أحمد البوحساني
من المتوقع أن يحافظ رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه على منصبه لولاية سادسة ، حيث أظهرت نتائج انتخابات مجلس الشيوخ في فرنسا أمس الأحد استمرار سيطرة اليمين على مجلس الشيوخ في البرلمان الفرنسي ، و كشفت الصعوبات التي يواجهها حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، في اقتراع شهد عودة التجمع الوطني مع ثلاثة أعضاء.
وبدأ فرز الأصوات مساء أمس الأحد في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ الفرنسي، حيث كان من المتوقع أن تحافظ المعارضة اليمينية على هيمنتها التاريخية، مما يشكل انتكاسة أخرى لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون الحاكم.
و خلافاً لمجلس النواب في الجمعية الوطنية، لا يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ بالاقتراع العام المباشر، بل تتم عملية الانتخاب من قبل نحو 150 ألف ناخب يعرفون باسم “الناخبين الكبار”، هم مجموعة من المسؤولين المنتخبين على الصعيدين الإقليمي و الوطني، اذ يعكس هذا المجمع الانتخابي النتائج الانتخابية للانتخابات المحلية، حيث يفتقر حزب النهضة بزعامة ماكرون إلى دعم قاعدة شعبية قوية، وكان أداؤه دائمًا ضعيفًا.
و أُجريت الانتخابات أمس الأحد لاختيار 170 مقعدًا من أصل 348 في مجلس الشيوخ لولاية تستمر لست سنوات. كانت آخر انتخابات لمجلس الشيوخ قد جرت قبل ثلاث سنوات، ومن المقرر أن يتم التصويت على المقاعد الباقية الـ178 في عام 2026.
و بدأت نتائج التصويت تظهر في وقت متأخر من مساء الأحد، وتشير المؤشرات الأولية إلى احتمالية استمرار أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين في مناصبهم، مما يشير إلى أن الحزب الجمهوري سيظل الأكبر، ثم يليه الاشتراكيون على الأرجح.
و يتمتع مجلس الشيوخ الفرنسي بصلاحيات محددة ، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدستورية، لكنه يفتقر إلى السلطات الواسعة التي يمتلكها مجلس النواب في الجمعية الوطنية، رغم ذلك، يمكن لمجلس الشيوخ غير المتعاون أحيانًا أن يعرقل جهود الحكومة.
و سيطر اليمين على مجلس الشيوخ في السنوات الأخيرة، باستثناء الفترة من 2011 إلى 2014 حيث سيطر عليه الاشتراكيين .
و في الانتخابات البرلمانية لعام 2022، خسر حزب ماكرون غالبيته في مجلس النواب، استخدم للمصادقة على سلسلة من القوانين، بينها إصلاح نظام التقاعد، على مادة مثيرة للجدل تسمح بتمرير مشاريع القوانين من دون تصويت.
وفي أول تحد تواجهه إدارة ماكرون، فقدت وزيرة الدولة لشؤون المواطنة، سونيا باكيس، مقعدها في إقليم كاليدونيا الجديدة بمنطقة المحيط الهادئ أمام المرشح المؤيد للاستقلال، روبير كزوي.
وبناءا على هذه النتائج ، من المتوقع أن يبقى جيرار لارشيه من حزب الجمهوريين في منصب رئيس مجلس الشيوخ لولاية سادسة، وفي هذا الصدد قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، برونو ريتيو، “في هذه الأوقات السياسية الصعبة وغير المستقرة التي نمر بها، يعتبر الاستقرار نجاحًا كبيرًا بالفعل”.
