عبد المتعال الجبري

عودة للموسوعة

عبد المتعال الجبري

عبد المتعال الجبري

الدكتور عبد المتعال محمد الجبري (1926-1995) تلميذ حسن البنا ورفيق حياته، وُلد بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية في عام 1926م، عهد الإخوان مبكرًا، وتعرَّف على حسن البنا شخصيًّا في الأربعينيات، وشارك منذ حتى كان طالبًا في أحداث عديدة، وتحمَّل كثيرًا من صنوف الأذى في سبيل إيمانه ومعتقده، جمع بين الفكر والتربية في آن واحد.

حصل عبد المتعال الجابري على ليسانس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، ثم دبلوم التربية وفهم النفس من كلية التربية جامعة عين شمس، كذا حصل على دبلوم الدراسات العليا في النحو، ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص التاريخ والحضارة الإسلامية من كلية دار العلوم.

عمل بالتدريس ثم تفرّغ للدعوة الإسلامية وهاجر إلى أمريكا الشمالية يبشر بالإسلام ويبين لغير المسلمين الذين يجهلون ما للإسلام من حضارة عظيمة.

حوكم الشيخ الجبري في القضية الخامسة مع فضيلة الأستاذ الهضيبي، والأستاذ مأمون في أحداث 1965م، وحكم عليه بسنتين، وأفرج عنه بعد وفاة عبد الناصر، بتهمة إحياء جماعة الإخوان المسلمين.

وقد اعتقل في أحداث سبتمبر 1981م، وقد عُذِّب عذابًا شديدًا بعد اغتيال السادات من مباحث أمن الدولة ظنًا منهم أنه المرشد الخفي لجماعة الإخوان المسلمين.

معهدته بالإخوان

يُعدّ الشيخ الجبري واحدًا من الرعيل الأول الذين عاصروا حسن البنا وتتلمذوا على يديه وساروا على دربه؛ حيث عهد الجبري الإخوان منذ كان طالبًا في المعهد الأزهري بالزقازيق في بداية الأربعينيات، ما يشير على انتشار وتغلغل الدعوة في الأقطار المصرية في ذلك الحين، يقول رحمه الله عن هذا اللقاء:

"كان أول ما سمعته من الإمام البنا في حفل جامع اشهجر فيه كلٌّ من أعلام جمعيات الشبان المسلمين والإخوان المسلمين، والمحافظة على القرآن الكريم، وشيخ معهد الزقازيق الديني سليمان نوار، وكان نموذجًا في الفصاحة والبلاغة، ولا ريب أني أعجبت بشيخ المعهد، لما في أسلوبه من ديباجة، وألفاظه من جرس قوي.

كما أعجبت بالشيخ محمد رضا رئيس جمعية المحافظة على القرآن والواعظ العام، لما فيه من انطلاق وانسياب فقد كان يهدر بالقول هدرًا، واتى دور المرشد العام حسن البنا، فكان حديثه هادئ الحدثة، سهل العبارة، كثير المعاني، استطاع حتى يجتذب الجماهير بما لم تستطعه عبارات محمد رضا السيابة، ولا الشيخ النوار بقعقعة العبارة وطنينها، فكانت صيحة "الله أكبر ولله الحمد" صيغة التعبير عن الإعجاب به، وكان ذلك في أوائل سنة 1940م، لقد حاز إعجاب الجميع، وكنت في الرابعة عشرة من عمري، تهزني تعبير سليمان نوار، وشقشقة مشايخنا الأزهريين، وربما كان ذلك من قُبيل التعصب الفئوي بحكم الانتماء الدراسي".

ولقد أحب الشيخ عبد المتعال بالإمام البنا أيما إعجاب وسجل إعجابه ذلك في الكثير من خطه، من ذلك قوله: "كان الرجل مصنوعًا لقيادة الحركة الإسلامية بسمته البسيط، ولحيته الخفيفة، ومظهره الذي لا تجد فيه تكلُّف بعض الفهماء ولا العنجهية ولا السذاجة، فكان وقورًا مهيبًا، وكان قديرًا على فهم الأشخاص، فيحتال على الدخول إلى قلوبهم بفكرته ورأيه حتى يخرج فكرته تعبيرًا على ألسنتهم، ويتحولون إلى مرتبطين بالفكرة مجندين لحماية ما نطقوا.. لا يضيق بفكرة ولا معارضة.

