انطلاق قمة “الطموح المناخي” لحشد العالم وحماية الكوكب وتحقيق العدالة


يلتقي قادة العالم والشركات العملاقة والخبراء في قمة الطموح المناخي الاربعاء القادم الموافق 20 سبتمبر الجاري، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تزامنا مع بدء أعمال الدورة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة، والاسبوع رفيع المستوى لها، وذلك لتسريع وتيرة السباق من أجل حماية كوكب الأرض.يأتي هذا في وقت تبدو المؤشرات المرتبطة بالعمل المناخي خارج المسار الصحيح أو تسير صوب الاتجاه الخاطئ. حيث تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى نزوح ملايين الأشخاص، فيما ترتفع درجة حرارة العالم، وتستمر حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة في التسبب في الموت والدمار، بدءا من كندا ووصولا إلى الجزر اليونانية، انتهاء باعصار دانيال الذي دمر ليبيا.

تأتي القمة بعد ان أبرز التقييم العلمي الأخير الذي أجرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ . إنّ الضرر الناجم عن أزمة المناخ واسع النطاق، ولا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية عند مستويات قياسية.و يحتاج العالم إلى تخفيضات فورية وعميقة في الانبعاثات الآن، وعلى مدار العقود الثلاثة القادمة، للحد من الاحتباس الحراري.

سيتم تنفيذ القمة ونتائجها على ثلاثة مسارات، اولها الطموح حيث يقدم قادة الحكومات (وخاصة الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات) مساهمات محددة وطنياً محدثة قبل عام 2030 (على النحو المتفق عليه في قمة جلاسكو)؛ للوصول لما اسموه صفر انبعاثات مع خطط للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ وعلى راسه الفحم وأهداف أكثر طموحًا بشأن الطاقة المتجددة؛ وتعهدات بشأن الصندوق الأخضر للمناخ.

اما المسار الثاني فيتعلق بالمصداقية .حيث يقدم قادة الشركات والمدن والمناطق والمؤسسات المالية خططًا انتقالية تنفيذ الالتزام لما ورد في المسار الأول تماشبا مع معيار المصداقية المدعوم من الأمم المتحدة.

ويتعلق المسار الثالث بالتنفيذ إذ يقدم قادة الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني شراكات تنفيذ قائمة أو ناشئة لمواجهة التحديات والفرص المتعلقة بتسريع إزالة الكربون من القطاعات عالية الانبعاثات منها الطاقة والشحن والطيران والفولاذ والأسمنت إصلاح النظام المالي الدولي، أنظمة الإنذار المبكر، التكيف، الخسائر والأضرار.

كما تشهد القمة أيضاً افتتاح صندوق الخسائر والأضرار الذى تم اطلاقه أثناء الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27). للتمويل ومساعدة الدول المتضررة من الاثار الكارثة للتغير المناخي

وتعد قمة الطموح المناخي تجمعا فريدا على صعيد الجهود الرامية لمواجهة أزمة المناخ. فالدول الأعضاء في الأمم المتحدة- والتي يبلغ عددها 193 دولة- تجتمع من أجل إظهار الإرادة العالمية الجماعية لجعل العالم أكثر عدالة واخضرارا ونظافة للجميع.

فيما يلي أهم خمس معلومات عن القمة:

1- لم يعد هناك وقت

تؤثر أزمة المناخ على جميع الناس والدول. ووفقا للأمم المتحدة، يعيش نصف سكان العالم بالفعل في مناطق خطرة، حيث يعتبرون أكثر عرضة بمعدل 15 مرة للوفاة بسبب التأثيرات ذات الصلة.ووقعت 70 % من جميع الوفيات بسبب الكوارث الناجمة عن المناخ في السنوات الخمسين الماضية في 46 دولة من أقل البلدان نمواً في العالم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش قال في وقت سابق إن “عصر الاحتباس الحراري انتهى، وبدأ عهد الغليان الحراري العالمي. الهواء لا يمكن تنفسه، والحرارة لا تطاق، ومستوى الأرباح التي يتم جنيها من الوقود الأحفوري والتقاعس عن العمل المناخي أمر غير مقبول”.وأضاف “يجب على القادة أن يقودوا. لا للمزيد من التردد. لا للمزيد من الأعذار. لا للمزيد من الانتظار للآخرين للتحرك أولا. ببساطة لم يعد هناك وقت لذلك”.

2- تسريع العمل المناخي

عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن قمة الطموح المناخي في ديسمبر الماضي، قال إنه يتوقع ألا تكون القمة بلا معنى، مؤكدا أنه “لا مكان للمتراجعين، أو المتسببين في ظاهرة الغسل الأخضر، أو ملقيي اللوم، أو إعادة صياغة البيانات من السنوات السابقة”.

وهناك عدد متزايد من الدول والمؤثرين والقادة الذين يكثفون جهودهم في هذا الشأن. فمنذ عام 2015، زاد عدد البلدان التي لديها استراتيجيات وطنية للحد من مخاطر الكوارث بأكثر من الضعف. كما انضم العديد منها إلى مبادرات مثل أجندة تسريع العمل المناخي التي أقرها الأمين العام.

وتحدد الأجندة – التي تم إطلاقها في وقت سابق من هذا العام – المهام المطلوبة في عام 2023 من قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمالية لمنع تجاوز العتبات المناخية الخطيرة، وتحقيق العدالة لمن هم على الخطوط الأمامية في مواجهة أزمة المناخ.

ودعا الأمين العام عبر تلك الأجندة البلدان إلى “تسريع جهودها”، والالتزام بعدم تبني استخدامات جديدة للفحم، والتخلص التدريجي من استخدامه، والوصول إلى خط النهاية الأنظف، أي بلوغ عالم صافي انبعاثاته صف، .ويعني “صافي الانبعاثات الصفري” تحقيق التوازن بين الكربون المنبعث في الغلاف الجوي والكربون المزال منه.

