زعمت موسكو مرارًا وتكرارًا أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو قد انخرطوا فعليًا في الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة وبمعلومات استخباراتية والمساعدة في التخطيط لهجمات على المنشآت الروسية، وأنهم قاموا بالمساعدة في تخطيط وتنفيذ الهجوم الصاروخي الأسبوع الماضي على مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم التي ضمتها.

وذكرت تقارير إخبارية غير مؤكدة أن صواريخ ستورم شادو التي قدمتها المملكة المتحدة وفرنسا لأوكرانيا استخدمت في الهجوم على المقر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «ليس هناك شك في أن الهجوم تم التخطيط له مسبقًا باستخدام وسائل الاستخبارات الغربية والأقمار الصناعية لحلف شمال الأطلسي وطائرات الاستطلاع، وتم تنفيذه بناءً على نصيحة الأجهزة الأمنية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق الوثيق معها». تأتي تصريحات زاخاروفا في أعقاب تعليقات أدلى بها ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الذي قال إن وصول دبابات أبرامز أمريكية الصنع إلى أوكرانيا والوعد الأمريكي بتزويد أوكرانيا بعدد غير محدد من صواريخ ATACMS طويلة المدى من شأنه أن يدفع الناتو إلى الاقتراب من صراع مباشر مع روسيا.

تخطيط مسبق

ولم تستجب وزارة الدفاع البريطانية على الفور لطلبات التعليق على تصريحات زاخاروفا أو التقارير التي تفيد باستخدام صواريخ ستورم شادو في الهجوم.

وجاء هذا الاتهام في اليوم التالي لظهور مقطع فيديو يظهر أن قائد الأسطول، الأدميرال فيكتور سوكولوف، لا يزال على قيد الحياة على الرغم من ادعاءات أوكرانيا - دون تقديم أدلة داعمة - بأنه كان من بين 34 ضابطا قتلوا في غارة يوم الجمعة على مدينة سيفاستوبول الساحلية.

هدف متكرر

وكانت شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني من أوكرانيا في عام 2014، هدفًا متكررًا منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022. وكانت شبه جزيرة القرم بمثابة المحور الرئيسي لدعم الغزو وتعرضت بشكل متزايد لإطلاق النار من أوكرانيا.

وقالت أوكرانيا إن الغارة التي أحدثت ثقبًا كبيرًا في المبنى الرئيسي للمقر أدت إلى إصابة 105 أشخاص، على الرغم من عدم إمكانية التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.

وقالت روسيا في البداية إن جنديا قتل لكنها تراجعت بسرعة عن هذا التصريح وقالت إن الشخص مفقود.

ولم تقدم موسكو أي تحديثات بشأن سقوط ضحايا.



وضع سوكولوف

ولم يعلق الكرملين على وضع سوكولوف لكنه نشر مقطع فيديو يظهره بين كبار الضباط الآخرين الذين يحضرون مؤتمرا عبر الفيديو مع وزير الدفاع سيرجي شويجو.

وعندما سئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن سوكولوف، أشار إلى أنه شارك في مكالمة الفيديو مع شويغو لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.

ونشرت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية بيانا قالت فيه إن مصادرها زعمت أن سوكولوف كان من بين القتلى، ولم يتم التعرف على العديد منهم بعد. وقالت إنها تحاول التحقق من هذا الادعاء بعد ظهور الفيديو.

وظهر سوكولوف وهو يتحدث إلى الصحفيين حول عمليات الأسطول الأسود في مقطع فيديو نُشر على قناة إخبارية مرتبطة بوزارة الدفاع الروسية. ولم يكن من الواضح متى تم تسجيل الفيديو. ولم يتضمن الفيديو أي ذكر للهجوم الأوكراني على مقر الأسطول.