راسلت مصالح ولاية قسنطينة، خلال الأيام الماضية، مختلف البلديات بتعليمة صادرة من وزارة الداخلية حول وجوب إزالة الممهلات العشوائية المنتشرة عبر مختلف الأحياء والأزقة، حيث شرعت العديد من المندوبيات في تنفيذها، فيما ستعمل مصالح بلدية قسنطينة على تحديد مواقع لإنجاز ممهلات قانونية مع عودة التلاميذ للدراسة، خصوصا بمحيط المؤسسات التربوية.
وتعرف العديد من أحياء مدينة قسنطينة انتشارا للممهلات العشوائية التي يقوم المواطنون بإنجازها بالقرب من مساكنهم لكبح حركة المركبات رغم عدم مطابقتها، حيث لاحظنا في جولة في سيدي مبروك وجود العديد منها على غرار الممهلات التي وضعها السكان على مستوى نهج حميدة بن تليس، حيث وجدنا ثلاثة منها معدة بالخرسانة، فيما أخبرنا أحد المواطنين أنها وضعت للحد من حركة أصحاب السيارات بسبب وجود حديقة يتردد عليها الأطفال في المكان للعب خلال ساعات النهار. وتنتشر الممهلات العشوائية في العديد من الأحياء الأخرى، حتى في الأزقة الداخلية بأحياء وسط مدينة قسنطينة، على غرار ما وقفنا عليه في باب القنطرة والأزقة الواقعة أسفل شارع بلوزداد.
وقد قامت مصالح المندوبية البلدية بوذراع صالح خلال الأيام الماضية بإزالة ممهلين عشوائيين خلال عملية إعادة الاعتبار للطريق في مدخل المكان المسمى «الدخيخ»، بعدما أنجزها موطنون بطريقة عشوائية من أجل الحد من حركة المركبات، مثلما أكدوه لنا، موضحين أنهم يطالبون بإعادة إنجازها خصوصا مع اقتراب الدخول المدرسي وتزايد حركة التلاميذ في المكان، فيما يشكو السائقون بالمقاطعة الإدارية علي منجلي من انتشارها أيضا.
وتحولت الممهلات العشوائية إلى مصدر إزعاج يومي لأصحاب المركبات، فهي لا تراعي المعايير التقنية التي ينبغي أن تتوفر فيها، خصوصا ما يتعلق بالمواد المستعملة لصبها على الطريق، حيث يعمد المواطنون إلى إنجازها بالخرسانة أو مواد صلبة أخرى، ما يجعل مرور المركبات عليها غير سلس ويتسبب في اهتزاز السيارة بقوة، في حين يعتبر كثير من السائقين أنها من أسباب تضرر نظام التعليق في السيارات، بينما يدافع المواطنون الذين يقومون بإنجازها عنها بحجة حماية المارة من المركبات التي لا تحترم السرعة المحددة قانونا. وتعيق الممهلات أيضا حركة السائقين بسبب عدم طلائها، ما يجعل رؤيتها أمرا صعبا خصوصا في الساعات الليلية.
ويلاحظ أن الممهلات القانونية التي تنجزها مصالح البلدية أو غيرها من الإدارات المخولة بالعملية معدة بمادة الزفت أو بعوائق من المطاط وتكون أكثر مرونة، فضلا عن أنها توضع في مواقع مدروسة للتقليل من حركة المركبات، خصوصا في الأماكن التي يُكثر فيها المارة عبور الطريق، على غرار الممهلات التي وضعت على الطريق الوطني رقم 27 ما بين حيي بوجنانة و20 أوت بمدينة قسنطينة، حيث يعتبر من الأماكن التي يكثر فيها عبور السكان والمواطنين رغم خطورته الكبيرة بسبب حركة المركبات على الطريق السريع، فالمارة مضطرون فيه لاجتياز خمسة مسارات سريعة في الاتجاهين للوصول إلى الجهة المقابلة، لكن سكانا من الحي أكدوا لنا أنهم لقوا ارتياحا بعد وضع الممهلات، رغم أنهم ما زالوا يطالبون بإنجاز معبر في المكان.
وتلقت البلديات مؤخرا تعليمة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بإزالة جميع الممهلات العشوائية المنتشرة عبر مختلف الطرقات، حيث أوضح لنا نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالعمران والإنجازات، عبد الحكيم لفوالة، أن البلدية تلقت التعليمة عن طريق ديوان الوالي وقامت بمراسلة جميع المندوبيات من أجل الشروع في تحديد مختلف نقاط وجودها مع اقتراح المواقع المثلى لإنجاز ممهلات قانونية تحترم فيها المعايير، كما نبه أن عملية الإنجاز ستوكل لمؤسسة «إيفيبكو» وستشمل محيط المدارس الابتدائية وبعض النقاط الأخرى.
وذكر المسؤول أن مصالح بلدية قسنطينة أحصت بعض النقاط السوداء التي توجد فيها الممهلات العشوائية بشكل كبير، على غرار حالة وجدت فيها 7 ممهلات عشوائية ضمن مسافة لا تتعدى 100 متر. ودعا محدثنا المواطنين إلى التجاوب مع العملية والتنسيق مع مصالح البلدية.
سامي.ح