في عملية شاملة نظمتها مصالح بلدية قسنطينة: إزالـــــة ســــوق فوضويــــة ظلـــت تحاصر ابتدائيتيــن لسنـوات بـوادي الحــد


أزالت، صباح أمس، مصالح المندوبية البلدية سيدي مبروك بقسنطينة أكثر من 20 طاولة وكوخا للتجارة الفوضوية بحي وادي الحد بعد أن تحولت هذه السوق إلى مصدر إزعاج يومي للمواطنين وعائقا أمام سيولة الحركة المرورية، فيما ظلت تحاصر المدرستين الابتدائيتين أحمد بوالصوف ورابعة العدوية لسنوات طويلة.
وشرعت آليات البلدية في إزالة طاولات الباعة في حوالي الساعة الثامنة صباحا، حيث لاحظنا في المكان تواجد عدد معتبر من عناصر الأمن الوطني الذين قاموا بتوقيف حركة المرور في الشارع خلال العملية، في حين امتثل الباعة للأمر ولم يقاوموا التنفيذ الذي سار في ظروف هادئة جدا، كما طلب كثير من المعنيين من مصالح البلدية والأمن السماح لهم برفع طاولاتهم بأنفسهم فوافقوا على ذلك، فيما وجدنا أعوان أمن يطلبون من بعض الباعة الإسراع في رفع طاولاتهم بأنفسهم قبل منتصف النهار حتى لا ترفعها شاحنات البلدية مع بقايا الطاولات الأخرى.  وتنتشر الأكواخ المصنوعة بالقصب والطاولات الخشبية في المكان، حيث قامت مصالح البلدية بتجريفها ورفع مخلفاتها باستعمال الشاحنات، بينما كان أطفال من الحي يحاولون جمع القطع المعدنية والحديدية من أجل إعادة بيعها، كما تجمع عدد كبير من الفضوليين وتقرب الكثير من سكان الحي من ممثلي البلدية ومصالح الأمن من أجل إبداء استحسانهم للعملية، معتبرين أن التجارة الفوضوية في المكان “مشهد بائس” ضاقوا به ذرعا، كما ذكر لنا مواطنون أن السوق أصبحت وكرا للجرذان والحيوانات الضالة، خصوصا بعد مغادرة الباعة، فيما لاحظنا في مخلفات الطاولات أغطية كبيرة من النايلون وإطارات عجلات مستعملة وأخشابا وغيرها.ووصل الأمر بالباعة الفوضويين في حي وادي الحد إلى نشر طاولات مع مدخل المؤسستين التربويتين أحمد بوالصوف ورابعة العدوية مباشرة، حيث سبق أن اشتكى لنا أساتذة وأولياء تلاميذ في المؤسستين من المشكلة، معتبرين أن أبناءهم أصبحوا محرومين من الهدوء داخل الأقسام بسبب هتاف الباعة، فضلا عن المخاطر المحدقة بهم بسبب وجود سوق فوضوية بمحيط مؤسسة تربوية يتردد عليها أشخاص من مختلف الأحياء، ناهيك عن الروائح الكريهة وانتشار القمامة التي تخلفها الطاولات على الرصيف، كما أن الحاوية الموجودة في أقصى نقطة من الحي تمتلئ بالقمامة خلال المساء، خصوصا بقايا الخضر وفضلات الدجاج، ويقوم بعض المواطنين بإضرام النار فيها أحيانا من أجل حرق القمامة.
انتشار التجارة الفوضوية بعدة نقاط في وادي الحد والدقسي
وذكر لنا المندوب البلدي لقطاع سيدي مبروك، توفيق بولخروف، أن العملية مست 26 طاولة للتجارة الفوضوية، حيث يمارس أغلب الباعة فيها تجارة الخضر والفواكه وبعض المواد الغذائية الأخرى، فضلا عن خيمة ينشط صاحبها في بيع الدجاج الحي وذبحه وتقطيعه، مع وجود بعض الأنشطة الأخرى في المكان على الرصيف المحاذي للمدرستين، وعلى الرصيف الآخر بمحيط ورشة إعادة بناء مسجد أبي ذر الغفاري وعند المنعطفات أيضا، في حين تقرّب بعض المواطنين من المندوب البلدي من أجل الشكوى بخصوص انتشار طاولات التجارة الفوضوية بالقرب من مساكنهم في شوارع وأزقة أخرى من حي الإخوة عباس. وقد أوضح محدثنا أن عملية إزالة طاولات التجارة الفوضوية في حي وادي الحد ستتواصل لتمس محاور أخرى، فضلا عن نقاط من حي الدقسي.وما زالت التجارة الفوضوية تنتشر في حي وادي الحد وبعدة نقاط من الدقسي في الوقت الحالي، على غرار السوق الفوضوية التي أنشأها الباعة على امتداد طريق للمركبات يقع بمحاذاة المبنى المسمى “محلات الرئيس” على بعد أمتار من الموقع الذي شهد عملية إزالة الطاولات الفوضوية يوم أمس، حيث وصل الأمر ببعض الباعة الناشطين فيها إلى تهيئة أرضية بالآجر والخزف كما سبق لبعض منهم وضع ثلاجات ووصلها بالكهرباء من المحلات القريبة ثم أزالوها، فيما أنجز آخرون إحاطات بالأخشاب والقطع المعدنية، وقاموا بإنشاء أسقف حتى تحول المكان إلى ما يشبه الأسواق المغطاة. وذكر لنا المندوب البلدي أن المقترح الخاص بتحويل الباعة المتواجدين في المسلك المذكور إلى المساحة الخلفية الشاغرة التي كانت مستغلة من قبل كملعب جواري ما يزال قائما، مؤكدا أن المندوبية قدمت المقترح وأعدت دراسة تقنية حوله. ويشهد محيط محور الدوران الواقع عند المدخل العلوي من حي الإخوة عباس “وادي الحد” انتشارا للباعة الفوضويين منذ فترة، من بينهم أصحاب طاولات وشاحنات لبيع الخضر والفواكه المتنقلين، خصوصا خلال المساء عندما يتزامن مع تجمع تجار سوق وادي الحد اليومي، حيث يتسبب هذا الوضع في الازدحام المروري نتيجة توقف السائقين على قارعة الطريق من أجل اقتناء الخضر.كما عادت التجارة الفوضوية إلى المسلك الواقع بمحيط مسجد حمزة في حي الدقسي رغم أن مصالح البلدية قامت بإزالتها منذ فترة، فقد أخذت تتزايد تدريجيا لتتفاقم في الوقت الحالي، خصوصا مع حركية السوق الكبيرة المتزامنة مع موسم عودة التلاميذ إلى المدارس وانتعاش تجارة المستلزمات المدرسية وملابس الأطفال.
سامي.ح

تاريخ الخبر: 2023-09-18 00:25:06
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية