المنافسة حاليا علي الممرات الدولية
المنافسة حاليا علي الممرات الدولية
حظي مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا بمتابعة عالمية ومصرية, وشكل جدلا واسعا منذ الإعلان عنه خلال انعقاد قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي, والتي اختتمت أعمالها مؤخرا, وكانت كل من الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وقعت علي مذكرة تفاهم علي المشروع. حول جدوي المشروع والمعايير التي اختيرت علي أساسها الدول التي سيمر بها الطريق, وتأثيره علي قناة السويس, يري البعض أن تأثيره سيكون قليلا علي أكبر ممر ملاحي في العالم.
وينطلق المشروع من الهند بحرا عبر بحر العرب ومنها إلي الإمارات, ثم السعودية, حيث سيمر بأراضيها أطول مسافة في قلب الجزيرة العربية إلي الأردن, ومنه إلي إسرائيل ومنها عبر موانئها علي البحر المتوسط إلي إيطاليا وفرنسا ثم ألمانيا, ويتضمن المشروع تشييد خطوط سكك حديدية عابرة للحدود لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والبضائع والخدمات, وسيعمل المشاركون فيه علي تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية, كونه جزءا من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ علي البيئة في المبادرة. بعض السياسيين اعتبروا أن الممر خطوة طبيعية وواقعية نحو تعزيز العلاقات بين أمريكا والهند والخليج العربي وأوروبا, لكن البعض أكد أن الممر يقام لينافس الممر الصيني الذي انطلق عام 2013 باسم الحزام والطريق وبدأ تنفيذه بالفعل بهدف توسيع روابط الصين التجارية من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات, وتوسيع نطاق نفوذها السياسي في العالم.
يتكون الممر الاقتصادي الجديد من ممرين منفصلين: الممر الشرقي والممر الشمالي وجزء منه بري عن طريق السكك الحديدية والآخر بحري عن طريق النقل البحري, إذا السؤال: لماذا تم استبعاد مصر من الممر الاقتصادي؟ كما لم يتخف كل من تركيا ولبنان استياءهما من استبعادهما, إلا أن إيران تعتبر هي الخاسر الأكبر من هذين الممرين الهندي والصيني بسبب عزلتها الدولية, ولكن بعيدا عن التجاذبات والاستياءات والاستبعادات نتفق أم نختلف فإن المنافسة حاليا علي الممرات الدولية جزء من الصراع الأمريكي- الصيني, ولاسيما الصراع الحدودي بين الهند والصين أبرز أعضاء تجمع البريكس.
[email protected]