المخرجة إيمان عيادي للنصر

علينا تجاوز مصطلح - سينما المرأة -

دعت المخرجة الجزائرية الشابة إيمان عيادي، مخرجة الفيلم القصير «قلب اللوز قديم»، في حوار جمعها بالنصر،  لتجاوز استعمال مصطلح «سينما المرأة»، وقالت أنه وجب أن تنضوي تحت لواء السينما عموما، لأنه لا يوجد فرق حسبها بين سينما المرأة و الرجل، قائلة بأنها تحتفظ بذكريات جميلة عن تجربتها الإخراجية الأولى، والتي تلقت خلالها كل الدعم خاصة  من الجمهور عند تصوير مشاهد في الشارع،  و الذي أعرب عن دعمه و تثمينه لما تقدمه المرأة للسينما ما ساهم، كما قالت، في شحن طاقتها الفنية.

حاورتها / إيناس كبير

النصر: حدثينا عن مكانة الإبداع النسوي في الصناعة السينماتوغرافية؟
في البداية، قبل أن نتحدث عن الإبداع النسوي، يجب أن نسلط الضوء على موضوع مهم وهو زيادة الاهتمام بالصناعة السينماتوغرافية، وتطويرها فإذا زاد الإنتاج ستجد المرأة الأرضية معبدة لاستقبال إبداعاتها، و في حقيقة الأمر، سواء على المستوى الوطني أو الدولي الرجال يأخذون حصة الأسد في هذا المجال، لكن رغم ذلك توجد فئة قليلة من النساء اللواتي يساهمن بإنتاجاتهن وأعمالهن.
النصر: كيف كانت مساهمة المرأة الجزائرية في السينما قبل و بعد الاستقلال؟
من خلال ما عايشناه في مختلف الفترات التي مرت بها السينما الجزائرية، فقد انحصرت إسهامات المرأة أكثر شيء في التمثيل خصوصا في الأفلام الثورية، حيث لمعت الكثير من الأسماء على غرار فتيحة بربار، كلثوم وغيرهن من اللواتي تركن بصمتهن في الشاشة، بالرغم من أن أدوارهن لم تكن في البطولة مثلما هو الأمر مع الكثير من الممثلين الرجال الذين حفُظت لهم العديد من الأدوار الأولية.
 أما بالنسبة للإخراج فالمرأة لم تقتحم هذا المجال بقوة إلى غاية وقتنا الحالي حيث بدأت تظهر تجارب مختلفة لبعض الأسماء مثل المخرجة والممثلة بهية راشدي، وأخرى لشابات منهن من تخصصت في ميدان الإخراج أو أخريات جمعن بينه و بين التمثيل.
هكذا تصنف أفلام في خانة سينما المرأة
النصر: ما المعايير التي يصنع على أساسها الفيلم في خانة سينما المرأة؟
تختلف الآراء في هذا الجانب، فهناك من يرى أن السينما النسائية تكون المرأة هي صاحبة البطولة في العمل، ويجب أن تكون مخرجته امرأة، بينما فئة أخرى تعتبر سينما المرأة هي مجموع الأفلام التي تعالج قضايا نسوية والمشاكل التي تعاني منها النساء حتى لو كان المخرج رجلا.
بالنسبة لي سينما المرأة هي الأعمال التي تبرز دور المرأة في المجتمع، و التي تسلط الضوء على حياتها اليومية، والمشاكل التي تعاني منها، وأهم شيء يجب أن نأخذه بعين الاعتبار هو محاولة إظهار إنجازاتها و مكانتها في وقتنا الحالي في شتى الميادين، وكسر الصورة النمطية التي لا تزال سائدة، لنرى عند عرضه صورتهن الواقعية وليس صورة مقتبسة من بيئة أخرى.
النصر: كيف تدافع المرأة سواء كاتبة أو مخرجة، عن قضية تخص النساء، بعمل فني إبداعي غير مستهلك؟
يجب أن تكون السينما أداة لإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها المرأة، حتى نهيئ بيئة سليمة للأجيال القادمة، أساسها الاحترام والتفاعل الإيجابي، وحتى لا يقعوا في نفس أخطاء من سبقوهم، أما من ناحية المواضيع فمعاناة بعض النساء، والمشاكل التي تواجه المرأة كل يوم، فضلا عن دورها في المجتمع كلها قضايا يمكن أن تُستوحى منها الكثير من الأفلام، من جانب آخر تستطيع مشاركة المرأة في عمل معين سواء فنيا أو إخراجيا أو في كتابة السيناريو و تفوقها في المهمة التي أوكلت إليها، لكون قدوة  في مجال الصناعة الإبداعية الفنية.
النصر: هل مازالت السينما النسوية بحاجة إلى تكرار الشعارات نفسها المتعلقة بالتحرر والمساواة؟
الصناعة السينماتوغرافية النسوية لا تقتصر فقط على إبراز المعاناة والحديث عن المشاكل، أو أن يكون العمل موجه للنساء فقط.
 تستطيع المرأة ببساطة، أن تبرز تجربتها الناجحة فقط لأنها عملت بجهد وتميزت في صناعة الفيلم، وشاركت به في مهرجانات واستطاعت الحصول على الكثير من الجوائز، وتصادفنا الكثير من المواقف في المهرجانات الدولية، فمباشرة بعد أن يعرف المشاركون بأنني مخرجة أُمثل بلدي الجزائر أُقابل بالأحضان ويعبرون لي عن سعادتهم لتمكني من تشريف بلدي.
النصر: ما الفرق بين تبني الرجل لقضية نسوية في عمل سينمائي، وبين تبنيها من قبل امرأة؟
جميل أن نرى رجالا يدافعون عن النساء المضطهدات من خلال تبني قصصهن سينمائيا، لكن بشرط أن يكون هناك تشارك بينهم وبين المرأة سواء في الإخراج أو المعالجة الدرامية أو كتابة السيناريو، لأنهم سيقعون حتما في مشكلة الفشل في إيصال المشاعر الحقيقية، لقصة لم يعايشوا تفاصيلها، بينما تستطع المرأة توصيفها كاملة سينماتوغرافيا، لكونها عاشت أحداثها أو حتى يوجد التقاء في التفاصيل مع قصص ومواقف أخرى لهذا فإن التعبير عنها يكون أكثر دقة.
النصر: ما التجديد الذي ترينه ضرورة في سينما المرأة لتواكب التغيرات المجتمعية؟
حسب وجهة نظري يجب أن نتجاوز مصطلحي «سينما المرأة» و»سينما الرجل»، ونحاول أن نمزج بينهما وهذا هو التجديد الذي نطمح له لأنه في الأساس لا يوجد فرق بينهما عندما تكون هناك وفرة في الإنتاج، وتنويع في المواضيع التي تلمس كل الفئات.
هذه النقائص علينا تداركها
النصر: ما نقائص السينما الجزائرية الواجب تداركها؟
الصناعة السينماتوغرافية في الجزائر بحاجة لدعم أكبر، خصوصا للمواهب الشابة حتى يسهل عليهم الإبداع في إنتاج أعمالهم، تزخر الساحة الفنية الجزائرية بالكثير من المبدعين والمبدعات بإمكانهم تمثيل الجزائر في المهرجانات الدولية بأحسن وجه، وتغطية النقائص التي تعاني منها السينما الجزائرية يأتي من الممارسة وتصويب الأخطاء.            
إ ك

تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:20
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية