزيونية ، وعلينا أن نبدأ بذلك بداية من مدارس الأحد لترسيخ ذلك في الاطفال من الصغر .

تاريخ الخبر: 2023-09-05 09:21:02
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية