زلزال المغرب: "أريد أن يساعدني العالم، فقدت طفلتيّ وبيتي وكل ما أملك"

التعليق على الصورة،

"فقدت طفلتين وبيتي وكل ما أملك"

  • Author, نيك بيك
  • Role, بي بي سي - آيت حميد

سُمعت صرخات من تحت الأنقاض خلال تلك اللحظات الرهيبة التي أعقبت الزلزال، في قرية أكلو الصغيرة التي تقع في أعالي جبال الأطلس.

وبمرور الوقت، في ظل غياب فرق إنقاذ متخصصة لدعم الجهود اليائسة التي يبذلها أهل القرية، تحولت تلك الصرخات إلى صمت.

وبعد ثلاثة أيام، كان يأمل فريق من رجال الإطفاء الإسبان، وهو أول فريق متخصص يصل إلى القرية المدمرة، في ألا يكون الوقت قد نفد.

بيد أنهم علموا بخبرتهم، وهم يشقون طريقهم بحذر عبر الشوارع المدمرة والأقواس المهدمة، أنه لا أمل في شيء.

  • عدد ضحايا زلزال المغرب يرتفع إلى 2862 قتيلا وسباق مع الزمن للعثور على ناجين
  • زلزال المغرب: بي بي سي داخل قرية قتل فيها أكثر من 90 شخصا

وعزز هذا الواقع المحبط رد فعل كلبين مع الفريق، إيغور وتيدي، المدربين على النباح حال رصد أي علامات تدل على بقاء شخص على قيد الحياة، لكن كان الصمت يصم الآذان.

وقال خوان لوبيز، رجل إطفاء يشارك في ثاني جهود إنقاذ جراء زلزال: "لا نستطيع عمل أي شيء هنا".

التعليق على الصورة،

فريق إنقاذ إسباني

كان لوبيز قد شارك في جهود إنقاذ سابقة عندما هرع فريقه إلى تركيا في فبراير/شباط الماضي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وقد ساعدت جهود الإنقاذ الدولية واسعة النطاق في تسجيل بعض اللحظات غير المتوقعة، بعد انتشال محاصرين من تحت أنقاض الأبنية، حتى بعد أيام من وقوع الزلزال.

وقال لوبيز: "المنازل هنا في المغرب مبنية من الحجارة. في تركيا، كانت مصنوعة من الفولاذ وهي أقوى بكثير".

وأضاف: "لن نعثر على أحد هنا"، وأومأ زملاؤه برؤوسهم دليلا على تأكيد ما قاله.

  • زلزال المغرب: كاميرا مراقبة ترصد لحظة وقوع الزلزال
  • زلزال المغرب: الغبار يحيط بمسجد الكتبية وسط مخاوف من انهياره

رافقنا فريق الإنقاذ أثناء انتقاله إلى قرية أخرى.

لا يوجد مكان جيد لحدوث الزلزال، لكن هناك القليل من الأماكن الأسوأ من آيت حميد، التي كانت تتأرجح بالفعل على سفح الجبل، وما تبقى منها الآن أصبح كومة على جرف صخري.

  • أم مغربية تبكي زوجها وأولادها الأربعة الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض بعد وقوع الزلزال
  • زلزال المغرب: ما قصة البلدة التي تحولت إلى مخيم لسكانها؟
  • زلزال المغرب: لماذا تواجه فرق الإنقاذ صعوبات في الوصول للقرى الجبلية؟
التعليق على الصورة،

أنقاض في آيت حميد

صعب علينا أن نتصور أن هذه الكومة المشوهة من الطوب والحجارة كانت موطنا لـ 28 شخصا، لم ينج منهم إلا سبعة أشخاص.

وبينما كنا نشق طريقنا إلى أعلى كومة الأنقاض، نظر عمر آيت مهدي إلى الوادي الخالي من أي نشاط.

كان خلفه 20 رجلا يحفرون بالمعاول والمجارف والأيدي.

كانت زوجة عمر قد نُقلت إلى المستشفى، ولم يعثر بعد على ابنتيه: حنان، 17 عاما، وخديجة، 14 عاما.

  • زلزال المغرب: قتلى وجرحى بالمئات والسكان يبيتون في العراء
  • "كان علي الاختيار بين إنقاذ والديّ أو ابني"

وفجأة حدث نشاط وسُمع دوي أدعية وابتهالات.

أخيرا عثروا على جثتي الفتاتين.

أخبرنا عمر بصوت هادئ أنه يريد أن يوجه رسالة.

قال: "أريد أن يساعدني الناس. أريد أن يساعدني العالم. فقدت طفلتين وبيتي وكل ما أملك".

التعليق على الصورة،

قرية أكلو

وتتعرض السلطات المغربية لضغوط من أجل قبول مساعدات من مزيد من الدول، وحتى الآن استجابت لعروض مساعدات من أربع دول فقط، وهي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، بينما يثار جدل بشأن استجابتها لعروض مساعدات من دول أخرى، من بينها فرنسا وألمانيا.

وصل حامد، عم حنان وخديجة، لتقديم العزاء، لكنه انهار باكيا.

وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة. نحتاجها من أي شخص يقدمها لنا".