وكان يقول لنا: كيف من الممكن أن تتصورون ألا يختلف الناس فيكم وفيما تدعون إليه وقد اختلف الناس في الله الذي لا ينبغي حتى تخفى حقيقة وجوده، فنطقوا: الله ثالث ثلاثة.. إلى غير ذلك؟.

وكان يستطيع حتى يوجز الفكرة التي تُشرح في مجلدات، فيقولها في سطور أوصفحات حتى يعيها جميع أتباعه على مختلف المستويات، وكان قديرًا على عرض أفكاره الجديدة بلباقة لولاها لوقف الناس ضده وحاربوه فنقلهم من وارثياتهم وأصلح مفهومهم للدين وحوّل اتجاههم في الحياة وأعطاهم الهدف وملأ صدورهم بالأمل في الحرية والقوة".

يروي ذكريات اللقاء الأول مع الإمام الشهيد حسن البنا: «... كان أول ما سمعته منه في حفل جامع اشهجر فيه جميع من أعلام جمعيات الشبان المسلمين، والمحافظة على القرآن الكريم، وشيخ معهد الزقازيق الديني، فكان حديثه هادئ الحدثة، سهل العبارة، كثير المعاني.. وكان ذلك في أوائل سنة 1940م، وكنت في الرابعة عشرة من عمري.

وفي محاضرة للأستاذ المرشد حسن البنا في دار الإخوان بالزقازيق، في ربيع 1941م يتذكر الدكتور عبد المتعال الجبري حدثات اللقاء وبيعته للجماعة منذ تلك الليلة: «... وابتدأ الإمام يخطب بعبارات طيبة، واستشهد بفقرات يحفظها من أدب مصطفى صادق الرافعي، فاستوقفني بعباراته التي تتوائم والميول الأزهرية، ثم عرض إلى بيان حكمة التشريع، وضرورة الإسلام لإصلاح حال البلاد والعباد، ثم عرض إلى كيفية الوصول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.

فماذا نطق الإمام الشهيد: في مصر أربعة آلاف قرية ومدينة، فيجب حتىقد يكون في جميع قرية ومدينة مركز ثابت لتعليم الدين حتى نزيل الأمية الدينية، فلاقد يكون الدين مجرد تقليد، وأنما دين الواعي الفاهم الذي يثور عن عقيدة قوية لا ينطفئ بوعيد أوتهديد أوخداع، وتترابط هذه الفروع بقيادة واحدة، فإذا هبت العواصف لم تستطع حتى تقتلع تلك الدرجة العظيمة التي تمتد وتتفرع بجذور وفروع تبلع أربعة آلاف فرع أوتزيد، ويومها تغلب إرادة الشعب المؤمن المتكتل المصمم شهوات الحكام الجائرين الذين رضعوا ثقافة الغرب الملحد الفاجر.

وهنا علت الهتافات: نحن معك يا إمام.. إلى الأمام يا إمام.. فنطق مخاطبًا الباب: أيها الشباب! أنتم على أبواب الامتحان، لم يبق عليه إلا شهران، والمطلوب حتى تكرسوا جهودكم لتنجحوا، وتعوضوا ما فاتكم، ومن ينجح يمضى إلى قريته ليقيم فرعًا للجماعة يبصر الناس بالدين فهمًا وعملاً، فإن استطاع حتى ينجح في ذلك فليأت أبايعه، أما الذي لا يستطيع اجتياز امتحانه في الدراسة، وامتحانه في تجميع أهل قريته وأسرته على الإسلام بخلقه وفهمه فلينتظر حتى يستطيع، فإنها دعوة لا يحملها إلا ذووالهمم العالية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ، وكانت بيعة عامة علنية على هذا القدر المحدود من المطالب». من مواقفه:

حفلت حياة الجبري بالكثير من المواقف الدعوية والجهادية، ولكنه كغيره من فضلاء الإخوان الذين لا يكثرون الضجيج حول أعمالهم وجهادهم وتضحياتهم، وإنما يؤثرن الصمت ويحتسبون ذلك عند الله تعالى.

وعلى الرغم من ذلك لا تعدم حتى تجد إشارة من قريب أوبعيد إلى بعض أعماله ومواقفه المبثوثة في بعض الكتابات.

من تلك المواقف، مشاركة الجبري ضمن الحركة الطلابية في معهد الزقازيق الأزهري في حركة المطالبة بالشريعة الإسلامية، تأييدًا لما نطقه الإمام المراغي عام 1941م حول تطبيق الشريعة الإسلامية يقول الجبري:" نزلنا إلى القرى نبصر الناس بعظمة ومزايا الحكم الشرعي، وأخذنا توقيعات الجماهير بتوكيل شيخ الأزهر، وتأييده فيما يطالب به، ولكن جُبن بعض العُمَد في القرى دفعهم إلى حتى حرّضوا الضعفاء ضدّنا فطالبوا بشطب توقيعاتهم، غير أننا لاحظنا حتى شباب الإخوان ثابت معنا، فلما دعوا الشيخ حسن البنا لمحاضرة في دارهم بالزقازيق ناسب حتى نجاملهم فاستقبلنا- نحن الشباب الأزهري- زعيمهم من محطة القطار إلى مقر الجمعية بشارع عباس الأول في هتاف قوي "الإسلام أساس الحكم" "القرآن دستورنا" "الجهاد سبيلنا" حتى بلغنا الدار. جهاده في الدعوة:

نال الدكتور الجبري نصيبه من الاعتنطق كغيره من الإخوان المسلمين في سجن طرة وغيره من السجون والمعتقلات في السبعينيات والثمانينيات مع إخوانه، وتحمّل من صنوف الأذى ما تحمّل غير هياب ولا وجل، راجيًا حتىقد يكون ذلك الأذى في ميزان حسناته.

ولقد روى المهندس خالد حفظي رفيق الدكتور الجبري، بعض الوقائع التي كان يتعرّض لها الإخوان داخل السجون أوالسلخانات، كما كانوا يسمونها، ولا مجال لسرد هذه الوقائع هنا لأنها معروفة للجميع وسجلها الكثير من الكتاب والمؤرخين المنصفين في كتاباتهم، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الكفاح الوطني والإسلامي في العصر الحديث.

طاف الشيخ الجابري رحمه الله بكثير من أقطار مصر داعية إلى الله، وزار الكثير من شعب الإخوان، وحل ضيفًا على المعسكرات والندوات والحفلات الإخوانية في طول البلاد وعرضها، كما أسهم في نشر الدعوة الإسلامية في كثير من الأقطار العربية والأوربية، وشارك في ترشيد الصحوة الإسلامية في فترتي السبعينيات والثمانينيات، بعد مقتل السادات وظهور الفكر الغالي والجماعات الدينية المتشددة مع رموز الجماعة في ذلك الوقت، من أمثال الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ جابر رزق، حيث قاموا بإدخال معظم أبناء الجيل الجديد داخل الإطار التنظيمي للجماعة، ووصل الأجيال بعضها ببعض.


أعماله ومؤلفاته

أثرى الجابري رحمه الله المخطة الإسلامية بالكثير من روائع الخط والمصنفات، فخط في كلّ فن بأسلوب سهل يناسب القارئ المسلم أيًّا كانت ثقافته، فخط في علوم السنة مجموعة من الخط أهمها: مؤلفاته:

