الجرموني يقرأ لـ”الأيام24″ دلالات ثقة المغاربة بالأسرة والمسجد والإمام


 

 

أظهر استطلاع رأي للمعهد المغربي لتحليل السياسات، أن 98 في المائة من المغاربة يثقون تماما بأسرهم النووية، في حين أن 78 في المائة يثقون تماما بالعائلة الممتدة.

 

وأبانت نتائج الاستطلاع الذي أعلن عنه أمس الاثنين بالرباط، عن مستويات عالية من الثقة في أئمة المساجد بنسبة 73 في المائة، “وذلك نظرا للسلطة الدينية التي يتمتعون بها والسلوك الأخلاقي والنزاهة والشفافية التي يعرفون بها وسط المجتمع”.

 

وعندما يتعلق الأمر بتكوين الصداقات، فإن 90 في المائة من المستطلعين يقبلون اتخاذ أصدقاء مسلمين من دولة أخرى و 69 في المائة يقبلون أصدقاء من ديانة مختلفة و 77 في المائة يقبلون اتخاذ أصدقاء لاجئين، في حين أن 18 في المائة فقط يقبلون أصدقاء ملحدين، و 7 في المائة فقط يقبلون أصدقاء مثليين (93 في المائة لا يقبلون.

 

رشيد الجرموني، المتخصص في علم الإجتماعي الديني، وفي قراءته لأرقام هذا الاستطلاع، قال إنه من غير الممكن أن تقرأ هذه النتائج بإطلاقية، كونها أولا أنجزت عبر الهاتف وبطريقة سريعة، وهذا قد لا يعكس حقيقة الواقع، فما يعبر عنه المستجوبون وخاصة عن بعد، قد لا يعكس بالضرورة الوضع المعاش في الممارسة اليومية، ما يتطلب، حسب الجرموني، نوعا من الحذر المنهجي على مستوى التحليل والمناقشة.

 

في المقابل، أشار المتحدث إلى وجود تطور كبير في منظومة القيم وفي رصدها للبيانات والاستطلاعات على مستوى البحث العلمي والسوسيولوجي المرتبط بمؤسسات ومراكز البحث ودراسة السياسيات.

 

وبخصوص ثقة 98 بالمائة من المغاربة بأسرهم النووية، قال المختص في علم الاجتماع، في تصريح “للأيام24″، إن هذه النتائج غير مستغربة، حيث سبق أن توصل إليها مجموعة من الباحثين ومجموعة من المراكز والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

 

وتابع المتحدث، فأن تحظى الأسر النووية أو الممتدة بهذه الثقة، هو تأكيد على مدى اللحمة المجتمعية المرتبطة بالأسرة ودورها في المجتمع، ولعل أهم شيء يمكن أن نذكره في هذا السياق، هو أنه وفي ظروف الأزمة بعد جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية والتضخم، تبين وبشكل جلي أن المغرب يحافظ على نوع من التضامن الأسري الممتد عبر العصور، رغم التحولات التي طالت مجموعة من القيم والمعتقدات.

 

وبخصوص الثقة في أئمة المساجد، أكد الجرموني على أن نسبة 73 في المائة، تعكس مدى تقدير المجتمع المغربي للمؤسسات الدينية، ورغم التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، ورغم كذلك ما يتداول على مستوى مؤشر التدين في أوساط المجتمع المغربي، إلا أن المسجد والإمام لهما قدسية خاصة لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي، كما تعكس هذه النتائج بحسب ذات المتحدث، الإرتباط التقليدي المرتبط بالمسجد والإمام المترسخ عبر الزمن.

 

وفيما يتعلق برفض 90 في المائة من المغاربة تكوين صداقات مع المثليين، قال الجرموني إن هذه النتائج تؤكد ما سبق أن درسه تقرير الإسلام اليومي، بحيث يبدو الإنتماء العقدي الديني حاضرا ويغلب على باقي الإنتماءات، سواء الوطنية أو الإفريقية أو الامازيغية، باعتبار أن الانتماء الديني يعد الإنتماء الأولي لدى معظم المغاربة.

 

وبالرجوع إلى كون 18٪؜ من المغاربة يقبلون صداقات مع أشخاص ملحدين، يضيف الأستاذ في علم الاجتماع، أن ذلك يعكس نوعا من القبول لدى مغاربة الألفية الثانية مقارنة بالتسعينيات، وبالتالي يمكن أن نلاحظ ارتفاعا على هذا المستوى، في المقابل توضح نسبة 7% فقط المغاربة الذين يقبلون تكوين صداقات مع مثليين، أن هناك رفضا مجتمعيا كبيرا جدا يعكس نوعا من المفارقة بين الممارسة والإعتقاد.

 

وخلص الجرموني، إلى أن قصور المقاربة الكمية لهذا الإستطلاع “خاصة وإن كان قد أجري عن طريق الهاتف”، يجعلنا نطرح مسألة تعزيز هذه الدراسات بدراسة الحالة، حتى نستخلص نوعا من التوجهات العامة للمنظومات القيمية، والثقة في المؤسسات والعلاقات مع الآخر.

تاريخ الخبر: 2023-09-06 18:09:54
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 69%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية