مصطفى منجم
ترأس الملك محمد السادس، أمس الخميس، للمرة الثانية على التوالي بالقصر الملكي بالرباط، اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز.
ويأتي هذا الاجتماع امتدادا للتدابير التي أمر بها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والهادفة إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خصوصا من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال.
العناية المولوية
يرى مهدي فقير، المحلل الاقتصادي، أن “البلاغ الذي أصدره الديوان الملكي، يعكس العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الفاجعة”، معتبرا أن “هذه الفاجعة أصبحت ورشا من اوراش الدولة، والدليل على ذلك أن الملك محمد السادس يشرف شخصيا على الإجتماعات المخصصة لهذا الحدث المأساوي”.
وأورد مهدي فقير، في حديثه مع “الأيام 24” أن “الاجتماعات تم عقدها في ساعات قياسية الأمر الذي يجسد سرعة تعامل العاهل المغربي مع الاثار التي خلفها هذا الزلزال المؤلم”، مشيرا إلى أن “الاجتماع الأول جاء لتنسيق وإعطاء الاوامر لجنود الإغاثة، قبل أن يخصص الاجتماع الثاني لعملية اعمار المناطق المتضررة، ذلك أن الهيئات المختصة قامت بدور كبير في احصاء عدد المتضررين، وايضا تدقيق في معدل الخسائر التي تعرضت لها المملكة المغربية”.
وتابع المتحدث عينه أن “الملك أعطى على وجه السرعة انطلاقة عمليات الاعمار والتأهيل المتعلقة بالمناطق المنكوبة والمتضررة من هذه الكارثة الطبيعية”، مبرزا “الجانب الإنساني الذي طبع البلاغ والمتعلق باعطاء صفة مكفولي الأمة للأطفال الذين فقدوا أسرتهم وعائلتهم بعد الزلزال”.
شامل وشافي
من جهته، قال عبد النبي أبو العرب، المحلل الاقتصادي، إن “بلاغ الديوان الملكي جاء كإجابة شافية وشاملة لهذه الكارثة الطبيعية، التي ضربت المملكة المغربية، وخلفت دمارا واسعا لا من ناحية المادية والبشرية، والظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها المناطق المنكوبة والمتضررة من ذلك”.
وسجل أبو العرب، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “البلاغ هو إجابة متكاملة، بعدما قرر الملك محمد السادس التكفل بالأطفال الذين فقدوا اسرهم بسبب الزلزال، وإعطائهم صفة مكفولي الأمة”، مضيفا أن “الملك أعطى أوامر سامية بعدم ترك أي شخص بدون مأوى، مع ضرورة توفير إيواء قرب المساكن الأصلية للمتضررين بجميع المستلزمات الضرورية لا من ناحية التدفئة أو الخدمات الصحية الأساسية”.
وأكد الخبير الاقتصادي على أنه “بفضل تعليمات الملك محمد السادس سيتم صرف مبلغ 30.000 درهم بشكل فوري لكل العائلات المتضررة من هذه الكارثة في التفاتة إنسانية ومبادرة طيبة، وإعادة بناء وتأهيل المساكن والمباني للساكنة المتضررة”.
وأجمل عبد النبي أبو العرب حديثه بالتأكيد على أن “الملك محمد السادس اشترط في عملية إعادة الإعمار احترام الخصوصيات المحلية للمنطقة نظرا لهويتها التاريخية، مع إضفاء طابع المتانة والخرسانة لحمايتها من الانهيار مجددا حفاظا على تراثها العريق ومكانتها التاريخية”.