• الاستشراف وجه للاستعمار الفكري: دراسة في تاريخ الاستشراف وأهدافه وأساليبه، 1995م.
• الاستشراف: وجه للاستعمار الفكري: دراسة في تاريخ الاستشراف وأهدافه وأساليبه الخفية في الغزوالفكري للإسلام، 1995م.
• الحضارة والتمدن الإسلامي بأقلام فلاسفة النصارى، 1993م.
• السيرة النبوية وأوهام المستشرقين، 1988م.
• الضالون كما صورهم القرآن الكريم، في التفسير الموضوعي للإمام محمد عبده، 1984م.
• المرأة في التصور الإسلامي، 1981م.
• المشتهر من الحديث الموضوع، والضعيف والبديل السليم، 1987م.
• جريمة الزواج بغير المسلمات فقهًا وسياسة، 1983م.
• حجية السنة ومصطلحات المحدثين وأعلامهم، 1986م.
• 10.حوار مع الشيعة حول الخلفاء الراشدين وبني أمية، 1985م.
• غريب حدثات سليم البخاري، 1996م.
• لا نسخ في السنة في أحاديث العقائد وأحكام العبادات والمعاملات والجهاد والقضاء، 1995م.
• لا نسخ في القرآن.. لماذا؟
• مصر الثائرة عبر العصور، 1986م.
• المصطلحات الأربعة بين الإمامين المودودي ومحمد عبده، الدين، العبادة، الرب، الألوهية، 1976م.
• الناصرية في قفص الاتهام، 1979م.
• الصلاة على النبي (ص): أحكامها، وآثارها التربوية والاجتماعية، 1985م.
• الأضحية: أحكامها وفلسفتها التربوية، 1985م.
• النسخ في الشريعة الإسلامية، كما أفهمه، 1961م.
• عمير بن سعد (مسرحية)، 1962م.
• التاريخ والمنسوخ بين الإثبات والنفي، 1987م.
• عالمية رسالة الإسلام، 1990م.
• فقه الأخت المسلمة في الصيام والاعتكاف والتراويح، 1991م.
• أصالة الدوارين والنقود العربية، 1989م.
• العقلية والثقافة العربية في الجاهلية، 2003م.
• السيرة النبوية وكيف حرَّفها المستشرقون، ترجمة: محمد عبد العظيم علي، نقد وتحقيق وتصويب الشيخ عبد المتعال الجبري.

بلغت شهرة الدكتور الجبري رحمه الله في الأوساط الإسلامية مبلغًا عظيمًا؛ حيث عهدته أجيال الصحوة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي وفي أوربا، ونشرت مؤلفاته في مختلف دور التوزيع والنشر الإسلامية المحلية والعالمية مثل: مخطة وهبة، دار الاعتصام، دار الصحوة، دار التوزيع والنشر الإسلامية، دار الأنصار، وفي جيرسي سيتي بأمريكا، المركز الإسلامي لجيرسي سيتي، ودار الكتاب الإسلامي العربي الأمريكي.

إلى غير ذلك خلف الدكتور الجابري وراءه أعمالاً قيمة بلغت أكثر من 40 مؤلفًا في مختلف الفهم الإسلامية، وهي مجموعة جديرة بأن تكون من مقتنيات جميع بيت لأنها وحدها تكون مخطة إسلامية متكاملة.


مواقف من حياته

نشاطه في الحركة الطلابية بمعهد الزقازيق الديني: «في ربيع العام الدراسي 1941م، جلس الشيخ المراغي يلقي درسًا بالجامع الأزهر، وتناول في السياسة واجبنا نحوالحرب العالمية الثانية.

ونطق: هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، كما تناول الحدود الإسلامية، وأنها الكفيلة بإقرار الأمن في البلاد، انتهز الإخوان الفرصة وأشعل قسم الطلاب الأزهريين بالمركز العام للإخوان حركة المطالبة بالشريعة الإسلامية، تأييدًا لما نطقه الشيخ المراغي، وكنت ضمن الحركة الطلابية في معهد الزقازيق، وأعربت الحركة الأحزاب حتى تتحقق المطالب، ونزلنا إلى القرى نُبصِّر الناس بعظمة ومزايا الحكم الشرعي، وأخذنا توقيعات الجماهير بتوكيل شيخ الأزهر، وتأييده فيما يطالب به، ولكن جُبْنُ بعض العمد في القرى دفعهم إلى حتى حرضوا الضعفاء ضدنا فطالبوا بشطب توقيعاتهم، غير أننا لاحظنا حتى شباب الإخوان ثابت معنا...».

اجتماع المطرية الحاسم

بعد مذبحة طرة، تمت دعوة قيادات الإخوان، خارج دائرة الاعتنطق لحضور هذا الاجتماع، الذي تم في منزل المرحوم نصر عبد الفتاح محمد نصر (إخوان الشرقية)، وقد هجر لهم المنزل في حرية كاملة، ولم يحضر الاجتماع معهم؛ لأنه لم يكن من قيادات التنظيم، وحضر من القاهرة: علي عشماوي، أحمد عبد المجيد، أمين شاهين، وآخرون، ولكنهم استضافوا العالم الجليل الشيخ عبد المتعال الجبري، وتناقشوا كثيرًا، ماذا نعمل تجاه دماء هؤلاء الشهداء الأبرياء (إحدى وعشرون شهيد، بخلاف الجرحى الذي تجاوز عددهم المئة)، وهل هناك مجازر أخرى،يا ترى؟ وأين مشاعر الأخوة التي بايعنا عليها مع الإمام البنا؟!

وبعد انتهاء حدثات الحضور، وانفعالاتهم وبكائهم، بدأ الشيخ عبد المتعال يناقش الجميع ليلة كاملة، حتى اقتنع الجميع بعدم جدوى أي عمل طائش، ولابد من جمع حدثة الإخوان وتربيتهم حتى يأذن الله بالفرج، الذي يراه الناس بعيدًا، ويراه هوقريبًا - إذا شاء الله - وطال الاجتماع حتى الصباح، وصلى الجميع الفجر بعد حتى اقتنعوا برأي الشيخ عبد المتعال الجبري».

موقفه من العنف

ويروي الأستاذ محمد سليم، أحد الشخصيات التي شاركت في قضية الفنية العسكرية 1974م، وحكم عليه بالشغل المؤبد، وأفرج عليه بعد عشرين سنة، عندما بدأت بوادر اقتناعهم بالتغيير عبر العنف والانقلابات الدموية: «... أوفد الأستاذ الهضيبي، الأستاذ عبد المتعال الجبري، وأظنه كان بمنزلة نائب المرشد في ذلك الحين، ليجتمع بثلاثة منا، وهم: طلال الأنصاري، وكامل عبد القادر، ومحمد أبوالعينين في منزل الأخير بالإسكندرية، حيث أكد الأستاذ الجابري حتى منهج الجماعة هومنهج سلمي يقوم على الإصلاح التدريجي عبر العمل الدعوي والتربوي، وصولاً إلى: الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، وأن هذا المنهج يرفض أية أفكار تدعوإلى التطرف أوالصدام، وبناء عليه.. فإن الإخوان قد أحلونا من أي ارتباط بهم».


نطقوا عنه

يقول الدكتور إبراهيم الزعفراني عن الشيخ الجبري عبر لقاءه معه في سجن "أبوزعبل" في أحداث سبتمبر 1981م: «... رأيت الرجل وهوالحافظ للقرآن الكريم بأكمله يقوم الليل إلا قليلاً يتلوالقرآن يرتع ويسجد ويبتهل ويدعوخاشعًا متبتلاً، وجدتني أمام رجل رباني واسع الأفق كثير القراءة في الخط والاطلاع، كان يقضي أكثر من ست ساعات يوميًا في القراءة والكتابة - كان دقيق العبارة شديد الإصغاء لمحدثه، وبعد الإصغاء ينطلق بسيل من الأسئلة، بعضها فهم مصدر الحدثات ومدى دقتها، مدلولاتها حتى صمت حتى جعلني لا أنقل له خبرًا إلا وأنا على استعداد لأذكر مصدره، وأن أكون مستوعبًا لمعظم ألفاظه وحاولت فهم مدلولاته ودوافعه والعواقب المتسقطة لهذا الخبر (فتفهمت منه الدقة في القراءة والفهم والنقل).

لقد سمعته يخطب أربع جمع متتالية في السجن تحت شعار كان الرئيس حسني مبارك بعد انتخابه رئيسًا لأول مرة قد أعربه وهو(مصر المستقبل)، فاختار الشيخ الجبري عنوانًا للخطب الأربعة يتناول فيها نقطة واحدة (حد السرقة في الإسلام ودوره في صناعة مصر المستقبل).

