تحدث الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، في برنامجه «رسالة وطن»، عن حرب أكتوبر المجيدة، تزامنا مع الذكري الخمسين للحرب، قائلا إنّ الصحافة العالمية وقتها، أكدت  أن الجيش المصري كي يعبر القناة ويبدأ الحرب، يحتاج إلى أسلحة المهندسين في مصر وروسيا وأمريكا وبريطانيا مجتمعين، وهو ما تداولته أيضا كبرى الجيوش في العالم

صعوبة الموقف العام قُبيل اندلاع الحرب

وقال «الخطيب»، إن عدد الشهداء في حرب أكتوبر قدورا بـ10 آلاف شهيد، ولكن ما حدث هو استشهاد 280 جنديا فقط أثناء العبور، لافتا إلى أنّ مصر كانت في حاجة إلى أمور كثيرة، منها إحداث عدد كبير من الثغرات، وبناء عشرات الكباري لخداع الإسرائيليين لعبور المشاة والدبابات، بالإضافة إلى 35 معدية و35 قاربا مطاطيا، وأكثر من 1400 سلم لصعود الساتر الترابي، و32 ألف وضابط جندي في 12 رحلة، وكل ذلك في غضون 3 ساعات حتى تبدأ الحرب.

حرب أكتوبر لم تكن مجرد حربا أو اشتباكا

وأضاف الكاتب الصحفي، «حرب أكتوبر لم تكن مجرد حربا أو اشتباكا عاديا، فقد اشتركت النيران والأسلحة والأنابيب لإشعال القناة والدبابات، لبداية معركة استرداد الأرض، وفكرة العبور لم تكن سهلة على الإطلاق، وكان يجب الاشتباك المباشر جوا عبر سلاح الطيران وبرا عبر قوات المشاة، وهو ما حدث، وكان كل جندي في حاجة إلى معدات تقدر بنحو 2 كيلو أكل بالإضافة إلى مياه الشرب والأسلحة بما يصل وزنه إلى 150 كيلوجراما»، لافتا إلى أن القوات المسلحة غيرت نوع الزمزمية وقماش الأفرول لتخفيف وزنها عن الجنود والضباط، وفي النهاية عبرت قواتنا في ساعات قليلة بأشكال مختلفة.

وحول الأوضاع قبل الحرب، أشار الخطيب إلى أنّ البلاد التي تعرضت لأزمات مثل أزمة احتلال سيناء عام 1967، وكنا نسمع كلمة نكسة، وهو أمرا مؤلما على مصر والمصريين، لأن مصر بلد عزيزة.

«الخطيب»: الأرض أغلى ما في الدنيا

وتابع الكاتب الصحفي: «عند الفلاح، الأرض أغلى ما في الدنيا، وكذلك الأمر عند البلاد النهرية مثل مصر، ولذلك، عندما سُلبت أرض مصر كُسر المصريون وشعروا بالألم الشديد، لأن هذا الأمر ليس سهلا على النفس، واسترداد الأرض بعد 6 سنوات من احتلالها معجزة كبيرة، وذلك وفقا للمعطيات». 

صعوبة اختراق الساتر الترابي

وواصل: «لأن قناة السويس مانع يحول دون استرداد الأرض، وبعد القناة تم عمل ساتر ترابي طوله من 7 إلى 8 أدوار، وبعد هذا الساتر الترابي تم عمل خط بارليف وبه 35 حصنا، بواقع حصن لكل كيلو، وكل حصن به مدرعات ودبابات وأسلحة، بعدها تم وضع مدافع بآلاف الطلقات في كل 100 متر، وخلف كل ذلك توجد 360 دبابة».

من جانبه أكد اللواء الدكتور طه محمد السيد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إنّ ذكرى انتصار أكتوبر غالية على كل الشعب المصري، مهنئا القوات المسلحة والشرطة والشعب المصري بالذكري الخمسين لانتصارات أكتوبر، لافتًا إلى أن تأثير الحرب كان وسيظل له تداعيات محلية وإقليمية ودولية، موجهًا التحية لشهداء مصر وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأضاف طه، خلال حواره مع الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، «شاركت في الحرب كضابط صغير برتبة ملازم أول، وهذا شرف لي ولأي ضابط شارك في تحرير هذه الأرض الطيبة، ولكن قبل الحرب، كان المشهد صعبا للغاية بعد حرب 1967، وذلك على مصر وشعبها وقواتها المسلحة والأمة العربية».

وتابع: «أحتلت سيناء بالكامل وتم إيقاف الملاحة في المجرى المائي لقناة السويس، كما احتلت إسرائيل هضبة الجولان والضفة الغربية، ومصر استردت سيناء بالكامل في حرب أكتوبر».

إغراق المدمرة إيلات

وحول الاستعداد لحرب أكتوبر، أكد المستشار بأكاديمية ناصر، إنّ معظم الجنود المصريين الذي حاربوا في 1967 شاركوا في حرب أكتوبر، لافتا إلى أنّ حرب  الاستنزاف بدأت في معركة رأس العش، وبعدها تم إغراق المدمرة إيلات، واستمرت 18 شهرا، بدأت باستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض ثم توالت الأحداث.

استمرار أعمال القتال

وتابع «استمرت أعمال القتال وأثبتت القوات المسلحة أنها تستطيع أداء مهامها، وفي أغسطس 1970 قبلت إسرائيل وقف إطلاق النار، بعدما أصابت وأسقطت مصر 20 طائرة إسرائيلية ثم بنت مصر حائط الصواريخ.