ويظهر العلم بوضوح أنه من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب صالح للعيش، يجب أن تقتصر الزيادة في درجات الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

3- مساهمات وطنية لحماية الكوكب

يقدم قادة الحكومات أثناء القمة- وخصوصا حكومات الدول الأكثر انتاجا للانبعاثات- تقارير بشأن مدى الوفاء بالتزاماتهم حيال معاهدات تاريخية مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.

وتقدم الدول كذلك تقارير المساهمات المحددة وطنيا والتي تتضمن أهدافاً للتخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ وللتكيف مع تأثيرات هذا التغير، وتعهدات للصندوق الأخضر للمناخ، الذي يدعم البلدان النامية لتعزيز وتنفيذ خطط عملها لخفض الانبعاثات وبناء قدراتها على الصمود.ويُطلب خلال القمة من كافة الدول الأكثر إنتاجاً للانبعاثات، وخاصة حكومات مجموعة العشرين، الالتزام بتقديم مساهمات أكثر طموحاً على صعيد الاقتصاد محددة على المستوى الوطني بحلول عام 2025.

4- النزاهة مهمة

أثناء القمة، يُنتظر من قادة الشركات والمدن والمناطق والمؤسسات المالية تقديم خطط انتقالية تتماشى مع معايير المصداقية المدعومة من الأمم المتحدة على النحو الوارد في تقرير فريق الخبراء رفيع المستوى “النزاهة مهمة” الصادر عن الأمم المتحدة.وهذا المعيار الخاص بالتعهدات الطوعية لصافي الصفر هو المعيار الوحيد الذي يتماشى تماما مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ويدعو التقرير، من بين أمور أخرى، إلى وضع استراتيجيات لوقف استخدام الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي منه، وخفض الانبعاثات، والالتزام بالدعوة العلنية إلى العمل المناخي القائم على العلم.

5- العدالة المناخية ودعم الضعفاء

يعد تحقيق العدالة المناخية هدفا للقمة، وهو ما يعني النظر إلى أصغر الملوثين الذين يتحملون العبء الأكبر والأخطر لما يصدره كبار المنتجين للانبعاثات لاسيما دول مجموعة العشرين.

ومن هذا المنطلق، يناقش المشاركون في القمة التحديات والفرص المتعلقة بتسريع عملية إزالة الكربون من القطاعات ذات الانبعاثات العالية، بما في ذلك صناعات الطاقة والشحن والطيران والصلب والأسمنت.ومن المتوقع أن يكشفوا عن إجراءات لتحقيق العدالة المناخية. ويعني هذا على أرض الواقع حماية مزيد من الناس من الكوارث المناخية بحلول عام 2027، ومضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025.

وتشهد القمة أيضاً افتتاح صندوق الخسائر والأضرار الجديد. ويعد هذا الصندوق أول إجراء من نوعه للتمويل لمساعدة الدول الضعيفة.وخرج الصندوق الى النور أثناء الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27).

لماذا يعد هدف 1.5 درجة مئوية مهما؟

يُلزم اتفاق باريس البلدان بالحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، ويهدف إلى الحد من الزيادة إلى أبعد من ذلك لتكون عند مستوى 1.5 درجة مئوية فقط.، ووفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن الفرق بين 1.5 درجة مئوية و2 درجة مئوية كالآتي:

الفرق بين موت 70 % أو 99 % من الشعاب المرجانية.

تضاعف احتمال فقدان الحشرات، التي تعتبر من الملقحات الحيوية، نصف مواطنها.

أن تكون فصول الصيف الخالية من الجليد في المحيط المتجمد الشمالي مرة كل قرن أو مرة كل عقد.

إضافة متر واحد لارتفاع مستوى سطح البحر.

تأثر 6 ملايين أو 16 مليون شخص بارتفاع مستوى سطح البحر في المناطق الساحلية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.

“المحركات والفاعلون الأوائل”

في ذات السياق ينتظرنا أسبوع من الأحداث رفيعة المستوى مع انطلاق الدورة الثامنة والسبعين رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. فانه على مدى الأيام الثمانية المقبلة، سيقوم قادة العالم وصناع السياسات والجهات الفاعلة في المجتمع المدني بتقييم التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة (SDGs) والضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكبر لمعالجة أزمة المناخ.

ومن المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى حول الأهداف، والمعروف باسم ” قمة أهداف التنمية المستدامة “، يبدأ غدا 18 سبتمبر ويستمر حتى بعد غد 19 سبتمبرالجاري . ويهدف التجمع إلى تنشيط العمل من أجل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي حددت عام 2030 موعدًا نهائيًا لتحقيق الأهداف. وعند نقطة منتصف الطريق، ومع ابتعاد العالم عن المسار الصحيح لتحقيق هذه الغاية، فإن الآمال كبيرة في أن يؤدي الإعلان السياسي الصادر عن القمة إلى إحياء طموحات العالم من جديد.

ومن بين الأحداث البارزة الأخرى قمة طموح المناخ ، الاجتماع الذي يعقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قادة في مجالات الحكومة، والأعمال التجارية، والمالية، والسلطات المحلية، والمجتمع المدني الذين يعتبرون “أوائل المحركين والفاعلين”. “. حيث يتم تكريم هؤلاء القادة لإجراءاتهم وسياساتهم وخططهم ذات المصداقية التي تهدف إلى دعم هدف 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس . وتركز جهودهم أيضًا على تحقيق العدالة المناخية للأفراد والمجتمعات الموجودة في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.

تاريخ الخبر: 2023-09-18 09:21:21
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية