مصطفى منجم
بجانب القوات المسلحة الملكية المغربية، والسلطات المحلية والأمنية، نجد فرق الوقاية المدنية المتخصصة في البحث والإنقاذ، التي وقفت وقفة رجل واحد، من أجل إنقاذ المصابين وانتشال الجثث الموجودة تحت ركام المباني المدمرة بسبب زلزال الذي ضرب المملكة المغربية ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023.
وسخرت المديرية العامة للوقاية المدنية جميع الموارد البشرية واللوجيستيكية للتخفيف من وطأة هذا الزلزال، باعتباره امتحانا صعبا لجميع المسؤولين بالمديرية، لتجاوز نقائص التدخل خلال زلزال الحسيمة سنة 2004 والرفع من المردودية.
وعلى مر عقدين من الزمن، عملت المديرية العامة للوقاية المدنية، على تكوين فرق متخصصة للتدخل في حالة الكوارث والزلازل بالتعاون مع مجموعة من الدول الأوروبية، لكسب تجارب وخبرات الفرق الدولية التي لها تجربة واسعة في هذا المجال.
في هذا الإطار، يرى هشام شكري، الكولونيل المكلف بقسم عمليات الانقاذ بالمديرية العامة للوقاية المدنية، أن “زلزال الحوز لم يكن مفاجئا، لكن قوته والمنطقة التي ضرب فيها فاجأتنا نوعا ما”، مؤكدا استعداد المديرية من خلال تعبئة شاملة سواء عن طريق فرق الإنقاذ والبحث والإسعافات الأولية والإجلاء”.
وأضاف هشام شكري، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “إلى جانب هذه الفرق تمت تعبئة جميع الموارد البشرية واللوجيستيكية التي تتوفر عليها المديرية العامة للوقاية المدنية”، مبرزا أن “المستودعات الجهوية لعبت دورا مهما في نقل وشحن كميات هائلة من الخيم والاسريرة والاغطية بما فيها المولدات الكهربائية”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “زلزال الحوز زاد من حدة هشاشة البنيات التحتية للمناطق المتضررة، التي نجد اغلبها بين الجبال، وأن بؤرة الزلزال وقعت بمنطقة قروية، الأمر الذي طرح إشكالية أخرى وهي صعوبة المسالك ووعورتها”، مؤكدا على أنه “تم تجنيد جميع الموارد البشرية لجميع المتداخلين عن طريق التنسيق، وهذا الأمر تم تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
ولفت فكري إلى أن “منذ سنة 2004 أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية لتحسين مردودية الوقاية المدنية، فيما يتعلق بتدبير الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ”، مضيفا أنه “رغم التوفر على جميع الإمكانيات اللازمة لم يكن التنسيق في المستوى العالي في ذلك الوقت”.
وأشاد المسؤول الوقائي بـ”المجهودات المبذولة من طرف رجال الوقاية المدنية، في معالجة المصابين والجرحى، وهذا ما يبين فعالية خدمة فرق الإنقاذ والبنيات التحتية، إلى جانب البرامج الإستعجالية التي أمر بها الملك محمد السادس”.
