تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، صور وفيديوهات لحفرة عميقة ظهرت بمنطقة سيدي ولاد فرج أحد المناطق الدائرة بمدينة الجديدة، التي خلفت وراءها سيلا من التعليقات والفرضيات، حول إمكانية ارتباطها بتداعيات زلزال “الحوز”.
هذه الحفرة التي يصل عرضها إلى 20 مترا، وعمق قدره 60 مترا، خلفت بعض التخوفات للساكنة، الأمر الذي دفع السلطات المعنية إلى تطويق المكان خوفا من حدوث أي إصابة.
في هذا السياق، قال عبد الرحمان الحرادجي، أستاذ مادة الجغرافيا بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “نشأة الحفرة التي ظهرت بمدينة الجديدة ليست لها علاقة بالزلزال، وأن هذه التجويفة تستغرق آلاف السنين لتشكيلها تحت السطح، وأيضا في الطبقات التي تتمتع بقابلية الذوابان غالبا ما تكون كلسية أو ملحية”.
وأضاف الحرادجي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذه الحفرة كلسية، وأن إذابة هذه الصخور يكون بفعل مياه الأمطار التي تكن مشحونة بغاز ثاني أوكسيد الكربون”، مشيرا إلى أن “هذا الغاز قابل للذوابان في الماء، خصوصا إذا كانت حرارته منخفضة”.
“مع مرور آلاف السنين يتم تشكيل هذه التجاويف، وأن الزلزال هو فقط سبب مباشر لإنهيار سقف الذي كان يغطي هذه الحفرة، علما أن هذه الحفرة تكونت منذ زمن طويل في باطن الأرض وأن الزلزال يعتبر القطرة التي أفاضت الكأس”، يقول المتحدث، مضيفا أن “الشروط التي يجب أن تتوفر لوقوع هذه الظاهرة، هي وجود صخور لها قابلية الذوابان سواء كانت كلسية أو ملحية، مع توفر على مناخ رطب بمعنى وجود أمطار غزيرة”، لافتا إلى أن “المنطقة التي وقعت فيها الواقعة هي منطقة شبه قاحلة، علما أن هذه المناطق المقفرة بدورها تقع فيها هذه الظاهرة”.
وأجمل الحرادجي حديثه بالتأكيد على أن “نشاط هذه الظاهرة هو قديم جدا، وأن الزلزال كان فقط عاملا مساعدا على انهيار هذه الطبقة الأرضية”.