قابلت وزارة الخارجية المغربية تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الأخيرة، حين خرج مخاطبا المغاربة بخصوص زلزال الحوز، بالصمت المطبق، كما لاحظ المتابعون للشأن السياسي بالمغرب، كيف أن وزارة بوريطة استعملت في نفيها لزيارة ماكرون للمملكة، ردا على وزيرة الخارجية الفرنسية التي صرحت في حديث لها عن زيارة مرتقبة للرئيس، لـ”مصدر حكومي رسمي” بدل رد مباشر منها.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي محمد شقير، إن الدبلوماسية المغربية “تبنت أسلوب الصمت إزاء التحركات التي حاول الرئيس الفرنسي القيام بها للتخفيف من التوتر بين البلدين”، مشيرا إلى أن “عدم تعيين سفير مغربي لحد الآن بباريس، يعتبر كذلك نوعا من الصمت السياسي”.
وأضاف شقير في تصريح لـ”الأيام24″ أن “الصمت المطبق الذي قابلت به الدبلوماسية المغربية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسية حول زيارة ماكرون للمغرب، زد على ذلك الفيديو الأخير الذي خرج به ماكرون حول مواساته للشعب المغربي بسبب زلزال الحوز وعرض مساعدته الإنسانية، يدل من جهة على أن هذه التصريحات ليست تصريحات رسمية، وحتى وإن صدرت عن رئييس فرنسا، ما دام أنها لا تتوافق مع الأعراف الدبلوماسية السائدة بين الدول التي تتم من خلال مخاطبة بين الأجهزة المسؤولة في هذه الدول”.
ومن جهة أخرى، يتابع الخبير في الشؤون السياسية: “تعكس رفض العاهل المغربي التفاعل مع الرئيس الفرنسي، بدليل عدم رغبته في الرد على مكالمة هاتفية لماكرون وهو بالطائرة التي عاد منها من مؤتمر قمة العشرين بأندونيسيا”.
وبحسب المتحدث ذاته، فإن هذا الصمت “يدل على أن العاهل المغربي لا يرى في ماكرون رئيسا مؤهلا للحوار معه، بعد رده غير اللائق حول اتهامه بالتجسس عليه، وأيضا لتشبثه بموقفه سواء بالنسبة نحو الجزائر، أو رفضه الخروج من المنطقة الرمادية بشأن مبادرة الحكم الذاتي، بالإضافة إلى سوء تدبيره للعلاقات الفرنسية مع بعض الدول الإفريقية وكلماته الاستفزازية لبعض الرؤساء الأفارقة”.
