أكد ناشطون في المجال السياحي، أمس، تزايد إقبال السياح الأجانب على الوجهات السياحية في الجزائر، في ظل العديد من التسهيلات والمقومات العديدة التي تزخر بها بلادنا، وأشاروا في الوقت ذاته، إلى التركيز على السياحة الداخلية و العمل على ترقيتها واعتبروا أن الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته 22 فرصة مواتية للتعريف بالخدمات السياحية وتقديم الباقات والبرامج السياحية والتي لقيت تجاوبا من قبل زوار المعرض .
وعرفت الطبعة ال22 للصالون الدولي للسياحة والأسفار، والتي تختم اليوم بقصر المعارض بالصنوبر البحري، بالعاصمة، مشاركة العديد من المتعاملين في المجال السياحي، وطنيين وأجانب، حيث كانت الفرصة مواتية لتعزيز الوجهة السياحية الجزائرية ، حيث شكل الصالون، فضاء للترويج والتعريف بالعروض السياحية وإتاحة المجال أمام لمتعاملين والزوار للاطلاع على التنوع السياحي الذي تزخر به بلادنا بالإضافة إلى إبراز المستجدات في القطاع .
وكان الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، قد أكد خلال إشرافه على تدشين الصالون الدولي للسياحة والأسفار الخميس الماضي، أن السياحة في الجزائر، خاصة منها السياحة الصيفية، «تعرف نقلة نوعية يجب أن نروج لها جيدا»، مشيرا إلى أن عدد السواح الأجانب لهذه السنة «تجاوز 1.6 مليون سائح، أي بزيادة قدرت بمليون سائح مقارنة بسنة 2022».
وأكد الوزير الأول بالمناسبة ،على أهمية تطوير السياحة الداخلية، باعتبارها رافدا من روافد التنوع الاقتصادي في الجزائر، مبرزا أن هذه السياحة بإمكانها أن تستقطب 12 مليون سائح سنة 2024.
كما شدد بن عبد الرحمان، خلال زيارته لأجنحة الصالون، على أن الدولة “بدأت في رفع تحدي السياحة، مما يستدعي الاستمرار والانتظام والمضي قدما نحو تحقيق الجودة وتنويع الخدمات بالشكل الذي يتماشى بمقومات وإمكانيات الجزائر”.
من جانبه، كان وزير السياحة والصناعة التقليدية، مختار ديدوش، قد أكدعلى أهمية تنظيم الصالون الدولي للسياحة والأسفار، لمنح الفرصة لكل المتعاملين السياحيين الوطنيين والأجانب، من أجل تبادل الخبرات وإقامة علاقات شراكة قوية بهدف تحقيق نقلة سياحية جيدة في الجزائر.
و أوضح الوزير في لقاء صحفي على هامش افتتاح الصالون ، أن “كل المؤشرات تؤكد بأن السياحة الجزائرية، ستتحسن أكثر خلال السنوات المقبلة، من خلال جعلها أكثر استقطابا للسياح الأجانب بفتح مسالك سياحية جديدة، لاسيما بمناطق الواحات والجنوب”.
وأشارت وكالات سياحية شاركت في هذه الطبعة من الصالون، إلى اقبال السياح الأجانب على زيارة العديد من المناطق السياحية في ظل الإجراءات والتسهيلات التي وضعتها الدولة .
ومن جانبه ، أبرز شريفي قاسم رئيس جمعية الديوان السياحي طاسيلي ناجر ، ولاية جانت، أهمية المشاركة في الطبعة ال22 من الصالون الدولي للسياحة والأسفار ، من خلال حضور وكالات سياحية إلى جانب الصناعات التقليدية وفرق الفلكلور والموسيقى ، مضيفا أن هذه الوكالات السياحية المشاركة عرضت خدمات و برامج مختلفة
وأوضح المتحدث للنصر، أن الديوان، يعتبر جمعية محلية تنشط على المستوى المحلي ويقوم بالتنسيق مع الوكالات ومديرية السياحة والحظيرة الثقافية طاسيلي ناجر ويقوم بالعديد من النشاطات بما فيها التكوين للمرشدين السياحيين .
توافد معتبر للسياح الأجانب
كما أشار إلى القيام بحملات نظافة للمحيط والأماكن التي يرتادها السياح مع دخول الموسم السياحي بمشاركة الوكالات السياحية والجمعيات الناشطة ، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية الحفاظ على نظافة المحيط ، خصوصا وان حظيرة الطاسلي ناجر مصنفة عالميا ، من طرف اليونسكو وبها آثار ما قبل التاريخ .
من جهة أخرى ، تطرق المتحدث ذاته إلى إقبال السياح الأجانب خلال الموسم السياحي 2022/2023 ، لافتا إلى توافد 5 آلاف سائح أجنبي من 37 جنسية على منطقة جانت لزيارة مختلف الوجهات والمناطق السياحية الموجودة، إلى جانب توافد السائح المحلي أيضا .
وأضاف أن الدولة وضعت تسهيلات، على غرار خطوط نقل بين جانت باريس بالإضافة إلى تأشيرة التسوية واعتبر أن الجزائر أصبحت وجه سياحية حقيقية، سواء بالنسبة للمناطق الجنوبية السياحة الصحراوية أو بالنسبة للسياحة على مستوى الشمال بالنظر للمقومات السياحية الهامة التي تزخر بها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية تدارك النقائص الموجودة .
إرادة لدعم وتنشيط قطاع السياحة
ومن جانبه أوضح عزالدين قدحة، ممثل وكالة ديسكوفر غرداية للنصر، أن المشاركة في الصالون الدولي للسياحة ، هي فرصة جيدة للقاء المتعاملين والزبائن والسياح الراغبين في زيارة ولاية غرداية وأيضا الترويح لوجهة غرداية والتي تعتبر من بين الوجهات المميزة في الجزائر .
وأشار المتدخل، إلى تقديم العديد من الخدمات للسياح ، على غرار إقامات في ولاية غرداية وتنظيم رحلات حسب الطلب للزبون وتنظيم زيارات لمختلف القصور في غرداية وأيضا رحلات إلى الحمامات المعدنية، لافتا الى الجودة من حيث الخدمات المقدمة للزبائن.
واعتبر أن هناك إقبال كبير للسياح على غرداية والتي تعتبر وجهة عالمية وأضاف أنه خلال فترة كورونا، كان هناك إقبال أيضا من قبل السياح المحليين وبعد تلك الفترة كان هناك نوعين من السياح الذي يأتون لزيارة غرداية و يتعلق الأمر بالسياح الأجانب والمحليين، مبرزا المقومات السياحية التي تزخر بها المنطقة وأشار الى القصور التاريخية لوادي ميزاب المصنفة كتراث عالمي ومنها الرمال المتواجدة في منصورة وسبسب وأيضا الحمامات المعدنية المشهورة بزلفانة .
ومن جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى الإرادة الموجودة اليوم لدعم وتنشيط قطاع السياحة ويلاحظ ذلك من خلال التسهيلات المتعلقة بتأشيرة التسوية وأيضا المراقة والدعم على المستوى المحلي من مديرية السياحة في ولاية غرداية .
كما تطرق من جانب آخر، إلى استعمال مواقع التواصل الاجتماعي للترويج السياحي وأيضا التعاون مع صناع المحتوى السياحي وذلك من خلال جلبهم إلى ولاية غرداية للقيام بفيديوهات ترويجية حول الولاية والمقومات السياحية التي تزخر بها، من أجل استقطاب السياح المحليين والأجانب أيضا لجلب العملة الصعبة .
تقديم خدمات سياحية و برامج وعروض مختلفة
وبخصوص موسم السياحة الصحراوية، أشار إلى تحضير عروض مختلفة، حيث ان هناك حجوزات إلى غاية نهاية السنة وتوقع إقبال جد معتبر لولاية غرداية هذه السنة .
وذكر أنه كان هناك إقبال معتبر للسياح خلال الموسم السياحي السابق خاصة الأجانب.
وأوضح أن الوكالة اعتمدت استراتيجية دعم وتنشيط السياحة المحلية والتي هي كنز تزخر به الجزائر .
كما تشارك في هذه الطبعة من الصالون أيضا مؤسسة التسيير السياحي تيبازة ، التابعة لمجمع الفندقة السياحة وحمامات معدنية وأوضح مدير التجارة والاستغلال بمؤسسة التسيير السياحي بتيبازة للنصر، أن المؤسسة تضم 4 مركبات تقع على الشريط الساحلي لمدينة تيبازة وهي تغتنم الفرصة لتقديم الجديد في كل طبعة من خلال العروض المختلفة ، بطاقات اشتراك سنوية للدخول لجميع المركبات والاستفادة من جميع المرافق ، مسابح قاعات رياضة وقاعات حفلات و تظاهرات فنية أو سهرات ، معتبرا أن هناك إقبال للسياح ، على مختلف المركبات ، خاصة بالنسبة لوكالات السياحة والسفر ، في ظل التسهيلات.
ومن جانبها تقوم وكالة ايزوان ترافل بتنظيم جولات سياحية للسياح الأجانب على مستوى مختلف المناطق السياحية في الجزائر، حيث أنها تسعى إلى إنعاش السياحة الداخلية، حسبما أكده مسير الوكالة، اجديد عبد الوهاب للنصر، والذي نوه بالتسهيلات والإجراءات الإدارية، على غرار تأشيرة التسوية التي تساعد بشكل كبير على مجيئ السياح الأجانب .
وأوضح المتحدث، أنه خلال 2023 كان هناك طلب كبير من الوكالات السياحية الأجنبية لزيارة الجزائر، لافتا إلى أن الوكالة تتعامل مع وكالات سياحية من البرتغال، بولونيا وإيطاليا و تقوم بالتنسيق معها لاستكشاف الوجهات السياحية والمناطق الخلابة في الجزائر بما فيها الصحراء .
وأضاف ان هناك طلبات عديدة للسياح الأجانب لزيارة الصحراء الجزائرية وأيضا الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج .
ومن جانبه أوضح فايز محمد، ممثل الديوان الوطني للحظيرة الثقافية توات قورارة تديكلت وهي مؤسسة عمومية، مهمتها الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي والتراث الطبيعي المتواجد على مستوى إقليم الحظيرة التي تضم كل من تيميمون وأدرار وأضاف أن مهام الديوان تثمين التراث الثقافي والتعريف به و المشاركة في المعرض هي للتعريف بالتراث الثقافي الموجود على مستوى الحظيرة في تيميمون وأدرار وأوضح أن هناك تجاوب من قبل زوار المعرض
الترويج للوجهة الجزائرية ضمن إطار إلكتروني و رقمي
من جانبه ، أبرز حمور ماهر رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة ، مشاركة المنظمة، ضمن فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار، لافتا إلى أهمية إدخال عناوين جديدة لريادة الأعمال والابتكار والمحافظة على البيئة، ضمن أولويات القطاع السياحي لرؤية 2030 للقطاع السياحي الجزائري .
وأضاف في حديثه للنصر، أن الجزائر لديها مميزات خاصة في المجال البيئي والسياحة الجبلية وسياحة المغامرات والسياحة الحموية .
وأوضح أن المنظمة تملك مجلس علمي ومستشارين في القطاع السياحي وتعمل على رؤية واحدة وهي تطوير علوم الفندقة والسياحة والترويج للوجهة الجزائرية، ضمن إطار الكتروني و رقمي مميز.
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود للترويج للسياحة المحلية، من خلال تقديم خدمات فندقية في المستوى وأقل سعر وتوفير خدمات النقل وغيرها ومشاركة مختلف القطاعات ، الخدمات والطيران والخدمات المالية.
كما أشار ممثل وكالة قمة الضيافة إلى أن الوكالة اغتنمت الفرصة لتقديم برامج بمناسبة المعرض، لافتا الى التركيز على السياحة المحلية في ظل التسهيلات والاسعار التي اعتبرها أنها معقولة .
وأضاف أن هناك توافد للسياح الأجانب من الصين وإيطاليا واسبانيا، كما ستستقبل الوكالة أيضا زوار من صربيا .
حركية في القطاع في ظل الإنجازات والتسهيلات
وأوضح محمد أمين برجم رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر للنصر، أن الجمعية، شاركت في هذه الطبعة من الصالون الدولي للسياحة والأسفار المتزامن مع بداية انطلاق موسم السياحة الصحراوية والحموية ، من خلال الدخول ببرامج سياحية للوكالات المنضوية تحت لواء الجمعية وهذا تشجيعا للسياحة المحلية بالدرجة الأولى، مشيرا في هذا الإطار إلى عرض العديد من الباقات للزوار والراغبين في السياحة الداخلية ، ويتعلق الأمر بباقات متنوعة بين السياحة الصحراوية والسياحة الحموية والجبلية والخرجات بالنسبة للمناطق القريبة من العاصمة .
وأشار المتدخل، إلى توافد العديد من الزوا ر على الصالون من أجل اكتشاف العروض الجديدة، لافتا إلى الحركية المسجلة في القطاع ، بالنظر للعديد من العوامل ، في ظل الإنجازات والتسهيلات على غرار تأشيرة التسوية وفتح العديد من خطوط الطيران والعديد من الإجراءات التحفيزية الأخرى، مؤكدا على أهمية أن يلعب قطاع السياحة الدور المنوط به على مستوى الاقتصاد الوطني، وأضاف أن القطاع في ازدهار يوم بعد يوم.
مراد -ح