أربع خطب على مدار أربع ساعات يشرح ويقارن بين عقوبة السرقة في الإسلام والعقوبة في غيرها من التشريعات الوضعية مشروحًا بالأرقام والإحصاءات الفهمية ما يفترض أن يوفره تطبيق هذا الحد على الصعيد المادي والمعنوي والفردي والجماعي في المجال الصناعي والزراعي والتجاري، سواء على المجني عليه أوأسرة الجاني، أوعلى الأجهزة الرقابية، أوالشرطية، وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لقد أبهرني حصيلة هذا الرجل من الفهم الشرعي وفهم بالواقع في هذه المجالات جميعًا..».

وكذلك، يروي الأستاذ محمد حسنين عن ذكرياته في سجن أبوزعبل عام 1981م، وتفهمه من الشيخ الجبري: «... وجدتني ذات يوم أسأل فضيلة الشيخ الجبري - رحمه الله - قائلاً: يا سيدي: علام نأخذ الثواب،يا ترى؟ فنطق: كيف،يا ترى؟ قلت: أنا شخصيًا - ومثلي في هذا كثير - لوخيرت بين الخروج من المعتقل أوالبقاء فيه لفضلت البقاء، ففيم الثواب إذن،يا ترى؟ فرد الرجل بحكمة المربي قائلاً: يا بني.. إذا السجن بلاء ولا شك، والصبر عليه له جزاء عند الله عظيم، وأما قد أنعم الله عليكم بالرضى بقضاء الله وقدره فتلك نعمة يجب حتى تحمدوا الله عليها...».


وفاته

استقر به المطاف داعياً إلى الله في الولايات المتحدة، وبقي في ولاية «نيوجرزي» اثنى عشر عامًا يدير المركز الإسلامي، وتوفي بعد أربعة سنوات من السقم عام 1995م.

المصدر

1-الشيخ عبد المتعال الجبري.. مؤرخ الدعوةمسقط :الدكتور عبدالله العقيل

2-د. عبد المتعال الجبري.. الداعية المهاجرمسقط:إخوان أون لاين

نطقب:روابط الشرقية

تاريخ النشر: 2020-06-08 09:20:21
التصنيفات: مواليد 1926, وفيات 1995, أشخاص من محافظة الشرقية, درعميون, إخوان مسلمون مصريون, مصريون مهاجرون إلى الولايات المتحدة, أشخاص من نيوجرزي, أمريكان من أصل مصري

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ميناء بورسعيد يستقبل أكبر سفن «Silver sea» وعلى متنها 565 سائحًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:02
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

وزير الإسكان: طرح قطع أراضٍ بنشاط «ورش صغيرة» بمدينة الشروق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

وفاة الفنان اللبنانى جوزيف عبود

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

تقنيات حديثة فى كأس العالم ستغير مستقبل كرة القدم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

ضبط 6 أطنان أرز محجوبة عن الأسواق داخل مخزن بالمنوفية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

تمديد عمل المجلس الوطني للصحافة إلى 4 أبريل

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

ندوة لتعريف طلاب جامعة كفر الشيخ بمشروعات «حياة كريمة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

مران الأهلى.. كولر يحاضر اللاعبين وفقرات بدنية فى «الجيم»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

أمين عهدة بإحدى الشركات فى سوهاج يستولى على 7 أطنان دقيق مدعم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

مدرب بولندا: مباراة السعودية صعبة لكن سنقدم أفضل ما لدينا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:54
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

«الزراعة» تختتم برنامجًا تدريبيًا لطلبة كليات الزراعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

3 مصابين إثر مشاجرة بالأسلحة داخل قرية فى بنها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:03
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

بايتاس: الحكومة "تستجيب للحوار" مع المحامين

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:10
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

حارس مرمى فرنسا: «مباراة الدنمارك ستكون انتقامية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

«الداخلية» تواصل فعاليات المرحلة الـ 23 من مبادرة كلنا واحد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:21:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية