يبدو أن محاولات تحقيق "الحلم السعودي" بإنجازات في مجال كرة القدم، لن يقتصر على فرق الرجال فقط.

فبموازاة تقديم السعودية ملف ترشيحها لاستضافة كأس العالم للرجال 2034، تشهد كرة القدم الاحترافية للسيدات في البلاد بدورها تحوّلاً، بعد سنوات قليلة من إطلاق دوري كرة قدم للسيدات في البلاد.

رهان سعودي بمليارات الدولارات على كرة القدم كـ"قوة ناعمة"

لأول مرة دوري كرة قدم للسيدات في السعودية

والتقطت وكالة فرانس برس صوراً لحصّة تدريب في مدينة الطائف الجبلية، للاعبات المنتخب السعودي للسيدات، استعداداً لبطولة ودية في سلسلة من اللقاءات الهادفة إلى منح لاعبات "أخضر السيدات" بعض الخبرة.

وشُكّل الفريق قبل عامين فقط، ودخل تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في آذار/مارس، وهو يحتل حالياً المركز 171 من أصل 186.

وخاض منتخب السعودية للسيدات مباراته الدولية الأولى، في فبراير/ شباط 2022، وتغلّب فيها على سيشل 2-0 في مباراة ودية أقيمت الأحد في مالي عاصمة المالديف.

وفي ختام العام الماضي، سلم الاتحاد السعودي لكرة القدم، الملف النهائي لاستضافة نهائيات كأس آسيا لكرة القدم للسيدات 2026، إلى الاتحاد الآسيوي.

وكانت السنوات القليلة الماضية استثنائية بالنسبة للسعوديات اللواتي لم يُسمح لهن بحضور مباريات كرة القدم حتى كانون الثاني/يناير من العام 2018، أو اللعب على المستوى الاحترافي حتى إطلاق دوري كرة قدم للسيدات في البلاد في فبراير/ شباط من العام 2020.

وقالت لاعبة خط الوسط ليان جوهري البالغة 22 عاماً، لوكالة فرانس برس، إنها وزميلاتها يُقسن التقدم الذي يحرزنه "خطوة خطوة"، فيما يسعين إلى تحقيق أهداف طموحة طويلة المدى مثل اللعب في كأس العالم يوماً ما.

وأكّدت جوهري: "لقد شاهدت كؤوس العالم (للسيدات) السابقة من باب الفضول والاهتمام فقط، لكن كأس العالم هذا العام كانت مختلفة، فهؤلاء اللاعبات بتن الآن خصمات".

وأقرت جوهري بهوسها بأداء النجم الفرنسي نغولو كانتي الذي يلعب حالياً في الدوري السعودي، حين كانت أصغر سناً.

لكنّ المفارقة الآن أنّ كليهما أصبحا لاعبي خط وسط فريق "الاتحاد"، كانتي في فريق الرجال، وجوهري في فريق السيدات.

ولا تخفي جوهري حماستها بانتظار مقابلته، رغم أنها تقول إنها "قد تفقد صوابها" عندما يحدث ذلك بالفعل.

وتشكّل اللاعبات السعوديات المتحمّسات أحد أوجه التغييرات الأوسع في السعودية، التي تحاول الانفتاح على العالم مع السعي لوقف اعتمادها على النفط.

فخلال السنوات الأخيرة، رُفعت بعض القيود الرئيسة في مجال حقوق المرأة، ولا سيما الحظر على قيادتها للسيارات والحصول على جوازات السفر من دون موافقة "أولياء الأمر" الذكور.

ومع ذلك، يقول النقاد إن التمييز القانوني في مجالات مثل الطلاق وحضانة الأطفال لا يزال قائماً، وأن النساء كثيراً ما يقعن في شرك حملة القمع المستمرة ضد المعارضة.

لكن احتضان مشروع كرة القدم السعوديّة، لم يكن على نفس المستوى لدى الجميع في قطاع الرياضة.

وقد أثارت المحادثات هذا العام حول رعاية الهيئة السعودية للسياحة لكأس العالم للسيدات، انتقادات من البلدين المضيفين نيوزيلندا وأستراليا، وكذلك اللاعبة الأميركية الشهيرة أليكس مورغان، قبل أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم في آذار/مارس عدم التوصل إلى اتفاق.

ومن جهتها، دعت الألمانية مونيكا ستاب، أوّل مدربة للمنتخب السعودي للسيدات، والتي تشغل حالياً منصب المديرة الفنية للفريق، المنتقدين لزيارة السعودية ورؤية التغييرات عن قرب.

وقالت لوكالة فرانس برس: "أنا أوصي دائماً أي شخص لا يعرف ما يحدث هنا أن يأتي إلى السعودية، ويلقي نظرة (...) ليرى بنفسه ما يحدث".

وبالنسبة لستاب، التي عملت مع برامج لكرة القدم النسائية في أكثر من 90 دولة، ينصبّ التركيز بشكل كامل على ما يمكن أن تحققه لاعباتها.

وقالت بحزم "أنا مهتمة فقط بكرة القدم النسائية لأنني أريدها أن تنمو، وأريدها أن تتطور، هذه هي مهمتي".